إيلاف من القدس: في حديث مطول لـ"إيلاف"، يقول دانيئيل هجاري، المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، إن إسرائيل لم تطلب الحرب بل أرغمت على الدخول فيها، كما اضطرت لقصف سيارات الاسعاف لأن عناصر حماس يستخدمونها.

يضيف هجاري أن هذه الحرب ستطول اشهرًا، وأن إسرائيل تفعل اليوم ما لم تفعله في المواجهات السابقة، رادًا مقتل الابرياء في غزة إلى حماس، "فإسرائيل لا تريد ذلك". كما يوجه نداء لزعماء الدول العربية كي يشاهدوا الفيلم الذي اعدوه لما اسماه بالمذابح التي نفذتها حماس ضد الاطفال والنساء والعائلات والشيوخ، ولاختطافها الاطفال والنساء والفتيات.

وبشأن صواريخ الحوثيين، يقول إن إسرائيل لا تنسى من يسيء اليها وسيرى العالم ما ستفعله، موجهًا تحذيرًا لقادة حماس ولأمين عام حزب الله حسن نصرالله وللدول العربية، مفاده أن من يدعم حماس ويحتضن قادتها سيدفع الثمن، لأنه يرى أن حماس أسوأ من داعش.

وهذا نص الحوار:

ماذا يقول دانيئيل هجاري، المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، بعد مرور شهر على حرب غزة؟
نحن لم نبدأ هذه الحرب، نحن لم نسع لهذه الحرب. في 6 أكتوبر، كنا ننام في أسرتنا. وقررت حماس، وقرر يحيى السنوار، ارتكاب مجزرة قاتلة بحق المدنيين والنساء والأطفال، مجزرة أسوأ من مجارز داعش. حماس أسوأ من داعش، فمقاتلو داعش يقاتلون عدوًا، لكن حماس ارتكبت مجزرة. بعد ذلك، ذهب مسلحو حماس واختبأوا في الأنفاق بغزة مع الرهائن، وهم يستخدمون السكان دروعًا بشرية. داعش لم تفعل ذلك. يجب عدم نسيان ذلك. وأي دولة تضفي الشرعية على حماس سوف تجد المسلحين في فنائها الخلفي.


القصف الإسرائيلي على غزة

أتقصد الدول السنية؟
أقصد الدول السنية التي قاتلت داعش، والتي تعرف مدى خطورة هذا القتال، وهذه الأفكار، وإمكانية تطورها. إرهابيو حماس حملوا معهم الكاميرات لتصوير الفظائع، كيف يقتلون الأطفال في أسرتهم. من يقتل طفلًا في سريره؟ من يدخل منزل الأسرة ويقتل الأطفال؟ من؟ يجب أن يكون مريضًا نفسيًا. لقد اعدوا قوتهم لينتقلوا من عائلة إلى عائلة، ومن يقول غير ذلك كاذب. لقد ذهبوا لقتل مدنيين، وقاتلوا أيضًا جنودًا، لكن معظم القتلى في دولة إسرائيل كانوا من النساء والأطفال. كانوا يعرفون أن هناك مهرجانًا موسيقيًا، فيه فتيات وفتيان، وفيه عرب أيضًا، ولم يهمهم ذلك. وحتى عندما قالوا لهم نحن عرب، قتلوهم. لم ينظروا إذا الذي أمامهم كان عربيًا، بدويًا، أميركيًا، بريطانيًا، روسيًا، كانوا مهتمين بشيء واحد: القتل. هذه هي الحقيقة الموثقة ومستحيل إنكارها. مضى شهر على الحرب. إن لم نقاتل حماس الآن ونفككها، فسوف تعود لمقاتلتنا في المستقبل.

هل تقول إنكم خط الدفاع الأول عن العالم الغربي المستنير؟
أقول إن حماس ارتكبت جريمة ضد الإنسانية. هذه الجريمة موجهة ضد إسرائيل أولا، لكنها أيضا موجهة ضد العالم كله، وضد الدول السنية المعتدلة. لماذا؟ لأن ما سيحدث هو أن هذه الدول ستجد مسلحي حماس في حديقتها الخلفية، وسوف تواجه مثل هذه التهديدات.

ألأنهم يختبئون وراء الدين الإسلامي؟
لا أفهم من الذي يمنح الشرعية في الإسلام. يحيى السنوار ووالده الروحي الشيخ ياسين؟ أين يعطي الإسلام شرعية لقتل الأطفال؟ أين أجاز الإسلام قتل الأطفال؟ أين يجوز في الإسلام حرق الأطفال؟ لقد اغتصبوا البنات وأحرقوهن. أيشرع الإسلام ذلك؟ إنه أمر لا يمكن تصوره. على زعماء العالم العربي أن يشاهدوا الأفلام التي تظهر ما فعلوه: كيف أحرقوا الأطفال، وكيف دخلوا المنازل.

هل ستسلمون هذه الأفلام إلى ملك الأردن وإلى الملكة رانيا التي تقول إنكم تعرضون الناس للخطر، وتطلقون النار على المنازل، وتدمرون المستشفيات وتنفذون المجازر؟

سوف نتواصل مع كل زعيم في العالم العربي ونظهر له ذلك شخصيًا، فالمهم بالنسبة إلينا أن يعرفوا الحقيقة. هذه هي الحقيقة الأولى. الحقيقة الثانية هي أن الملكة رانيا على حق. إن المدنيين الفلسطينيين يموتون حقًا، لكنهم يموتون لأن حماس تستخدمهم دروعًا بشرية. قال موسى أبو مرزوق إن حماس حفرت أنفاقًا بطول 500 كيلومتر بفضل الأموال التي حصلت عليها من قطر ودول أخرى. بدلا من استخدام الأموال لبناء المنازل لمن يحتاجون إليها، حفروا أنفاقًا لحماية المقاتلين. وبعد أن نفذوا المجزرة، عادوا إلى هذه الأنفاق. من داخل هذه الأنفاق، يقول أبو مرزوق ’هذه ليست مشكلتي‘. إنهم لاجئون والأونروا ستكون مسؤولة عن اللاجئين. تريد حماس أن ترى المدنيين يُقتلون حتى يقول قادة العرب والعالم لإسرائيل: ’توقفي، فأنت تقتلين شعبنا‘. إذا توقفنا، في غضون أشهر قليلة، ستعود حماس وسيحدث كل شيء مرة أخرى. حماس أخذت 240 رهينة، بينهم أطفال. هناك طفل عمره 10 أشهر. لدي طفل الآن يبلغ من العمر سنة وشهر. لا أستطيع أن أتخيل هذا الأمر. من يأخذ طفلا عمره 10 أشهر. من يأسر الأطفال؟ من يأسر الفتيات والمسنات، من الناجيات من المحرقة؟ من يأسر مواطنين أجانب؟ من يقطع الرؤوس؟ الذي يقطع الرؤوس هو تنظيم داعش. حماس أيضًا قطعت الرؤوس. هناك شهادات كهذه في المنازل. اليوم حماس تحتجز رهائن في انتهاك لأي قاعدة دولية. تحتجزهم تحت الأرض وفوق الأرض. أطلقنا سراح واحدة، لذلك نعرف. حرّرناها بل أنقذناها في عملية جريئة وسنواصل ذلك. حماس يحتجز أبناء شعبنا ومهمتنا في هذه العملية تحرير المختطفين، وتحرير غزة من حماس.

