إيلاف من دبي: استضافت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، قمة لعقيلات رؤساء دول عدة، عنوانها "قلب واحد من أجل فلسطين"، في مسعى لاتخاذ موقف من الحرب في غزة.

وفي كلمتها في افتتاح القمة، وصفت أردوغان بمدينة الأطفال المجهولين، الذين تقتلهم الغارات الإسرائيلية يوميًأ، وقالت: "سبق أن سمعت بمصطلح الجندي المجهول، لكنني لم أتخيل أن أسمع عن أطفال كتبت على جثامينهم ’طفل مجهول‘"، مؤكدة رفضها، بوصفها أمًا وإنسانة، توريث الأجيال الآتية إرثًا قذرًا من دون محاسبة فاعليه، مطالبةً بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الهجمات على غزة، في المحكمة الجنائية الدولية، "بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها"، وفق ما جاء في وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

أضافت أردوغان: "نطالب بوقف إطلاق النار دون أي مبررات أو أسباب، وأعتقد أن من يزعمون أن محرقة ما بعد الحداثة التي تشهدها فلسطين اليوم هي مظهر من مظاهر الحق في الدفاع عن النفس يجب أن يتحملوا المسؤولية بالطريقة نفسها، وينبغي ألا يخدع أحد أصحاب الضمائر الحية في العالم بهذه الخطابات المضحكة بعد الآن"، غامزة من قناة مزاعم دول غربية بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.

شعور بالخجل

وعبرت أردوغان عن شعورها بالخجل من عجز العالم المتحضر الذي يزعم بأنه يحمل قيمًا إنسانية، مؤكدةً أن لا أيديولوجية ولا مصلحة سياسية ولا مكاسب اقتصادية أكثر قيمة من حياة شخص بري، وموجهة الانتقاد إلى الصامتين حيال ما يجري في غزة: "أود أن أسأل المجتمع الدولي الذي صمته يصم الضمائر، بأي حق ستدافعون عن السلام والعدالة في العالم والقيم الإنسانية العالمية؟"

في القمة نفسها، قالت أمينة علي محمد، عقيلة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، إن ثمة ازدواجية معايير غير مسبوقة في الصمت تجاه هذه الحرب، موضحةً أن المادة الأولى من إعلان حقوق الإنسان ينص على أن جميع الناس يولدون أحرارًا متساوين في الحقوق والكرامة، إلا أن الجميع يرى اليوم أن فلسطين وشعبها لم يشملهم هذا الإعلان.

أضافت محمد: "هذا الاستثناء لم يكن اليوم فقط، بل كان كذلك منذ سنوات عديدة"، مشيرةً إلى أن المدنيين في فلسطين يقتلون بشكل عشوائي، ومؤكدة وجود جريمة "بكل معنى الكلمة ضد الإنسانية وكارثة في غزة"، بحسب الأناضول.

العالم يتفرج

كذلك، انتقدت الشيخة موزا بنت ناصر، والدة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تجاهل إسرائيل كافة أحكام القانون الدولي، وقالت أمام القمة إن العالم أجمع يرى جرائم القتل والترحيل القسري للشعب الفلسطيني في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي.

أضافت أن المجتمع الدولي لا يستطيع إيقاف هذه الجرائم، متسائلة: "إلى متى سيظل المجتمع الدولي متفرجًا"، مؤكدةً أن لا حل إلا بالحوار مع وقوفها ضد الجرائم ضد الإنسانية، ومطالبة المجتمع الدولي بتكثيف ضغوطه في هذه القضية، لوقف الهجمات على المستشفيات والمدارس، مع توفير الدعم الدولي للتعليم في الفترة المقبلة.

أما نادية النقلة، عقيلة رئيس الوزراء الاسكتلندي حمزة يوسف، فقالت أمام القمة إن ثمة حاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأضافت: "يموت الأطفال بينما يناقش الرجال الأقوياء لغة الدبلوماسية، نحن بحاجة إلى الأفعال ووقف إطلاق النار، وليس مجرد الأقوال".

تابعت النقلة الفلسطينية الأصل: "إننا نجتمع هنا اليوم لسبب واحد فقط هو ضمان انتصار الإنسانية وعدم موت المزيد من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء. فعائلتي و2.2 مليون شخص في غزة يعيشون تحت الحصار منذ 17 عامًا؛ الغذاء والماء والكهرباء والوقود كلها خاضعة لسيطرة القوى الأجنبية ومحدودة".

وأرسلت سيدة أذربيجان الأولى، مهريبان علييفا، إلى القمة رسالة مصورة، قالت فيها إن حجم التوتر الإسرائيلي الفلسطيني يتزايد يوميا، مشددة على ضرورة مراعاة القانون الإنساني الدولي في العمليات العسكرية، موضحةً أن هذا التوتر يؤدي إلى مأساة إنسانية هائلة، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

أضافت علييفا: "محزن جدًا أن يكون المدنيون، وخاصة النساء والأطفال، هم أكثر من يعاني من هذا النزاع المسلح، من الضروري مراعاة القانون الإنساني الدولي أثناء العمليات العسكرية".