إيلاف من لندن: بدأت جماعة عراقية تعرف باسم "قربان الله" تثير فزع المواطنين بسبب ممارساتها الشاذة في عبادة الإمام علي والانتحار بالقرعة قربانا له.
وهذه الجماعة التي بدأت تنشط في جنوب العراق الشيعي وخاصة في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) عُرفت من خلال هتافاتها اثناء الزيارات الدينية بجملة "علي الله.. الله علي" والتي يرفضها رجال الدين والمجتمع العراقي.
والمثير للجدل في تصرفات هذه الجماعة هو عبادتهم للخليفة الرابع الامام علي بن ابي طالب كما قال تحقيق لوكالة "السومرية" العراقية تابعته "إيلاف" اليوم مشيرًا الى ان افراد هذه الجماعة عادة ما يجرون قرعة فيما بينهم بين الحين والآخر ومن يظهر اسمه يذهب منتحرا قرباناً للإمام علي.
طقوس الانتحار
وبحسب مصادر محلية فإن "عملية الانتحار تعد طقسا لجماعة القربان وأحد أفراد المجموعة أقدم على الانتحار شنقاً مؤخراً بواسطة حبل داخل أحد المواكب الحسينية في قضاء الناصرية التابع لمحافظة ذي قار".
وتؤكد المصادر أنه "لغاية الآن سُجلت ثلاث حالات انتحار في ذات المكان".. موضحة أن "أفكار هذه الجماعة أثارت الرعب بين صفوف المجتمع المحلي في المحافظة".
ولم تعلق السلطات العراقية لحد الان على المعلومات حول حالات الانتحار تلك وكذلك على المجموعة التي لا يزال يلفها الغموض.
مخالفون للاديان واجتماعاتهم سرية
اما رجل الدين منتظر المياحي من محافظة ذي قار فيقول أن "هذه المجموعة غير معروفة على نطاق واسع اذ لا يُعرف لغاية الآن رئيسها مثلاً أو المنظرين الخاصين بها كما ان تجمعاتهم تكون في السرّ باعتبارهم مخالفين للأعراف والقوانين والأديان".
وأضاف المياحي أن "هناك الكثير من الأفكار في الفضاء العام لكن هذا المسار ربما هو تابع للجماعات المنحرفة التي تؤله الامام علي وتعتبره هو الله ما يستدعي اطلاق حملة واسعة لتعقب تلك الأفكار وانهاء وجودها".
انتحار 24 من أعضاء الجماعة
وتشير بيانات غير رسمية الى ان أكثر من 24 شخصا أقدموا على الانتحار في محافظة ذي قار منذ مطلع العام الحالي 2023 فيما تم تسجيل عشرات محاولات الانتحار التي لم يكتب لها النجاح.
من جهته قال سكرتير خلية ازمة الانتحار في المحافظة علي الناشي الذي يترأس ايضا منظمة التواصل والاخاء الإنسانية إن "مخاطر ظاهرة الانتحار اخذت تتفاقم وترتفع اعداد ضحاياها بشكل مضطرد عاما بعد آخر".
بدع دينية محلية ودولية
وليست ظاهرة "قربان الله" هي الأولى من نوعها في الجنوب العراقي فقد ظهرت مؤخرا جماعة تطلق على نفسها "اصحاب القضية" في محافظة النجف الجنوبية تدعي ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هو "المهدي المنتظر" الامام الثاني عشر للشيعة الامامية الذين ينتظرون ظهوره "ليملآ الدنيا عدلا بعد أم مُلِئَت ظلمًا وجورًا".
وقد اضطر الصدر السبت الماضي الرابع عشر من الشهر الحالي الى التبرؤ من "اصحاب القضية" قائلاً في تسجيل صوتي استمعت له "إيلاف": "ما أريد إلا أن أبرئ نفسي والمخلصين من أفعال الشواذ والمفسدين وذوي العقائد المنحرفة ممن يدعون بأنني الإمام المهدي وإن ذلك زوراً من القول وباطلاً وخطيراً".
وشدد بالقول "ما أنا إلا مقتدى بن محمد بن محمد صادق ابن محمد مهدي ابن إسماعيل الصدر وما أنا إلا خادم لشسع نعليّ الإمام المهدي ولا أدعي ذلك وما كان لي أن أدعي ذلك أو يدعي لي ذلك أي أحد على الإطلاق، ولم أدع لنفسي قدسية أو اجتهاداً أو زعامة فما أنا إلا آمر بالمعروف ناه عن المنكر".
واضاف الصدر انه "لذلك فإن أفضل عقوبة لمثل هؤلاء الشرذمة المنافقين وممن يدعمهم من الفاسدين والميليشيات الوقحة وأشباههم هو إعلان البراءة منهم ومن وجودهم بيننا ومن إدعاءاتهم حبنا آل الصدر".
وكانت محكمة تحقيق الكرخ في بغداد قد اعلنت في الرابع عشر من نيسان ابريل الماضي توقيف مجموعة من المتهمين من "أصحاب القضية" لترويجهم أفكارا تسبب إثارة الفتن والإخلال بالأمن المجتمعي.. موضحة أنه "تم ذلك بالتنسيق مع جهاز الامن الوطني باعتباره الجهة المختصة بالتحقيق".
وكان شخص معمم يُعرف بأنه زعيم الجماعة قد ظهر في تسجيل فيديوي مؤخرا وهو يقول إن افراد جماعته يتجهزون لحملة كبيرة في مسجد الكوفة بمحافظة النجف خلال الاعتكاف في رمضان من أجل مبايعة مقتدى الصدر وإلاعلان بأنه هو الإمام المهدي المنتظر.
.. وفي كينيا الانتحار جوعا لدخول الجنة
يشار الى انه في الثاني من الشهر الحالي ألقت السلطات الكينية القبض على قائد طائفة دينية في البلاد بعد انتحار أكثر من 100 من أتباعه جوعا فيما العدد مرشح للزيادة.
ويبحث محققون عن جثث أخرى في غابة عُثر فيها بالفعل على 101 جثة اذ تشير السلطات الى إن القتلى أعضاء في كنيسة "جود نيوز إنترناشيونال" بقيادة بول ماكنزي (50 عاما) الذي توقع أن ينتهي العالم في 15 نيسان أبريل الماضي وأمر أتباعه بقتل أنفسهم ليكونوا أول الداخلين إلى الجنة.
وبلغ عدد القتلى 109 بينهم أطفال عُثر عليهم في مقابر جماعية في حين عثرت السلطات على ثمانية أشخاص أحياء توفوا فيما بعد، لكن العدد مرشح للزيادة. وقالت وزارة الداخلية إن هناك أكثر من 400 شخص مفقود في المنطقة المحيطة.
ويواجه ماكنزي حاليا عددا من الاتهامات المتعلقة بانتهاكات سابقة لكن الادعاء لم يصدر حتى الآن لائحة اتهام فيما يتعلق بالمقابر الجماعية.
التعليقات