إيلاف من الرباط:أعربت أوكرانيا،الاثنين، عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب سنة 2007، كأساس "جدي وذي مصداقية" من أجل التسوية "الناجحة" لقضية الصحراء.
جاء التعبيرعن هذا الموقف وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، في أعقاب المباحثات التي أجرياها بالرباط.
وفي سياق ذلك ، قال كوليبا أن كلا من أوكرانيا والمغرب يدركان قيمة السيادة والوحدة الترابية.
وأشار رئيس الدبلوماسية الأوكرانية أيضا إلى أن بلاده تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء،ستافان دي ميستورا،الهادفة إلى إيجاد حل سياسي واقعي ودائم ومقبول من قبل الأطراف، وذلك وفقا لقرارات مجلس الأمن.
وأوضح الوزير الأوكراني أن تسوية قضية الصحراء ضرورية للأمن والسلم.

ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب خلال مباحثاته مع نظيره الاوكراني دميترو كوليبا

وكان كوليبا قد عبر عن "اعتزازه" بكونه أول وزير خارجية أوكراني يقوم بزيارة إلى المغرب منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1992.
وذكر كوليبا، الذي حل بالمغرب في إطار جولة إفريقية، أنه اختار عن قصد جعل المغرب أول محطة له ضمن هذه الجولة، وذلك "بالنظر إلى العلاقات الجيدة" بين البلدين.
وعبر الدبلوماسي الاوكراني عن تطلعه إلى فتح الآفاق "لزيارة أخرى للمؤسسات الحكومية والسياح والطلبة ورجال الأعمال من البلدين".
وسجل أن هذه الزيارة،التي تأتي في سياق خاص،تجدد التأكيد على العلاقات الثنائية الممتازة القائمة،على الدوام،على أساس الصداقة والاحترام المتبادل،واحترام المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين.
وقال "لقد تطرقنا إلى مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والاقليمية،ولاسيما الإفريقية"،مبرزا أن كييف تدرك مؤهلات المغرب كبوابة لولوج القارة الافريقية.
وتحدث كوليبا، أيضا، عن قضية الطلبة المغاربة في أوكرانيا،مؤكدا أن الحكومة الاوكرانية "تبذل كل ما في وسعها لحل جميع القضايا العالقة من أجل السماح لهؤلاء الطلبة باستئناف دراستهم".كما أعلن الوزير الأوكراني عن توقيع مذكرة تفاهم تهم التعاون بين الأكاديميتين الدبلوماسيتين لأوكرانيا والمغرب.
من جانبه،قال الوزير بوريطة إن هذه الزيارة تندرج في إطار العلاقات الثنائية "القوية والتاريخية، التي تقوم على أساس الصداقة المتينة والتعاون".
وأضاف أن هذه العلاقة تميزت، على الدوام، ببعد إنساني قوي من خلال وجود عدد كبير من الطلبة المغاربة في أوكرانيا"، مبرزا أن الجانبين اتفقا على تعميق هذه العلاقات، بشكل أكبر، في مجالات الجريمة المنظمة والأمن، وعلى الصعيد الاقتصادي.

على صعيد اخر، قال بوريطة إن المغرب ليس طرفا،بأي شكل من الأشكال، في النزاع بأوكرانيا.وجدد التأكيد على "الموقف الثابت للمغرب بشأن احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية"،مشيرا إلى أن المملكة التزمت،منذ بداية الأزمة في أوكرانيا،بتغليب احترام الشرعية والقانون الدولي،وعدم استعمال القوة لحل النزاعات، وكذا تشجيع الحوار واحترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأوضح بوريطة أن "المغرب معني بهذه الحرب، لأنها تمس أولا بالأمن والاستقرار الإقليميين، وثانيا بالنظر إلى تبعاتها وانعكاساتها الاقتصادية على عدد من البلدان، منها المملكة".

وبعدما أبرز أن "المغرب له علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، ويدفع نحو إيجاد حل سلمي لهذا النزاع"، استحضر بوريطة، في هذا الصدد، مبادرة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب مبادرات أخرى، موضحا أن هذه الأخيرة لا ينبغي، بأي شكل من الأشكال، أن تحيد عن الهدف المحوري المتعلق بالدفع نحو التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع.

وتعد زيارة كوليبا للمغرب الأولى من نوعها لوزير خارجية أوكراني منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1992.