إيلاف من لندن: حذّر زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاثنين من الانجرار إلى فتنة شيعية - شيعية دموية باستخدام العنف والسلاح منوهًا الى ان ذلك محرّم كما ان البلاد لم تعد تحتمل مثل هذه الممارسات اللامسؤولة.

وقال الصدر في تغريدة على حسابه بمنصة "تويتر" اليوم وتابعتها "ايلاف" ان هناك أطرافا لن تتورع عن الدماء ونشر الفتنة لأجل مغانم دنيوية.. مشددا على ضرورة ان تكون الخلافات بين القوى الشيعية عقائدية، فلا ينبغي ان تكون الحرب دموية على الاطلاق فذلك محرم عقائدياً ودينياً.

وعن مشروع قانون سيُعرَض على مجلس النواب قريبًا لمناقشته واقراره يقضي بتجريم سبّ العلماء بغير وجه حق، فقد اشار الصدر الى ان هذا القانون يعطي الأمل لنزع فتيل الفتنة داعيا الى الدقة في صياغته لانه "سلاح ذو حدين" على حد تعبيره من دون توضيحات اخرى.

وفيما يلي نص تغريدة الصدر:
بسمه تعالى
وإذ نحن على أبواب محرم الحرام سارعت بعض الجهات المبغضة للإمام الحسين (ع) بالخصوص ولأهل البيت على وجه العموم الى نشر فتنة شيعية - شيعية باستعمال العنف والسلاح ضد بعض المقرات.
واننا اذ نستنكر ذلك فإننا نحذر المؤمنين بعدم الانجرار خلف ذلك فإن هناك أطرافا لن تتورع عن الدماء ونشر الفتنة لأجل مغانم دنيوية فلا تقولوا قولا ولا تفعلوا فعلا الا بعد مراجعة الحوزة والحوزة لن ترضى بذلك .
فقد حذرناكم سابقا ان الحرب ستكون عقائدية فلا ينبغي ان تكون الحرب دموية على الاطلاق فذلك محرم عقائدياً ودينياً .
وان لم يسن قانون تجريم سب العلماء بغير وجه حق أو بغير نقد بناء فإن لنا طرقاً بعيدة عن العنف والقتل فهذا ليس ديدننا.. مضافاً الى إن الوطن ما عاد يتحمل مثل هذه الأفعال اللامسؤولة.
وأن اجتماع بعض القوى السياسية البرلمانية لأجل سن هذا القانون تحت قبة البرلمان يعطي الأمل لنزع فتيل الفتنة بغض النظر عن ما يبتغونه من ذلك.. كما ينبغي الدقة في صياغة بنود هذا القانون وإلا كان كما يعبرون: (سيفاً ذا حدين)".
مقتدى الصدر

تغريدة الصدر الاثنين 17 يوليو يحذر فيها من فتنة شيعية- شيعية دموية (تويتر)

مهاجمة مقرات أحزاب شيعية
وجاء تحذير الصدر هذا من فتنة شيعية شيعية دموية بعد ان شهدت عدد من المحافظات العراقية في وسط وجنوب البلاد أمس الاحد واليوم الاثنين قصفا وهجومات مسلحة واغلاقا لبعض المقرات السياسية لاحزاب شيعية سياسية وسط تصاعد خلافات وتراشق لفظي بين التيار الصدري بزعامة الصدر وحزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق رئيس ائتلاف دولة القانون ضمن الاطار الشيعي للقوى الموالية لايران نوري المالكي.

