هلسنكي: تشهد فنلندا الأحد انتخابات تشريعية حاسمة تواجه فيها رئيسة الوزراء الاشتراكية الديموقراطية سانا مارين، اليمين واليمين المتطرف في محاولة للبقاء في السلطة. في ما يلي معلومات عن الانتخابات وعن الدولة الاسكندنافية.

كانت فنلندا جزءا من السويد حتى العام 1809 قبل أن تتحول إلى دوقية روسية كبيرة حتى استقلالها خلال الثورة الروسية في العام 1917. وما زالت اللغة السويدية لغة رسمية إلى جانب اللغة الفنلندية، ولغة أولى لحوالي 5 بالمئة من الفنلنديين.

وانتهزت فنلندا فرصة الثورة البلشفية في العام 1917 لتُعلن استقلالها الذي أدى إلى حرب أهلية بين "الحمر" و"البيض".

وغزاها الاتحاد السوفياتي في 1939 بعد المعاهدة الألمانية السوفياتية، فقاومت فنلندا ببسالة خلال الأشهر الثلاثة من حرب الشتاء، ولكن بعد استئناف الصراع في 1941، انتهت الحرب بهزيمتها.

وبموجب معاهدة "صداقة" موقعة في 1948 بضغط من موسكو، وافقت هلسنكي على البقاء خارج التعاون العسكري الغربي، في شكل من أشكال الحياد الإجباري يسمى "الطابع الفنلندي".

وفي نهاية الحرب الباردة، دخلت فنلندا الاتحاد الأوروبي وتجذّرت في الغرب، ولكن لم تقرر الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إلا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

توقعت أحدث استطلاعات للرأي، أن يتعادل الاشتراكيون-الديموقراطيون، ويمين الوسط، واليمين المتطرف، إذ حاز كل منهم على ما أقل من 20 بالمئة بقليل، من نوايا التصويت. لذلك يصعب التنبؤ بالأغلبية المستقبلية.

ويشغل زعيم الحزب الذي يأتي في الطليعة، منصب رئيس الوزراء، بشرط أن يتمكن من تشكيل ائتلاف.

ويرى محللون أن حزب الفنلنديين (يمين متطرّف) بزعامة ريكا بورا قد يحطم رقمه القياسي السابق المُسجّل في 2011 (19,05) بالمئة، في خضم موجة التضخم التي ترفع حظوظه، علماً أن التشكيل المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي والشعبوي والمناهض للهجرة لم ينتصر يوماً.

وقد يميل حزب الائتلاف الوطني (يمين الوسط) الذي يتزعمه بيتيري أوربو إلى التحالف مع حزب الفنلنديين، كما في العام 2015.

وهناك خيار آخر يتمثل بتحالف أحمر-أزرق بين مارين وأوربو.

من بين الأحزاب الرئيسية الثمانية، هناك سبعة تقودها نساء. وتحل فنلندا في صدارة دول العالمية في مجال المساواة بين الجنسين.

عندما وصلت سانا مارين إلى السلطة في 2019 لتصبح ثالث رئيسة للوزراء، انتشرت صور تحالفها المكون من خمسة أحزاب كلها بقيادة نساء، على نطاق واسع.

وكان البرلمان الفنلندي أول برلمان في العالم يضم نائبات، عندما كانت الدولة لا تزال روسية. وتُمثل النائبات حالياً 47 بالمئة من البرلمان المنتهية ولايته.

وتعد فنلندا إحدى الدول التي تضم أقل عدد من السكان الذين ولدوا في الخارج، من بين دول أوروبا (7 بالمئة)، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

لكن تسارع وصول الوافدين شجع ظهور حزب الفنلنديين الذي اتبع خطاً أكثر تشدداً بعد انقسام في 2017.

وفي إشارة إلى حرب العصابات التي تدور في السويد المجاورة، أراد الحزب تشديد سياسة الهجرة على غرار جارة شمالية أخرى هي الدنمارك، بهدف "إنقاذ فنلندا" من "النموذج السويدي".

ويرى الائتلاف الوطني أنّ الهجرة تشكل حلا لشيخوخة السكان، في حين ترفض سانا مارين أي تعاون مع حزب الفنلنديين "العنصري علنًا".

وسيكون تحالف أحمر-أزرق معقدًا بسبب الخلافات الاقتصادية، حيث شنّ اليمين حملة متهماً الحكومة بعدم المسؤولية المالية.

يُعرف الفنلنديون بأنهم شعب متواضع، وصُنِّفوا كأسعد شعب في العالم في آذار/مارس للسنة السادسة على التوالي، في ترتيب برعاية الأمم المتحدة.

وتضم البلاد آلاف البحيرات والغابات المنتشرة في كل أنحائها، ويبلغ عدد سكانها 5,5 ملايين نسمة، وتمتد على أكثر من 330 ألف كيلومتر مربع، وتتمتع بنموذج اجتماعي فعّال، وأوجه محدودة من عدم المساواة، وتحظى فيها السلطات بثقة عالية.

ومع مواجهة الفنلنديين الصقيع لمدة نصف عام تقريبًا، يحتلون الصدارة أيضاً في عدد حمامات البخار (الساونا)، الذي بلغ ثلاثة ملايين، متجاوزاً عدد السيارات.

ومع ذلك، شكل حلول فنلندا في المرتبة الأولى على لائحة أسعد دول العالم مفاجأة في العام 2018، إذ يصف العديد من السكان المحليين أنفسهم بأنهم قليلو الكلام وتنتابهم الكآبة.