إيلاف من لندن: كشف النقاب عن تبرع وزير سابق للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بمبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني لحزب المحافظين لمساعدته على خوض الانتخابات المقبلة.
وجاء التبرع من محمد منصور، الذي شغل منصب وزير النقل في عهد الراحل مبارك - الذي أطيح به خلال ثورة شعبية 2011، أصبح أمين صندوق حزب المحافظين في ديسمبر الماضي.
وقال منصور إنه تبرع بالمبلغ، الذي أفادت صحيفة (ديلي تلغراف) بأنه أكبر مبلغ يتلقاها حزب المحافظين منذ أكثر من 20 عامًا، بسبب "ثقته" في ريشي سوناك.

مقال منصور
وقال منصور في مقال نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية: "أعتقد أن هذا البلد لديه رئيس وزراء قادرا للغاية. شخص يفهم كيف يتم توليد النمو في الاقتصاد الحديث. إنه يدرك على أهمية التكنولوجيا والابتكار. يمكنه جعل الاقتصاد الحديث يعمل لجميع مواطني المملكة المتحدة".
واضاف "ثقتي برئيس الوزراء هي سبب اعتزازي بكوني امينا كبيرا لخزانة حزب المحافظين في ديسمبر/كانون الاول 2022".
وقال الوزير المصري الأسبق: "أريد أن أمنح ريشي سوناك أفضل فرصة للحصول على فترة ولاية كاملة مدتها خمس سنوات ولذا فقد تبرعت بمبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني لصندوق الحملة الانتخابية للحزب. علينا أن نلقي نظرة على ما حققه سوناك في الأشهر الأولى من توليه المنصب وأن نفكر في ما يمكن أن يفعله في خمس سنوات".

حسابات ويستمنستر
وقال موقع قناة (سكاي نيوز) إن مشروع حسابات ويستمنستر المتعلق بالبرلمان الذي بدأ بنشر تقاريره بالتعاون مع "تورتيوس ميديا Tortoise Media" قام بجمع جميع المعلومات المتعلقة بالتبرعات المتاحة من خلال سجل اهتمام البرلمان لأول مرة في قاعدة بيانات واحدة، مع إجمالي المبالغ والتفاصيل التي يتلقى النواب منها مقدار الأموال ومن أية جهة؟.

وكشفت المشروع أن السيد سوناك تلقى أكبر عدد من التبرعات من أي عضو برلماني محافظ بمبلغ 546،043 جنيهًا إسترلينيًا - لكنه جاء خلف زعيم حزب العمال السير كير ستارمر، الذي جمع 752،809 جنيهًا إسترلينيًا من 67 شركة وفردًا.
ولن يظهر هذا التبرع الأخير للسيد سوناك في سجل مفوضية الانتخابات حتى الشهر المقبل ، مما يعني أنه لن يكون متاحًا بعد في أداة حسابات وستمنستر.
وقالت (سكاي نيوز): سيكون هذا التطور بمثابة دعم جديد لرئيس الوزراء ريشي سوناك ، الذي واجهت زعامته لحزب المحافظين خسارة مثيرة في الانتخابات المحلية لأكثر من 1000 مقعد في المجالس البلدية.

ثقة سوناك
وعلى الرغم من النتيجة، أكد السيد سوناك نفسه بثقة للبقاء رئيسًا للوزراء لفترة أخرى في مقابلة مع محررة (سكاي نيوز) السياسية بيث ريغبي من قمة مجموعة السبع في اليابان.
ولدى سؤاله عما إذا كان سيظل رئيسًا للوزراء بعد الانتخابات العامة المقبلة ، أجاب السيد سوناك: "نعم ، أنا أعمل بجد لتقديم المساعدة للشعب البريطاني. هذه هي أولويتي ، هذا ما أفكر فيه. أنا واثق من قدرتنا على تقديمه للناس. أعلم أن الأمور صعبة في الوقت الحالي ، لكنني أعتقد أننا أحرزنا تقدمًا جيدًا في الأشهر الستة التي قضيتها في العمل. سأستمر في ذلك".

مجموعة منصور
وإذ ذاك، فإنه وفقًا لمجلة فوربس، فإن السيد منصور يشرف على مجموعة منصور التي أسسها والده لطفي عام 1952 ويعمل بها 60 ألف موظف.
من عام 2006 إلى عام 2009 ، شغل منصور منصب وزير النقل في مصر في عهد مبارك، الذي كان على رأس القائمة في عام 2011 عندما وقعت مصر في موجة من الانتفاضات الشعبية التي أصبحت تعرف باسم الربيع العربي.
وحكم مبارك، المعروف بلقبه بلقب "الفرعون" الحديث، مصر لمدة ثلاثة عقود من عام 1981 ، وسُجن لسنوات بعد الثورة التي أنهت حكمه.
وحكم عليه بالسجن المؤبد لقتل متظاهرين مناهضين للحكومة في قلب الانتفاضة وأدين في 2015 مع نجليه علاء وجمال باختلاس ملايين الجنيهات من الدولة.
وكان أطلق سراح مبارك في عام 2017 بعد تبرئته من غالبية التهم الموجهة إليه في خطوة صدمت المصريين. وتوفي في 25 فبراير 2020.