إيلاف من بيروت: لا شك في أن المشهد "الأمني" الكبير الذي نفذته كتائب القسام، ليلة تسليم الدفعة الثالثة من الرهائن الإسرائيليين، في وسط غزة، على بعد كيلومترين تقريبًا من القوات الإسرائيلية، كان استعراضًا عسكريًا لافتًا، خصوصًا أن المقاتلين ظهروا بلباسهم العسكري وسلاحهم الفردي، وتنقلوا في سيارات شبه عسكرية، ما دفع بالإعلام الإسرائيلي إلى التشكيك في كامل السردية الإسرائيلية عن التحكم بشمال غزة، وما تيسر من جنوبه.

من هو؟

المثير أكثر كان مشهد قبضة "المقاومة" في غزة، وقد علق عليها لوح كتب فيه اسم "شاؤول آرون"، وتحته رقم طويل. فمن هو شاؤول آرون؟

إنه جندي في قوات النخبة التابعة للجيش الإسرائيلي، مولود في 27 ديسمبر 1993. أقام في مستوطنة بوريا بالناصرة، ثم التحق بالجيش، وعمل في لواء النخبة على حدود غزة. أسرته كتائب القسام في 20 يوليو 2014، فيما كان يشارك في عملية "الجرف الصامد" التي شنتها إسرائيل حينها على القطاع، وما زال مصيره مجهولًا منذ ظهر "أبو عبيدة" نفسه، المتحدث باسم كتائب القسام، في مقطع مصور معلنًا أسر آرون في عمليات التصدي للتوغل البري الإسرائيلي في حي التفاح، شرقي غزة، وناشرًا رقمه العسكري (6092065)، وهو الرقم نفسه الذي خط على اللوح المعلق على القبضة.

وبحسب الرواية المتواترة لعملية أسره، نجح مقاتلو القسام في استدراج قوة إسرائيلية مؤللة إلى حقل للألغام في حي التفاح، وحين دخلت ناقلات الجند الإسرائيلية إلى ذلك الحقل، فجّره المقاتلون، ثم تقدموا نحو ناقلتين لم تصابا، وقتلوا من فيهما، وكان عددهم 14 جنديًا، وأسروا آرون.

أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا بعد أيام مقتل آرون، من دون تحديد مكان دفنه، إلا أن والدة شاؤول آرون أكدت مرارًا لوسائل الإعلام العبرية أنها واثقة من أن ابنها حي، واتهمت الحكومة الإسرائيلية بالمماطلة في ملف استعادته، خصوصًا بعد استلامها رسالة كتبها بخط يده.

رون أراد ثانٍ

وفي رسالة وجهتها إلى ابنها، كتبت والدة آرون: "أعدك أنني لن أمكنهم من أن يجعلوا منك رون أراد ثاني، وسوف أصارع لإعادتك للديار، وأنت من اخترت أن تخدم في لواء غولاني، في الكتيبة 13، وشاركت في حرب غزة، في الوقت الذي كان فيه ملايين اليهود في إسرائيل مختبئون في الملاجئ على مدار 50 يوماً. لن أهدأ ولن أسكت حتى تعود لإسرائيل التي تحبها".

في منتصف يناير 2023، أعلنت كتائب القسام أن في قبضتها 4 جنود إسرائيليين، أحدهم آرون، إضافة إلى الملازم الثاني في لواء جفعاتي بالجيش الإسرائيلي هدار غولدن الذي أسره الفلسطينيون في أغسطس 2014 في رفح، وأفيرا منغستو الذي أسره الفلسطينيون في 7 سبتمبر 2014 بعد أن اجتاز السياج الفاصل شمالي قطاع غزة والذي تقول كتائب القسام إن إسرائيل لم تطالب به يوماً فيما تؤكد عائلته إهمال قضيته لاسباب عنصرية، والفلسطيني هشام السيد الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية وقد دخل غزة في ربيع عام 2015 عبر ثغرة في السياج الفاصل.

والسيد هذا من النقب، تطوع في الجيش الإسرائيلي في عام 2008 وسرّح من الخدمة بعد أشهر لأنه غير ملائم للخدمة العسكرية.