مدفع هاوتزر ذاتية الدفع تابع للجيش الإسرائيلي يطلق قذائف بالقرب من الحدود مع غزة في جنوب إسرائيل في 11 أكتوبر 2023

هدفان

هل تقصد أن هدف العملية، كما قال رئيس الأركان، هو تفكيك حماس؟ أم تقول: حسنًا، دعنا نطلق سراح الرهائن، ثم نرى ماذا نفعل بحماس؟
للعملية هدفان: الأول هو تفكيك حماس أو تحرير غزة من حماس، والثاني إعادة أبناء شعبنا وأطفالنا ومواطنينا إلى الوطن وإلى العالم. هناك مواطنون غير إسرائيليين قد الاحتجاز ونود إعادتهم إلى العالم. هناك روس وصينيون وتايلانديون وإسرائيليون.

عرب ويهود؟

عرب ويهود وبدو. إسرائيل متحدة وموحدة في هذه العملية. في هذا الحدث الرهيب، وحد السنوار إسرائيل كلها ضده. من انضم إلى هذه الحرب؟ إنها الجهة التي نراها دائما تفعل أشياء سيئة في العالم العربي. إنها إيران التي أعطت القوة والموافقة للحوثيين والميليشيات في العراق وسوريا لإطلاق النار على إسرائيل. وهذا حزب الله، بدلًا من أن يكون مدافعًا عن لبنان يريد أن يكون مدافعًا عن داعش وحماس. هذا هو حسن نصرالله.

ماذا ستفعلون مع الحوثيين الذين يطلقون الصواريخ باتجاه إسرائيل؟ يبدو أن الأميركيين هم من يهتمون بالأمر.
الحوثيون يقومون منذ سنوات بعمليات سيئة وفظيعة ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويتصرفون بطريقة تعتبر جريمة حرب ضد الدول المعتدلة في العالم العربي نيابة عن إيران، وهذا أمر خطير للغاية. نحن نركز حاليا على غزة وحماس. ونتذكر جيدًا من أساء لنا، وسنهتم بكل الأشياء في الوقت والمكان الملائمين. الآن نركز على غزة، وعلى حماية أنفسنا من هذه التهديدات. قدرات إسرائيل في الدفاع قوية للغاية، والجميع يعلم أن قدراتنا الهجومية قوية للغاية، وسوف نختار الزمان والمكان لنتحرك. الحوثيون وحزب الله يطلقون النار علينا لصرفنا عن غزة. لن نمنحهم هذه الهدية. نحن نركز على غزة، لجلب لتحرير الرهائن وتحرير غزة من حماس.

تقول إنك تركز على غزة. وماذا عن المنطقة الشمالية، فهم يطلقون الصواريخ باستمرار، صواريخ مضادة للدبابات على الجيش والمدنيين، أنتم في حرب متعددة الساحات، هل يستطيع الجيش الرد في الشمال والجنوب عند الضرورة؟
في لبنان، انكشف وجه نصر الله الذي قال قبل سنوات إنه يدافع عن لبنان. لكن، ماذا يفعل؟ إنه يعرض لبنان الذي يعاني من الكثير من المشاكل الاقتصادية للخطر. لأجل من؟ لاجل حماس وداعش؟ أهو نصر الله نفسه الذي أرسل مقاتليه ليموتوا في سوريا في حربه ضد داعش؟ أيقبل اليوم بالعاروري في لبنا؟ المواطنون اللبنانيون سيدفعون ثمن وجود داعش في بلادهم. ما يفعله أيضًا هو تحدينا لصرفنا عن التركيز على غزة. من يقترب من السياج أو يطلق النار علينا سوف نضربه بقوة. أثبتنا ذلك في الشهر الماضي، ونصر الله يعرف بالضبط أننا نؤذيه.

هل الأرقام التي يدلون بها حقيقية؟
نصر الله يعلم بالضبط قدراتنا. نحن نتحدث بالأفعال لا بالأقوال.

جنود إسرائيليون فوق دبابة ميركافا قرب الحدود مع غزة

كلهم أهداف

هل يمكنكم استهداف صالح العاروري وآخرين في لبنان؟
نحن لا نتحدث عما لا يجب ان نتحدث عنه، نحن ننفذ فقط.

أسألك مجددًا، هل صالح العاروري هو أحد الأهداف؟
أكرر.. أفعالنا ستتحدث عن نفسها.

ويحيى السنوار أيضًا؟
بالتأكيد. السنوار قاتل. أراد أن يضع نفسه في موقع الشهيد القاتل. ومن يعتقد أن هذا يحرر الفلسطينيين، فإنه لا يحرر شيئًا. أراد أن يقتل، فهو قاتل. أراد قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين وبث الرعب في التفوس، لذلك السنوار قاتل. ما سنقوم به هو ما سيتكلم.

أريد أن أوضح السؤال في ما يتعلق بقيادات حماس. هناك اسماعيل هنية وخالد مشعل وحسام بدران وصالح العاروري وموسى أبو مرزوق ومحمد نزال وأسامة حمدان. هل عليهم أن يكونوا خائفين الآن؟
سبق لبعضهم تجربة الامر بشكل شخصي. علينا أن نسأل مرة أخرى عن البلدان المضيفة. أعتقد أن هذا هو الشيء الذي يجب أن نطلبه منهم. فثمة دول مثل قطر وتركيا ولبنان، أعتقدها تهتم بالشعب الفلسطيني، لكنها ترتكب خطأ في الحوار مع حماس. فحماس تستغل هذه الدول. أحد الأمثلة على ذلك هي المستشفيات التي تبرعت هذه الدول لبنائها، وماذا تفعل حماس؟ تبني بنية تحتية إرهابية في داخل هذه المستشفيات. رأينا بأم أعيننا كيف دخلت حماس إلى أحد المستشفيات القطرية وأطلقت النار منها علينا. ماذا تريد منا أن نفعل؟

أن تردوا بإطلاق النار؟
حماس تريد ان نطلق النار على المستشفى القطري. تريد استغلال ذلك. إنها حماس ذاتها التي بات معروفًا أنها حفرت نفقًا تحت في مستشفى الشفاء، والتجأ مسلحوها الإرهابيون إليى هذا المستشفى بعد أن أنهوا المذبحة. هرع أكثر من 200 إرهابي إلى مستشفى الشفاء للاختباء. يعرفون أن الجيش الإسرائيلي لا يهاجم المستشفيات. لكن، لا يمكن أن تتلطى البنى التحتية الإرهابية وراء المستشفى.

إذا هي أهداف شرعية؟
نحن نلتزم القانون الدولي، ونعمل وفق كافة القوانين والقواعد. مجرمو الحرب هم إرهابيو حماس. القتال من المستشفيات ينتهك القانون الدولي، والهجوم وإطلاق النار من المستشفى القطري جريمة حرب! وعلى قطر أن تدين حماس! أطلاق النار من المستشفى او أطلاق النار من النافذة يعتبر استغلالًا لقطر، يجب إدانته.

إنكم تتحدثون مع القطريين. فلماذا لا تخبرونهم بذلك؟
سنقول كل شيء في الوقت الملائم. واضح أن من يفسح المجال لحماس يعاني جراء ذلك.

هل سيدفع من يدعم حماس الثمن؟
أعتقد أن مهمتنا هي كشف وجه حماس للعالم.

جندي إسرائيلي يبكي رفاقًا له قتلوا في العمليات البرية في شمال غزة

لن ننسى من أساء إلينا

قلت انكم لن تنسوا. ما الذي لن تنسوه؟
لن ننسى ما يحصل، وأعتقد أن المهم هو تجنيد العالم العربي. أتمنى أن يدين العالم العربي حركة حماس، فحماس تستغل المواطنين في غزة، وسننشر كيف يحاولون منع المواطنين من التوجه جنوبًا، إلى منطقة أكثر أمانًا. تقوم الدول المعتدلة في العالم، مثل الإمارات، بإنشاء مستشفى ميداني في المنطقة الآمنة. نحن نشجع ذلك حتى يتم إخلاء الناس من مستشفى الشفاء. لن تكون هناك بنى تحتية إرهابية. حماس تريد من المواطنين حمايتها. حماس تتنقل في سيارات الإسعاف، وهذه جريمة حرب.

