حذر مفاوض إسرائيلي مخضرم من أن الجيش الإسرائيلي يضع اللمسات الأخيرة على خطط لاقتحام شبكات الأنفاق في غزة لتأمين إطلاق سراح الرهائن، مع تلاشي الآمال في التوصل إلى اتفاق تبادل مع حماس

إيلاف من بيروت: تقترب محاولات التفاوض على إطلاق سراح 239 رهينة تحتجزهم حماس من "لحظة حرجة"، بحسب غيرشون باسكن، الذي سهل عملية تبادل الرهائن الأخيرة مع حماس في عام 2011. وأدى باسكن، 67 عامًا، دورًا محوريًا في عودة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي تم تبادله بأكثر من 1000 أسير فلسطيني.

تقول ميلاني سوان في "تايمز" البريطانية إن العديد ممن تم إطلاق سراحهم بموجب اتفاق 2011، استمروا في ارتكاب الفظائع التي ارتكبت في 7 أكتوبر، بمن فيهم يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة. يقول باسكن للصحيفة نفسها: "في غضون الأيام أو حتى الساعات القليلة المقبلة، إذا لم يحصل اتفاق لإطلاق سراح الرهائن بالاتفاق، ستبدأ العمليات العسكرية في الأماكن التي يتم احتجاز الرهائن فيها". يضيف: "بادئ ذي بدء، لا نعرف ما هي نتائج تلك العمليات العسكرية، إذا تم إطلاق سراح الرهائن أو قتلهم في تبادل إطلاق النار، وقد ترد حماس أيضًا بقتل الرهائن ردًا على ملاحقة الإسرائيليين لهم في الأنفاق".

وقف النار لا يكفي

في حديثه لصحيفة "تايمز"، يحذر باسكن من أن احتمال أي تبادل للرهائن آخذ في التلاشي، حيث يبدو وقف إطلاق النار الآن غير مرجح نظرًا لأن الجيش الإسرائيلي متمركز الآن في عمق شمال غزة. ويعتقد الآن أن ثلاث فرق مدرعة ومعظم الفرقة المحمولة جوا موجودة في المنطقة.

يقول: "لكي تنفذ إسرائيل وقفاً لإطلاق النار، سيتعين عليها إعادة نشر قواتها، لأنها إذا توقفت في مكانها، فإنها ستعرض جنودها للخطر، لذا لا يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار فحسب".

يضيف باسكن أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجبر على حماس الموافقة على الإفراج عما يصل إلى 150 رهينة من أصل 239 تحتجزهم في مخابئ وشقق تحت الأرض منتشرة في جميع أنحاء المنطقة. يتابع: "الأمر لا يتعلق بإيقاف الحرب أيامًا، بل نقل الجنود إلى مواقع أكثر أمانًا".

من تجربته في قضية شاليط الذي احتُجز خمس سنوات في غزة، يرجح باسكين أن يتم احتجاز الأسرى في جميع أنحاء المناطق المكتظة بالسكان. يقول: "لا يمكن إطلاق سراح الرهائن إلا بالتدخل العسكري"، مرددًا تصريحات رؤوفين ريفلين، الرئيس الإسرائيلي السابق، الذي قال: "لدينا جيش رائع ورئيس أركان وأنا أثق بهم في القيام بكل شيء لإعادة الرهائن إلى الوطن".

محتمل جدًا

قُتل داني دارلينغتون، الأخ البريطاني غير الشقيق لنعوم بيري، في 7 أكتوبر، واحتجز والدها حاييم (79 عاماً) رهينة. سلم نفسه للإرهابيين لإنقاذ زوجته أوسنات التي بقيت مختبئة في الملجأ عندما اقتحمت حماس كيبوتس نير عوز . قال بيري، أحد موظفي غوغل، إن على الحكومة الإسرائيلية أن تفعل كل ما هو ضروري "لإعادة والدي وباقي الرهائن إلى الوطن".

وكان المواطن البريطاني ناداف بوبلويل من بين المئات الذين تم القبض عليهم. حتى الآن، تم إنقاذ جندية إسرائيلية واحدة، وأطلقت حماس سراح أربع نساء، وزعمت أيضًا أن ما لا يقل عن 50 رهينة قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية. يقول باسكن إن هذا "محتمل جدًا"، رغم عدم وجود دليل. يضيف: "حماس لا تعرض جثثًا، ولا تذكر أسماء الرهائن، ، لذا فإن الافتراض العملي لإسرائيل هو أن هناك 240 رهينة محتجزة لدى حماس، جميعهم على قيد الحياة".

يشكك باسكن في قدرة قطر على تحقيق أي انفراج في مسألة الإفراج عن الرهائن. يقول: "إنني أشعر بالفضول الشديد لمعرفة السبب الذي يجعل الجميع يركزون كثيراً على المسار القطري، حيث أشكك في قدرة القطريين على تحقيق أي شيء. فقطر تحب التلاعب بالجانبين. فعلوا ذلك مع طالبان، وفعلوها في العراق".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبتها ميلاني سوان ونشرتها "تايمز" البريطانية