إيلاف من الرباط: حمل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز،والذي كان موضوع اجتماع عمل ترأسه الملك محمد السادس، الخميس، بالقصر الملكي بالرباط، جملة إجراءات تتمثل على الخصوص في اتخاذ مبادرات فورية لإعادة الإعمار، تتم بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي. و لهذا الغرض تقرر، حسب ما جاء في بيان للديوان الملكي، تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (ما يناهز 14 ألف دولار) للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم (ما يناهز 8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.
الملك محمد السادس لدى ترؤسه اجتماع عمل بالقصر الملكي بالرباط
وأثار الملك محمد السادس، بهذه المناسبة، انتباه السلطات المختصة إلى أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى ويجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والانصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية.
وخلال هذا الاجتماع، تطرق الملك محمد السادس أيضا، إلى موضوع يحظى بالأولوية وبالأهمية، ويتعلق بالتكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأضحوا من دون موارد، حيث أعطى أوامره بإحصاء هؤلاء الأطفال، ومنحهم صفة مكفولي الأمة.
وبهدف انتشالهم من هذه المحنة وحمايتهم من جميع المخاطر وجميع أشكال الهشاشة التي قد يتعرضون لها للأسف بعد هذه الكارثة الطبيعية، أعطى الملك محمد السادس أوامره للحكومة من أجل اعتماد مسطرة المصادقة على مشروع القانون اللازم لهذا الغرض، وذلك في أقرب الآجال. ويأتي هذا الاجتماع امتدادا للتدابير التي أمر بها الملك محمد السادس والهادفة إلى تعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، خصوصا من أجل تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، في أقرب الآجال.
الملك محمد السادس خلال الاجتماع
وتهم هذه النسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء التي تم تقديمها بين يدي الملك محمد السادس والتي تم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية، نحو 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررةمن الزلزال.
ويشمل البرنامج، من جهة،مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت وخصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان وفي بنيات مقاومة للبرد وللاضطرابات الجوية، أو في فضاءات استقبال مهيأة وتتوفر على كل المرافق الضرورية.
من جهة أخرى، ستمنح الدولة مساعدة استعجالية بقيمة 30 ألف درهم (ما يناهز 3 آلاف دولار) للأسر المعنية. كما شدد الملك محمد السادس، على ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار على أساس دفتر للتحملات، وبإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة والذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة.
في غضون ذلك، جدد الملك محمد السادس،خلال هذا الاجتماع، التأكيد على تعليماته حتى تكون الاستجابة قوية، سريعة، واستباقية مع احترام كرامة السكان، وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم؛ وأن الإجراءات لا يجب أن تعمل فقط على إصلاح الأضرار التي خلفها الزلزال، ولكن أيضا إطلاق برنامج مدروس، مندمج، وطموح من أجل إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بشكل عام، سواء على مستوى تعزيز البنيات التحتية أو الرفع من جودة الخدمات العمومية.
وسيعبئ هذا البرنامج، ذو الأبعاد المتعددة، أساسا الوسائل المالية الخاصة للدولة والمؤسسات العمومية، وسيكون أيضا مفتوحا للمساهمات الواردة من الفاعلين الخواص والجمعويين، وكذا الدول الشقيقة والصديقة، التي ترغب في ذلك والتي جدد لها الملك محمد السادس بهذه المناسبة عبارات الشكر الصادقة للمملكة المغربية.
وخلص بيان الديوان الملكي الى القول إن المغرب يظهر مرة أخرى، بفضل رؤية وعمل عاهله، قدرته على الصمود التي يتميز بها والتي تمكنه من مواجهة الاختبارات والتحديات بقوة وحكمة وعزم، وذلك بفضل قوة مؤسساته وتضامن شعبه وسخائه.
يشار إلى أن هذا الاجتماع عرف مشاركة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف الموازنة فوزي لقجع، والفريق أول محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية.
التعليقات