إطلاق النار على سيارات الإسعاف جريمة أيضًا؟
نحن نطلق النار بناءً على معلومات استخباراتية،ولكن لسوء الحظ إننا نقاتل عدوًا قاسيًا يستغل المدنيين ويتسبب بمقتلهم. نحاول تقليل عدد الضحايا بين المدنيين قدر الإمكان. قمنا منذ أكثر من شهر بتوزيع مليون ونصف المليون منشور، و6,000,000 رسالة صوتية. ننادي من حي إلى حي، في جباليا، في بيت حانون، الشاطئ، في غزة، نقول لهم: ’انزلوا جنوبًا، حماس تستغلكم‘، قبل أكثر من شهر من هجومنا! لكن حماس تحتجزهم كي لا يفعلوا ذلك. وفي الأماكن التي تمنعهم حماس، نهاجم. نحن بحاجة إلى أن ينفصل الناس عن حماس. سنهزم حماس، وسنحرر رهائننا ونحرر غزة من حماس.

نحن في الأسبوع الثاني من العملية البرية. هل ترى فيهم علامات الارتباك؟ هل يحقق الجيش الإسرائيلي نجاحًا في تحقيق الأهداف المرسومة؟
أولا، نرى أن قيادة حماس منفصلة عن الميدان. قيادة حماس ترسل الإرهابيين إلى الأمام وتفصل نفسها في مخابئ وشقق تمكن قادتها من ان يختبئوا جيدًا. سنواصل ممارسة الضغط عليهم، خاصة في مدينة غزة، قلب حماس، وسنتعامل مع حماس في كل مكان بهذه الطريقة. نهيئ الظروف لأولئك الذين يتجهون إلى الجنوب ليتمتعوا بظروف آمنة، ونحن بحاجة إلى مساعدة العالم العربي في هذا الأمر. تتصدر مصر هذه المسألة بشكل كبير، لأنها ترسل شاحنات المساعدات، وهو أمر مهم. بالمناسبة، نحن نتحقق من هذه الشاحنات بوتيرة مذهلة. لسنا في عنق الزجاجة. بالمناسبة، تقوم دولة إسرائيل بتوفير 28.5 مليون لتر من مياه إسرائيل لجنوب غزة. مياه إسرائيلية تصل إلى غزة. وسنواصل ذلك، كما سنواصل إدخال الدواء والغذاء والمياه إلى الأونروا، لنفصل جنوب غزة عن شمال غزة. في الجنوب، توجد حاليًا منطقة أكثر أمانًا. على العالم أن يساعد هؤلاء الفقراء. ابنوا لهم خيامًا ليكون لهم مأوى. وسنساعد بكل ما نستطيع في المستشفيات من اجل الجرحى ليتلقوا العلاج. على مر السنين، عالجت إسرائيل جرحى غزة، وسنعتني بهم الآن إذا لزم الأمر، الشيء الرئيسي هو أنه لن يكون هناك مخبأ للإرهاب. وعلى مر السنين أيضًا، أدخلنا العمال الفلسطينيين إلى دولة إسرائيل. ماذا أراد السنوار؟ لم يكن يريد أن يحصل سكان غزة على المال. لم يكن يريد لهم أن يتمتعوا بحياة جيدة. أراد الخراب والدمار.

هل صحيح أن بعض العمال الذين دخلوا بتصاريح عمل كانوا من نخبة مقاتلي حماس؟
لا أستطيع تأكيد هذا الأمر.

إنهم يتحدثون عن هذا الأمر. السؤال: ماذا تعرفون أنتم؟
أقول ما أعرفه. يجب أن نكون دقيقين وموثوقين. لا أعرف هذه الشهادات بعد. إذا كان الأمر كذلك فعلا، فسوف نكشفه.

صاروخ أطلقته حماس من غزة سقط في أحد أحياء تل أبيب

الثمن باهظ.. ولكن!