وقد اتهم حزب الدعوة بزعامة المالكي غريمه التيار الصدري بزعامة الصدر بالمسؤولية عن هذه الممارسات محذرًا الصدريين بأنه قادر على المواجهة والدفاع عنها، لكنه لن ينجر الى معارك جانبيه مع أي طرف يختلف معه سياسيًا.
وقال الحزب في بيان اليوم تسلمت "إيلاف" نصه إن أمينه العام نوري المالكي ترأس اجتماعًا مشتركا للقيادة والمكتب السياسي للحزب جرى فيه التداول حول الاحداث الأخيرة في البلاد .. مشيرا الى ان المالكي "أكد مواقف الحزب ورؤيته الواضحة في العلاقة والارتباط بالمرجعية الشيعية العليا بشكلٍ عام وخاصة مرجعية الشهيدين الصدرين. وهو تأييد مستمر لم يتوقف" في اشارة الى مؤسسه المرجعين الشيعيين محمد باقر الصدر الذي اعدمه النظام السابق عام 1980 ومحمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر الذي اغتالته اجهزة النظام علم 1999 .
ووصف الحزب الهجوم على مكاتبه ومقراته امس بأنه "اعتداء سافر غير مبرر قانونيًا وشرعيًا وسياسيا". وقال "إننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا والحفاظ على مكاتبنا من اي تجاوز، ولكن ندعو القوات الامنية الحكومية للنهوض بمسؤولياتها في حفظ الامن وحماية الممتلكات العامة والخاصة وهذه مهمتها وواجبها الوطني والقانوني. وندعوها ان تلاحق من مارس هذا الدور التخريبي على مقراتنا".
واليوم هاجم مسلحون مجهولون مقار ثلاثة أحزاب في محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) فجرًا وفتحوا نيران أسلحتهم الثقيلة ضد مقرات تابعة لمنظمة بدر بزعامة هادي العامري ومليشيا انصار الله الأوفياء التابعة للحشد الشعبي وعصائب اهل الحق بقيادة قيس الخزعلي.

الصدريون غاضبون
وجاء هذا التطور تعبيرا عن احتجاج انصار التيار الصدري عما أسموه "الإساءة" التي وجهها حزب الدعوة إلى مرجعهم الراحل آية الله محمد صادق الصدر والد زعيم التيار مقتدى الصدر .
وجاءت ردة الفعل الغاضبة هذه من الصدريين بعد مدونة للقيادي في التيار الصدري حسن العذاري على مواقع التواصل الاجتماعي السبت الماضي، اتهم فيها حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي بالإساءة إلى سمعة وسيرة المرجع محمد صادق الصدر وتوجيه اتهامات له بأنه على علاقة بالنظام السابق.

معاقبة المسيئين للرموز الدينية
وفي خطوة اعتبرت تعبيرا عن حسن النية وابعاد اي اتهامات لانصاره بالمسؤولية عن الهجومات التي تعرضت لها مقار احزاب شيعية، فقد زار الصدر اليوم مقر فصيل انصار الله الأوفياء التابع للحشد الشعبي مهنئًا بسلامة عناصره من القصف.

ومن جهته وجه المجلس الاعلى للقضاء العراقي محاكم البلاد بتشديد الاجراءات العقابية بحق المسيئين للرموز والمعتقدات الدينية من "مرتكبي هذه الجرائم".
وقال المجلس في بيان حصلت "ايلاف" على نصه انه "بالنظر لشيوع جريمة الاساءة للرموز والمعتقدات الدينية في الاونة الاخيرة وجه مجلس القضاء الاعلى المحاكم المختصة بتشديد الاجراءات القضائية بحق مرتكبي هذه الجرائم التي تشكل مخالفة صريحة لاحكام المادة 372 من قانون العقوبات النافذ ودعوة مجلس النواب الى ضرورة المضي في تشريع قانون الجرائم المعلوماتية بما يكفل حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعدم استخدامها منصات لاثارة الفتن وزعزعة الامن المجتمعي والحفاظ على رمزية ومكانة المرجعيات الدينية والاجتماعية والسياسية".

صراع قديم يتجدد
ويسود عداء مستحكم بين حزب الدعوة وقائده نوري المالكي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر منذ عام 2008 حين نفدت القوات العراقية بمساعدة من الاميركية حملة عسكرية بأمر المالكي حين كان رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ضد جيش المهدي التابع للتيار الصدري اطلق عليها "صولة الفرسان" شهدت مواجهات عسكرية عنيفة في محافظة البصرة الجنوبية ومحافظات اخرى تسببت في مقتل المئات من عناصر التيار وسجن الاف منهم.

وعادة مايتهم الصدر وتياره المالكي بتشجيع الفساد خلال فترة ولايته بين عامي 2006 و2014 ما ادى الى اختفاء مئات المليارات من الدولارات من خزينة الدولة العراقية وكذلك المسؤولية عن سقوط ثلث مناطق البلاد منتصف عام 2014 تتقدمها ثاني اكبر محافظات البلاد نينوى وعاصمتها الموصل بيد تنظيم داعش قبل ان تنتزعها القوات العراقية من التنظيم اواخر عام 2017 .
كما وقف الصدر وتياره بشدة امام محاولات المالكي المستميتة لتولي رئاسة الحكومة العراقية من جديد.