إيلاف من لندن: أكد العراق لتركيا الاربعاء جديته عدم السماح لأي جهة أو تنظيم تحت أي مسمى بالعبث بالأمن أو استخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار في إشارة لحزب العمال داعياً إياها الى إطلاق المزيد من مياه دجلة والفرات الى أراضيه.
وخلال اجتماع عقده وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فقد تم بحث العلاقات بين البلدين وسبل توطيد التعاون المتبادل على مختلف المستويات وضورة تعزيز الشراكة الاقتصادية، وجهود مكافحة الإرهاب بين البلدين.
وأكد السوداني أن العراق جادّ بطرح جميع الملفات مع الجانب التركي بروح التعاون وحسن الجوار، إضافة إلى توافر الفرص الواعدة لمزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري.. منوهًا الى أن مشروع طريق التنمية هو أفضل مثال على ذلك بما يمثله من كونه أحد أهمّ الممرات الاقتصادية في المنطقة والعالم، ويحوي الفرص الاقتصادية الكبيرة المتاحة كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

وشدد السوداني على الأمن والاستقرار أولوية للحكومة العراقية، وإنها لن تسمح لأي جهة أو تنظيم تحت أي مسمى أن يعبث بالأمن أو استخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار وهذا موقف مبدئي ثابت كما نص عليه الستور.. مؤكداً التوجه نحو تفعيل المزيد من التعاون في إطار اللجان الأمنية المشتركة مع تركيا واعتماد الحوار، بعيداً عن التصرف أحادي الجانب.

وأشار السوداني إلى ضرورة التنسيق بين العراق وتركيا، في مختلف القضايا الإقليمية، لتبنّي مواقف مشتركة تخدم مصالح شعبيهما مثمناً المبادرة التركية الأخيرة بزيادة الإطلاقات المائية لنهر دجلة ودعا الجانب التركي الى زيادة الإطلاقات المائية لنهر الفرات أيضاً، لاسيما أنّ العراق مقبل على زيارة دينية وحشود مليونية من داخل البلد وخارجه، مؤكدا أهمية أن يجري التوافق بهذا الملف لما فيه المصلحة المشتركة وحفظ الحقوق المتبادلة.
من جانبه أشار الوزير التركي إلى جهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب والسعي لتحسين البنى التحتية وأبدى رغبة تركيا واستعدادها لدعم العراق في مختلف المجالات مؤكداً التوجه الجاد والحرص على حل المشاكل العالقة بين البلدين.

حصة عادلة للعراق من المياه
وخلال لقاء الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد مع الوزير التركي فقد أكد على "أهمية العمل على تعزيز وتطويروتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والبيئية وفي ملفات المياه والطاقة وبما يخدم المصالح المتبادلة للشعبين العراقي والتركي".


الرئيس العراقي خلال لقائه في بغداد الأربعاء مع وزير الخارجية التركي (الرئاسة)

وبشأن ملف المياه فقد شدد رشيد على ضرورة الوصول إلى تفاهمات بين البلدين بشأن الحصول على حصة عادلة وكافية من المياه تغطي احتياجات مواطني العراق الضرورية.. مشيراً بهذا الصدد إلى أن العراق يعاني من أزمة حادة في المياه أثرت بشكل كبير على مجمل الحياة العامة للعراقيين بسبب انخفاض تدفق المياه العابرة للحدود في نهري دجلة والفرات وروافدهما كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".
وأشار الرئيس العراقي إلى أهمية استيعاب جميع جوانب أزمة المياه التي يتحملها الجانبان، موضحاً جدية الجانب العراقي في بذل الجهود الحثيثة لترشيد استخدام المياه وإعادة تأهيل نُظم الري والصرف الصحي من خلال استخدام التقنيات الحديثة وتحسين إدارة المياه وبناء السدود والخزانات.

بدوره أكد الوزير التركي حرص بلاده على إيجاد الحلول الجذرية لمشكلة المياه.. منوهاً إلى وجود متابعة مستمرة من حكومته لمعالجة نقص المياه في العراق، معرباً عن أمله في عقد اجتماع مشترك بين خبراء البلدين للوصول الى حلول فعلية.
وشدد الوزير على تمسك بلاده "بدعم جهود العراق في ترسيخ أمنه واستقراره" حيث بحث الجانبان الوضع الأمني وأهمية منع الخروقات والتجاوزات الأمنية وضرورة احترام السيادة الوطنية في إشارة الى العمليات العسكرية التركية في شمال العراق لضرب قواعد ومسلحي حزب العمال.. وأشار فيدان الى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عازم على زيارة العراق لمتابعة القضايا المشتركة إضافة إلى الملفات التي يتضمنها برنامج الزيارة.
ومن المنتظر أن يتوجه فيدان في وقت لاحق إلى أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي لإجراء مباحثات مع قادة الإقليم وحكومته.

اعتبار "العمال" منظمة ارهابية
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد مساء الثلاثاء فقد دعا الوزير التركي العراق الى اعتبار حزب العمال التركي الكردي منظمة إرهابية.
وقال أنه "بموجب مبدأ الصداقة والأخوة مع العراق ننتظر أن يعترفوا رسمياً بـ"بي كي كي" كتنظيم إرهابي".. وشدد على ضرورة عدم السماح "للحزب الإرهابي الذي يُعد العدو المشترك لتركيا والعراق بتسميم علاقات البلدين".. مؤكداً احترام تركيا لوحدة الأراضي العراقية وسيادتها.
وأشار الى أنه قد اتفق مع نظيره العراقي على تشكيل لجنة مشتركة دائمة لمعالجة أزمة المياه مؤكداً بالقول "نعمل على أعلى المستويات لحل المشاكل العالقة بين البلدين".
ولفت إلى أن" الحكومة التركية تتابع عن كثب نقص المياه في العراق ونتعامل مع القضية من وجهة نظر إنسانية وتم التوصل خلال المباحثات إلى تشكيل لجنة مشتركة دائمة بشأن المياه".
وأكد دعم تركيا لمشروع طريق التنمية الذي يتبناه العراق مبيناً أن" هذا المشروع سيجلب الازدهار للعراق والمنطقة ويحول العراق إلى مركز للتنمية في المنطقة".
وأوضح أن حجم التجارة بين العراق وتركيا يصل إلى 25 مليار دولار، معتبراً أنه "يتخلف عن الإمكانيات الحقيقية".
ومن جهته قال وزير الخارجية العراقي أنه بحث مع نظيره التركي ملف المياه وضرورة حصول العراق على حصة عادلة من المياه حيث أن الجفاف يهدد الاقتصاد العراقي والزراعة.
وأشار الى أنهما بحثا أيضاً ملف التواجد العسكري التركي في العراق.. مبيناً أن "الدستور العراقي لا يسمح لأي منظمة باستخدام العراق منطلقاً للهجوم على دول الجوار" في إشارة الى تواجد قواعد وعناصر حزب العمال في شمال العراق.
وأوضح أنه ناقش مع الوزير التركي كذلك تسهيل منح العراقيين سمات الدخول إلى تركيا حيث إن هنالك حوالى 700 ألف عراقي يعيشون فيها.. ولفت أيضاً لوجود نحو 850 شركة تركية تعمل في العراق وأكد أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي خدمة للبلدين.