ماذا بالنسبة للثمن الذي تدفعه إسرائيل الآن في العملية البرية؟
على الجمهور أن يفهم أن هذه ليست جولة أخرى في غزة. هذا شيء آخر. نحن في حرب من أجل الوطن. نحن في حالة حرب على حدودنا. لن تقبل أي دولة في العالم العربي أن يكون هناك داعش على حدودها، ولن نسمح بحدوث ذلك، ولن ننهي هذا الحدث وهناك داعش على حدودنا. هناك أشخاص كانوا نائمين وعلى الجانب الآخر من الحدود حيث يوجد داعش. سننهي هذا عندما لا يكون داعش داخل حدودنا أو قرب حدودنا أو في دولة إسرائيل بأكملها. جنودنا مصممون ومستعدون للمضي قدمًا في هذا الأمر.

لكن الثمن باهظ. بدأ الأمر بـ 1400 قتيل بين مدني وعسكري؟
إنه أمر خطير. قتلوا 1400 من مواطنينا، من الأطفال والمسنين. نحن الآن في حرب من أجل الوطن. سنقاتل كأنهم لم نقاتل من قبل.

هل يستطيع الجمهور الإسرائيلي تحمل هذا الثمن؟
الجمهور الإسرائيلي متحد، ويريد أن يرانا نعيد المخطوفين ونحرر غزة من حماس ليتمكن السكان من العودة إلى بيوتهم في الكيبوتس، والنوم بسلام من دون أن يفكروا في أن داعش ستهاجمهم مرة أخرى.

قبل هذه الحرب، كان ثمة أزمة داخلية في إسرائيل وفي جيشها. كان هناك أيضا مسألة رفض الطيارين الخدمة.
أعتقد أن السنوار كان يعتقد في عقله المريض أن هناك فرصة سانحة، وأنه يستطيع ارتكاب مذبحة لأن إسرائيل ضعيفة. هذا ما كان يعتقد عقله المريض. والآن أصبح الجمهور الإسرائيلي متحدًا للنضال من أجل الوطن والقتال في كل مكان داخل حدودنا وفي أي بلد سيعبث معنا الآن. سنكون متحدين وأقوياء كدولة بجميع مركباتها المجتمعية، من يهود وعرب ودروز وبدو، فكلنا في النهاية مواطنون في دولة إسرائيل التي ستكون قوية ومتحدة.

هل تعتقد أن هذا هو السبب الذي لم يفتح لأجله نصر الله جبهة الحرب من لبنان؟
في النهاية، نصر الله هو في مكان بين أمور عدة: حماس وإيران ولبنان. إنه يعيش داخل مثلث. لن نسمح له بإيذاء المدنيين، ولا الإضرار بالمستوطنات، ونحن على جهوزية عالية جدًا في الشمال، ونستطيع في أي لحظة التحرك شمالًا.

كان رئيس هيئة الأركان في مقر طائرات أف-35. أهذه رسالة لإيران؟
ماذا تفعل إيران؟ إنها ترسل الآخرين ليحاربوا عنها، كما تفعل دائمًا. ترسل الحوثيين والميليشيات العراقية وميليشيات السورية. وتحاول إرسال حزب الله. يوجد في هذه المنطقة العديد من الدول المعتدلة المهمة التي تهددها إيران، وهناك الأميركيون ايضا. ننظر في هذا الأمر مع شركائنا. فالأميركيون موجودون هنا بقوات كبيرة وقوية. قبل ايام، وصلت غواصة نووية أميركية ذات قدرات عالية جدًا، بعد وصول حاملة طائرات أخرى وهي الآن في بحر العرب في طريقها إلى الخليج العربي. نحن على تواصل دائم مع القيادة المركزية الأميركية. وهناك حاملة طائرات أخرى في المتوسط. نعرف كيف نخوض حربنا ضد نصر الله. لكن هذه ليست مشكلة إسرائيل وحدها، إنما هي مشكلة المنطقة والعالم. حزب الله على الحدود هو مشكلة للمنطقة وللعالم. وحقيقة أن وزير الخارجية اللبناني يقول شيئًا فيما يفعل نصر الله شيئًا آخر تظهر حجم المشكلة الإقليمية.

