سيول: خطت كوريا الشمالية الأحد خطوة نحو مزيد من الانفتاح بعد عزلة صارمة فرضتها خلال جائحة كوفيد-19، من خلال السماح لمواطنيها المقيمين في الخارج بدخول البلاد.

وأغلقت كوريا الشمالية حدودها أمام الآتين من الخارج في أوائل عام 2020 لمواجهة انتشار فيروس كورونا، لكن بعض المؤشرات في الأسابيع الماضية رجحت التوجه بشكل متزايد لإعادة فتحها.

وأفاد تقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الأحد أن المركز الرئيسي للوقاية من الأوبئة في حالات الطوارئ أعلن أن "المواطنين في الخارج سُمح لهم بالعودة إلى ديارهم".

وذكر أن "العائدين سيوضعون تحت مراقبة طبية مناسبة في أجنحة الحجر الصحي لمدة أسبوع"، مضيفا أن القرار اتخذ في ضوء "تراجع الوضع الوبائي في كل أنحاء العالم".

وقال الباحث في معهد سيجونغ في كوريا الجنوبية شونغ سونغ-تشانغ لوكالة فرانس برس، إن القرار الجديد يؤشر أن كوريا الشمالية تعتزم تعديل قيودها الصارمة لمكافحة كوفيد-19 وتخفيف إجراءات العزل بشكل تدريجي.

وأضاف "مع هذا الإعلان، يتوقع تسجيل عودة واسعة للكوريين الشماليين عن طريق البرّ كذلك".

ويضاف القرار الى سلسلة خطوات اتخذتها بيونغ يانغ في الآونة الأخيرة لجهة فتح الحدود أمام المسافرين.

عرضٌ عسكري
وحضر مسؤولون صينيون وروس عرضا عسكريا في العاصمة الكورية الشمالية الشهر الماضي، وكانوا أوائل الشخصيات الأجنبية التي تزور البلاد منذ سنوات.

والأسبوع الماضي، سُمح لوفد من الرياضيين الكوريين الشماليين بالسفر إلى كازاخستان للمشاركة في مسابقة للتايكوندو.

ووصلت رحلة شركة "إير كوريو" رقم "جي اس 151" إلى بكين الثلاثاء عند الساعة 09,17 (01,37 بتوقيت غرينتش)، بحسب شاشة توقيت وصول الطائرات، بعدما أقلعت من العاصمة الكورية الشمالية عند الساعة 08,30 (23,30 ت غ).

ورأى مراسلو فرانس برس في المطار راكبين فقط من الطائرة الكورية الشمالية يخرجان من بوابة الوافدين. وتمكّن الصحافيون من التعرّف إليهما بفضل شارات تحمل صورتي الزعيمين السابقين كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل.

رحلات تجارية
وأكّد ناطق باسم الخارجية الصينية الإثنين عودة الرحلات التجارية بين الصين وكوريا الشمالية.

وقال المتحدّث وانغ ونبين للصحافيين إنّ "الجانب الصيني وافق على خطط رحلات شركة إير كوريو الكورية الشمالية لخطّي بيونغ يانغ-بكين وبكين-بيونغ يانغ".

وبحسب موقع "إن كاي نيوز"، فإنّ شركة "إير كوريو" تخطّط أيضًا لإجراء رحلتَين بين فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا) وبيونغ يانغ.

وعلى رغم المؤشرات بالانفتاح مجددا، رجح محللون أن تبقي كوريا الشمالية على بعض القيود الحدودية.

وقال الباحث في معهد كوريا للتوحيد الوطني في سيول تشو هان-بوم "بداية، يجب على الكوريين الشماليين أخذ لقاح" ضد الفيروس.

ورجّح أن معاناة النظام الصحي في الصين مع الإصابات بكوفيد في أعقاب رفع بكين قيودها في كانون الأول/ديسمبر، تثير قلق بيونغ يانغ.

ورفعت بكين أواخر العام الماضي بشكل غير متوقع، القيود الصارمة التي كانت فرضتها لثلاث سنوات للسيطرة على الجائحة، ما أدى لزيادة مطردة في عدد الإصابات لاسيما تلك التي تتطلب دخول المستشفى. ووفق بعض الدراسات، وصل عدد الذين توفوا جراء إصابتهم بكوفيد في الأسابيع اللاحقة، إلى مليوني شخص.

ويعد النظام الصحي في كوريا الشمالية الخاضعة لعقوبات دولية، من الأسوأ في العالم. ورجح الباحث تشو أن تكون انعكاسات رفع القيود كاملة في بيونغ يانغ، أسوأ مما كانت عليه في الصين بحال تسجيل زيادة كبيرة في الإصابات.

ورأى الأستاذ في جامعة إيهوا في كوريا الجنوبية ليف-إريك إيزلي، أن "الرحلات المحدودة جدا" الى الصين وروسيا التي ستتيح عودة الكوريين الشماليين من الخارج "لا تعني فتحا كاملا للحدود".

من جهته، اعتبر الباحث شونغ أن إبقاء العائدين في الحجر لمدة أسبوع يعني عمليا أن الزيارات السياحية الى كوريا الشمالية لن تستأنف قريبا.