إيلاف من لندن: فيما ينشغل العراقيون بقضية الاعتداء على الملاكات الصحية ومقتل طبيب الاثنين فقد كشفت روايتي وزارتي الصحة والدفاع عن تناقض حول اعتداء آمر الدروع وابنائه وعناصر حمايته على موظفين صحيين اثر وفاة زوجته .
فبعد ان اتهمت وزارة الصحة العراقية رسميا الجمعة الماضي ماقالت أنه ضابط كبير في وزارة الدفاع وابنائه وعناصر حمايته بالاعتداء على الملاك الصحي بمستشفى ابن الخطيب في بغداد، قدمت وزارة الدفاع اليوم رواية مختلفة عن وزارة الصحة حول الحادث كاشفة ان المتوفية هي زوجة مدير مديرية الدروع فيها اللواء عامر جاسم خميس.

رواية الدفاع
وردت الدفاع في بيان حول الحادث اليوم تابعته "ايلاف" على ما قالت انها مشاجرة بين عائلة متوفية والملاك الطبي في المستشفى وادعاءات في شبكات التواصل بان ذوي المتوفية قد تطاولوا على الملاك نتيجة رفضهم تسليمهم جثمان المتوفية الا بعد ان يتم الإجراءات الاحترازية الخاصة بالتعفير والتعقيم".
واوضحت ان "عائلة المتوفية هي عائلة مدير مديرية صنف الدروع في وزارة الدفاع اللواء عامر جاسم خميس.
وبعد التواصل معه فقد بين ان المتوفية هي زوجته ورحلت نتيجة مضاعفات فيروس الحمى النزفية.
وشرح أن وفاتها حصلت بنتيجة عدم وجود تبريد كهربائي داخل غرفتها. حيث أنه بعد الاتصال بمدير المستشفى، تم نقل الراحلة الى ردهة الرجال لتلقي العلاج، ولكنها توفيت في اليوم التالي.
واضافت الدفاع بحسب رواية الضابط الكبير انه "بعد ان تم نقلها الى مستشفى ابن الزهر ليتم اتخاذ الإجراءات الطبية الخاصة بالتعفير من قبل اللجنة المختصة" فوجِئ أولاد المتوفية بوجود شخص يدعى (محمد حسين عباس) يقوم بالتقاط الصور لجثتها دون اي توضيح لهويته وسبب قيامه بهذا الاجراء. فطُلِبَ منه عدم التصوير. الا انه اجابهم بعبارات استفزازية وهاجم ابنها باللكمات، ما دفع الأخير للدفاع عن نفسه، فتطور الشجار بينهما".

وقال الضابط ان الشخص المتهجم هو المعاون الإداري للمستشفى مدعيا ان مدير المستشفى طلب منه (رشوة) لتسليمه جثة زوجته.
ونقلت الدفاع عن الضابط قوله انه "ونتيجة لهذه الملابسات قدمت شكوى ضد المدير الصحي أعلاه في محكمة استئناف بغداد الرصافة كوني على يقين تام بنزاهة القضاء العراقي".
واكدت انها "تعمل حالياً في التحقيق في الموضوع لمعرفة ملابسات الحادث والوصول الى حقيقة ما حدث".

رواية مختلفة من الصحة
وكانت وزارة الصحة قالت الجمعة الماضي ان ضابطا برتبة كبيرة في وزارة الدفاع وأفراد حمايته قد اعتدوا على ملاكات مستشفى ابن الخطيب في بغداد معتبرةً ما جرى هو تعدي سافر مؤكدة مضيها بالإجراءات القانونية بحق المعتدين.