بعد شهر من بداية العملية، كيف يمكنك الآن تلخيص وضع الجيش الإسرائيلي في غزة؟
إننا ملتزمون خططنا، ونضغط على حماس، ونعمل أيضًا على توحيد الجهود لتحسين الوضع الإنساني في جنوب غزة والسماح للناس بالتحرك جنوبًا عبر الممرات لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المواطنون. ونواصل معالجة مشكلة استخدام المستشفيات كبنى تحتية إرهابية. إننا نركز على مهمتنا: تفكيك حماس وإطلاق سراح المختطفين. هذه هي المهمة الأسمى. وأعتقد أن كل دولة معتدلة في المنطقة يمكنها أن تساهم في هذا المهمة بجهد إنساني أو جهود أخرى.

لبناني يضع زهورًا على حطام سيارة قُتلت فيها امرأة وحفيداتها الثلاث في غارة إسرائيلية بجنوب لبنان، في 6 نوفمبر 2023

الحرب طويلة ونحن مستعدون

كم من الوقت سيستغرق هذا الأمر برأيك؟
الحرب طويلة

شهران؟ ثلاثة أشهر؟ سنة؟
أظن أن هذه الحرب ستستمر أشهرًا

ماذا بخصوص الجبهة الداخلية؟
نحن مستعدون لأشهر طويلة من الحرب، وعلينا التأكد أننا نكيف أنفسنا مع حقيقة ان دولة إسرائيل تخوض حربًا. نقوم بذلك أينما نستطيع. فنحن دولة قوية. ونعرف كيفية التعامل مع الوضع كدولة. ندرك أن علينا إنهاء هذا الأمر. نحن أقوياء كمجتمع، متحدون كمجتمع، اليهود والعرب والدروز والبدو. دولة إسرائيل قوية. لقد قاموا بمهاجمتنا جميعا، ذبحونا جميعًا من دون تفرقة. لذلك، كمجتمع واحد موحد يمكننا القتال سنكون قادرين على الفوز. وآمل أن تفهم الدول المعتدلة الأخرى أن إسرائيل كانت تفضل السلام، لكن الحرب فرضت عليها فرضًا، وعليها أن تنتصر في المعركة. إسرائيل تريد السلام، لكن عليها أن تنتصر في هذه الحرب. وعندما ننتهي من القتال نريد أن نرى منطقة أكثر أمانًا للجميع.

لدي سؤال آخر مهم هنا بخصوص اليوم الذي سبق المعركة. ربما لم تكونوا تعرفون شيئًا. كيف يمكن أن يفعلوا ما فعلوه، على بعد مترين من السياج، فيما الجيش الإسرائيلي لا يعرف شيئًا؟ يبدو أن الجميع لا يزالون في حالة صدمة؟
على مر السنين، أردنا أن نرى كيف نحقق السلام في غزة، وكيف نخلق حياة جيدة فيها، وهذا ما كنا نأمله، ونعتقد هذا ممكن. جلبنا العمال، وأحضرنا الأموال إلى غزة. ماذا اكتشفنا في النهاية؟ حماس لا تريد ذلك، بل تريد التضحية بمواطنيها. لا تريد اقتصادًا جيدًا في غزة، ولا تريد أمانًا. إنها تريد شيئًا واحدًا، خلق حال من الرعب.

أترك حماس جانبًا.. أكان هذا فشلًا؟ ومن المسؤول عن هذا الفشل؟ سنجري تحقيقًا شاملًا مع أنفسنا. تحقيقًا يطال الجميع... والجيش بالتأكيد. كيف حدث وماذا حدث وكيف لن يتكرر مرة أخرى.