الخرطوم: أفاقت الخرطوم مجددا الإثنين على هدير الطيران الحربي والانفجارات رغم موافقة طرفي النزاع على تمديد إضافي للهدنة، في وقت حذّرت الأمم المتحدة من بلوغ الوضع الإنساني "نقطة اللاعودة" وأعلنت إرسال مبعوث الى المنطقة لمحاولة الوقوف على ظروف ملايين الأشخاص العالقين وسط القتال.

وأفاد شهود عيان في الخرطوم أن سكانها استيقظوا الإثنين على هدير "الطائرات المقاتلة"، في حين تحدث آخرون عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مناطق مختلفة من العاصمة التي يناهز تعدادها خمسة ملايين نسمة.

وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، موافقتهما على تمديد وقف لإطلاق النار كان من المقرر أن ينتهي منتصف ليل الأحد الإثنين (22:00 ليل الأحد ت غ).

هدنة هشة
الا أن الهدنة الأخيرة بقيت هشّة كغيرها من محاولات التهدئة التي تمّ التوافق عليها منذ اندلاع النزاع بين الحليفين السابقين في 15 نيسان/أبريل، والذي أغرق السودان في فوضى حصدت مئات القتلى ودفعت عشرات الآلاف للمغادرة.

ويرى الخبراء أن اتفاقات وقف النار تهدف خصوصا الى ضمان أمن طرق إجلاء الرعايا الأجانب، والسماح بمواصلة بعض الجهود الدبلوماسية التي تقودها أطراف خارجية في ظل رفض القائدين العسكريين التواصل بشكل مباشر.

ويبدو أن كل محاولات الحلّ تصطدم بصراع النفوذ الشخصي بين البرهان ودقلو المعروف بحميدتي، واللذين أطاحا معا عام 2021 بشركائهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ الاطاحة بنظام الرئيس عمر البشير عام 2019.

وعلى مدى الأيام الماضية، أجلت العديد من الدول الغربية والعربية رعاياها توازيا مع جهود دبلوماسية سعيا للحل.

الجامعة العربية
ومن المقرر أن تعقد الجامعة العربية الإثنين اجتماعا على مستوى السفراء بناء على طلب مصر، للبحث في الأوضاع.

كما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع "طارئ" للجنتها التنفيذية الأربعاء في جدة بطلب من السعودية.

وكان الأحد شهد اجتماع وزير الخارجية السعودي فيصل بين فرحان مع موفد للبرهان، بينما تواصل الأخير هاتفيا مع نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.

ووفق مركز كارنيغي الشرق الأوسط للأبحاث "كلما تمكن دقلو من الحفاظ على مواقعه في الخرطوم، كلما أصبح تأثيره أكبر على طاولة المفاوضات".

وكان دقلو قائدا لميليشيات "الجنجويد" التي شكّلها البشير لدعم قواته في الحرب الدامية التي شهدها إقليم دارفور (غرب) اعتبارا من العام 2003، في مواجهة متمردين ينتمون إلى أقليات إتنية.

وتطوّرت هذه المجموعات لاحقا إلى قوات الدعم التي أنشئت رسميا في 2013.