ودانت الوزارة في بيان تابعته "ايلاف" "بأشد عبارات الإدانة والاستنكار التعدي الذي طال ملاكات المستشفى" منوهة الى ان أحد الممرضين فوجئ بالاعتداء عليه بالضرب من قبل ذوي متوفية بحضور والدهم الضابط برتبة كبيرة في وزارة الدفاع وعناصر حمايته من دون سابق إنذار أو مقدمات.
واكدت الوزارة انها ماضية بالإجراءات القانونية بحق المعتدين ولن تتهاون بالأمر باي اعتداء يطال مؤسساتها وملاكاتها بجميع الاختصاصات وستكون السد المنيع لهم ولحقوقهم. ودعت جميع الجهات المعنية إلى التعاون معها في حماية ملاكاتها الذين يبذلون جهودًا مضنية لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين ومنع تكرار تلك الاعتداءات.

اعتداء سابق
وجاء هذا الاعتداء بعد يومين من اعتداء مجموعة خارجة عن القانون الاربعاء الماضي على أمن مستشفى البنوك الأهلي في بغداد عندما حاول الأمن منعهم من دخول ردهة النساء.
وقال ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي ان حمودي إبن جواد الطليباوي المتحدث بإسم ميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي المرتبطة بايران فكرا وتسليحا، قام هو ومجموعته باعتداء على حرس مستشفى البنوك الاهلي بعد منعهم من دخول ردهة النساء.

وجاءت روايتا وزارتي الصحة والدفاع المتناقضتين وسط غياب لاي موقف رسمي محايد وحازم من الموضوع، ولا اجراءات لمعاقبة المتسبب في حادث الاعتداء الذي شهدته مستشفى ابن الخطيب في بغداد .

مقتل طبيب في ظروف غامضة
واليوم الاثنين اعلنت وزارة الصحة عن مقتل طبيب في ظروف غامضة بمحافظة ميسان الجنوبية داعية جميع الاجهزة المتخصصة الى حماية ملاكاتها.
وقالت الوزارة في بيان تابعته "ايلاف" انها "مستمرة بمتابعة التحقيقات حول وفاة الدكتور حمزة كريم قاسم من خلال التواصل مع الجهات الأمنية والصحية العدلية والقضائية المختصة".
وشددت الوزارة على ضرورة تنفيذ جميع الجهات المعنية واجباتها في حماية المؤسسات الصحية ومنتسبيها من مختلف التخصصات.
ومن جهتها قالت مديرية صحة ميسان انها ستتخذ خطوات عاجلة لكشف ملابسات وفاة الدكتور قاسم وهو طبيب مقيم دوري في مستشفى الصدر التعليمي بينما اوضح مصدر العثور على جثة الطبيب وعليها آثار ضربة على الرأس.

عقوبة المعتدين على موظفي الدولة
يشار الى ان القانون العراقي يفرض عقوبات على كل من يعتدي على موظف حكومي في أثناء أدائه واجبه ومنهم الأطباء تصل الى السجن ثلاث سنوات.

هجرة العقول الطبية
وبحسب إحصاءات رسمية فإن 72 ألف طبيب عراقي ما زالوا خارج البلاد ودفعتهم الظروف الأمنية والتهديدات التي تعرضوا لها خلال السنوات الاخيرة إلى الهجرة إذ إن عدد الأطباء الاستشاريين ممن يقيمون في العاصمة البريطانية لندن وحدها يقدر بنحو 4 آلاف طبيب
أما في عموم بريطانيا، فعددهم يبلغ 60 ألف طبيب كما تشير مصادر عراقية.
أما في دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة وأستراليا ودول الخليج فهناك حوالي 12 ألف طبيب في وقت يعاني فيه العراق من نقص في أعداد الأطباء الاستشاريين.

يشار الى انه طالما توجه انتقادات إلى الجهات المسؤولة لعدم توفيرها الحماية اللازمة للكوادر الطبية وعدم تأمين أجواء صحية للعمل في المستشفيات والحفاظ على كرامة الأطباء ما دعا وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الأمنية الى تشديد الحماية داخل المستشفيات والتوعد بالتعامل بحزم واعتقال كل من يعتدي على طبيب وإحالته إلى القضاء.