درب الأميركيون جيش السلطة الفلسطينية، فاحتفل العديد من أفراده بهجوم 7 أكتوبر. لماذا لا يحاولون تقليده بقوة عسكرية أكثر خطورة وأقرب إلى مراكزنا السكانية؟

إيلاف من بيروت: إن الرد الإسرائيلي على هجوم سكان غزة في النقب الغربي يتلخص، بصرف النظر عن الرغبة في إعادة المختطفين، في أمر الحكومة للجيش الإسرائيلي بمواجهة حماس. يقف كل الإسرائيليين وراء هذه المهمة الحيوية، "وإلا فلن نتمكن من العيش في إسرائيل، ونأمل ألا يتم المساس بهذه المهمة بسبب ضرورة إنقاذ الرهائن"، كما يقول آفي بارالي، المؤرخ في جامعة بن غوريون الإسرائيلية، في مقالة له بصحيفة "إسرائيل اليوم".

يضيف: "هذه نتيجة فورية، نظراً للشر الذي انكشف أمام أعيننا ومحا الأوهام الأخلاقية. لكن ما هو الاستنتاج العام؟ هل يمكننا العودة إلى نقطة زمنية قبل سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007؟ يتركز الحديث على النظام السياسي الذي سيسود في القطاع بعد حماس. وهذا سؤال مهم، لكنه افتراضي الآن، لأننا لم ننتصر بعد. وتشكل الحاجة إلى إطلاق سراح المختطفين وتوقع المزيد من الضغط من جانب الولايات المتحدة تهديداً كبيراً لقدرتنا على طرد حماس من غزة. وحتى لو انتصرنا، فإننا لا نعرف الحالة التي ستكون عليها غزة في نهاية الحرب".

تبدو فكرة إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع - بعد إصلاحها كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، مشوهة من جميع النواحي. يقول بارالي: "في الضفة الغربية، السلطة الفلسطينية ليست المسيطرة. فحتى الحراب الإسرائيلية لا تساعدها. وحماس موجودة هناك".

سلطة فاسدة

بحسبه، السلطة الفلسطينية فاسدة، كما توحي كلمات بايدن، فهي تنادي أيضًا بتدمير اليهود في إسرائيل. يقول: "تتعامل حركة فتح مع الإرهاب، والسلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب ماليا وأيديولوجيا. إنها فاسدة حتى النخاع، لا مصلحة حقيقية لها في تنمية شعبها. ومن الحماقة التصديق أنه يمكن إصلاحها". يضيف بارالي: "حتى أوهام الأميركيين بإمكانية إصلاح السلطة الفلسطينية لا تخرج عن الفكرة الأساسية لاتفاقيات أوسلو. وهؤلاء المتوهمون يتمسكون بالفكرة الملتوية المتمثلة في وجود جيش عربي يسمى الشرطة الفلسطينية. يجب ألا يحكم هؤلاء المنطقة، فمن حكمهم نشأ حكم حماس، ولأن جيش السلطة الفلسطينية المعادية، الذي دربه الأميركيون، هو في حد ذاته خطر دائم على إسرائيل. ففي نهاية المطاف، احتفل العديد من أفراد السلطة الفلسطينية بالمذبحة. لماذا لا يحاولون تقليدها بقوة عسكرية أخطر وأقرب إلى مراكزنا السكانية؟".

يتابع بارالي: "بدأت فكرة نظام يقوم على جيش عربي بين البحر والأردن مع فكرة مناحيم بيغن عن شرطة قوية، خلال مفاوضات الحكم الذاتي. هذه الفكرة وتبنتها في اتفاقيات أوسلو. لكن، في 7 أكتوبر، علمنا أن وجود قوة مسلحة في الضفة يشكل خطرا علينا". وبحسب بارالي، الاستنتاج الرئيسي من الفظائع التي ارتكبت في غزة لا يقتصر على المعارضة الصارمة لزرع سلطة فلسطينية في غزة، "فنحن لا نقبل قوة عربية بين البحر والأردن. ومهما كان شكل الحكم الذاتي للعرب في إسرائيل، لا يمكن أبداً أن يقوم على شرطة قوية أو على جيش مسلح، في الضفة الغربية كما في غزة، وعلينا تفكيك أي منظمة من هذا القبيل. وهذا يعني أن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى رمي سلاحها".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها آفي بارالي ونشرتها صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية