اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الولايات المتحدة بتقويض وتدمير أسس الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، بما في ذلك نظام اتفاقيات الحد من التسلح.
وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة من فعاليات «منتدى شيانجشان الأمني»، المنعقد في العاصمة الصينية بكين، إن «الدول التي تُعارض الديكتاتورية الاستعمارية الغربية الجديدة وتدافع عن مبادئ المساواة، واللامركزية والأمن غير القابل للتجزئة، تتعرض لضغوط شديدة، اقتصادياً وسياسياً»، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، اليوم الاثنين.
ورأى شويغو أن التصعيد المستمر الذي يتبعه الغرب وبشكل خاص الولايات المتحدة وحلف الأطلسي في الصراع مع روسيا يهدف لتقويض أمن روسيا، ويحمل في طياته تهديداً بحدوث صدام عسكري مباشر بين القوى النووية، وهو أمر محفوف بعواقب كارثية.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس يوم 30 أكتوبر أن وزير الدفاع الروسي اتهم الغرب بمحاولة توسيع الحرب الروسية الأوكرانية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
أوكرانيا وسبل التسوية
تابع: «لقد جرى اختيار أوكرانيا بشكل خبيث لتكون قوة ضاربة، لكن الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة يكشف عدم جدوى خطط الغرب الذي يستخدم أوكرانيا أداة لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، بعد أن اتخذت موسكو إجراءات مضادة للحيلولة دون توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الشرق بقيادة الولايات المتحدة التي أخضعت الدول الغربية بالكامل لسيطرتها، ثم ركزت مواردها العسكرية والسياسية على الحفاظ على الهيمنة العالمية».
من جهةٍ أخرى، لفت وزير الدفاع الروسي إلى أن بلاده ما زالت مستعدّة لإجراء مناقشات بشأن سبل تسوية الأزمة الأوكرانية والتعايش مع الغرب، وفي حال تهيئة الظروف الملائمة، سنظل مستعدّين لإجراء مناقشات سياسية على أسس واقعية، سواء بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية بعد انتهاء الصراع، أم معايير التعايش مع الغرب ككل، مستقبلاً.
الأمن الدولي
وشدد شويغو على أهمية وجود علاقات متساوية بين جميع القوى النووية، والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، الذين يتحملون مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلام والاستقرار العالمي.
ورأى انه يجب توحيد جهود جميع الدول المعنية لتحديث هيكل الأمن الدولي ومنحه قدراً أكبر من الاستقرار لتشكيل نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب، لافتًا إلى أن «إلغاء روسيا التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لا يعني انهيار هذه المعاهدة، التي تمثل نظام التوازن العسكري الاستراتيجي. فهذا يأتي فقط في إطار الرغبة بتحقيق التوازن مع الولايات المتحدة الأميركية التي لم تصدّق على هذه المعاهدة، ولا يوجد حديث عن انهيارها».
التعليقات