إيلاف من لندن: في مؤتمره الصحفي الكبير، اليوم الخميس، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوروبا بمحاولة إعادة روسيا إلى الخلف دائما.

وفي المؤتمر، تمكن الصحفيون الغربيون من طرح الأسئلة على الرئيس الروسي، للمرة الأولى منذ بدء حرب أوكرانيا التي وصفها بأنها "حرب أهلية"، كما أنه يتلقى مكالمات هاتفية من مدنيين روس.

وسأل مراسل وكالة تاس الرسمية للأنباء بوتين عما إذا كانت روسيا قد تقوم بتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي "يتعب فيه" الغرب من دعم أوكرانيا ويكتسب "السياسيون المناسبون" السلطة في أوروبا، فإجاب بان أوروبا "تحاول دائما إعادتنا إلى الخلفية".

وقال: وسرعان ما يتحول إلى الصراع بشكل عام، ويلقي باللوم على الدول الغربية في "تطلعاتها للتسلل إلى حدودنا".

شعب واحد
وقال بوتين: "إن الروس والأوكرانيين شعب واحد في الأساس، وما نشهده الآن هو مأساة كبيرة تشبه الحرب الأهلية بين الإخوة على الجانبين المتعارضين.

وزعم أن "هذا ليس خطأهم، فجنوب شرق أوكرانيا بأكمله كان دائما مؤيدا لروسيا"، دون تقديم أي دليل.
وفي حديثه عن العلاقات مع أميركا، قال الرئيس الروسي: فقط عندما تظهر الولايات المتحدة الاحترام وتسعى إلى التسوية مع روسيا، بدلاً من استخدام القوة أو العقوبات، يمكن تطبيع العلاقات.
وفي الآتي أبرز النقاط التي وردت على لسان الروسي كما أوردتها وسائل الإعلام الروسي الرسمية:

مؤشرات الاقتصاد الروسي
- المهام الأساسية: لدولة مثل روسيا المهمة الأساسية هي تعزيز السيادة
- لا يمكن أن توجد روسيا بشكلها الحالي دون سيادة مطلقة، وما يعنيه ذلك من تعزيز للأمن، وتعزيز لإمكانيات الدفاع، وحقوق المواطنين، والسيادة الاجتماعية، وأعني هنا ضمان حقوق وحريات المواطنين والنظام السياسي والبرلمان والمجتمع يتفهم تماما أن روسيا من دون ذلك لا يمكن أن تبقى بشكلها الحالي.
- روسيا جمعت من قدراتها ومرونتها في مجال الاقتصاد، وكذلك في مجال الأمن، ما مكنها أيضا من مواجهة العقوبات.
- الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 3.5% وهو يعني أننا عوضنا ما خسرناه خلال العام الماضي.
- وصل التضخم إلى 7.5% وربما 8% ولكن البنك المركزي والحكومة تتخذ التدابير اللازمة لمواجهة ذلك.
- نمو الصناعة وصل إلى 6%، والاستثمار نما بنسبة 10% وهو ما يعني أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي والصناعة ناجح تماما، وسيضمن النمو المستدام في المستقبل.
- سيخلق هذا فرص عمل جديدة. إن أرباح الشركات وصلت إلى 24%، وربحت البنوك أكثر من 3 تريليونات روبل خلال العام.
- من يحتفظون بأموالهم في البنوك الروسية يشعرون بالأمان لاستقرار النظام البنكي في روسيا.
- ينمو دخل المواطنين، وكلنا نفتخر بأن لدينا نسبة 3% من البطالة، وقد انخفض هذا المؤشر إلى 2.9% وهو رقم قياسي آخر.
- دين الدولة الخارجي انخفض من 46 مليار دولار إلى 32 مليار دولار.
- متوسط الأعمار في روسيا كان 70.6 في السنوات السابقة، ووصل في عام 2023 إلى 74 عاما.

أوكرانيا والعلاقة مع الغرب
- السلام سيتحقق عندما نصل إلى أهدافنا التي لم تتغير، وهي اجتثاث النازية في أوكرانيا ونزع سلاح الدولة الأوكرانية والوضع الحيادي لها.
- عندما يقوم رئيس النظام الأوكراني ليصفق تحية لنازي خدمة في فرقة "إس إس" في كندا على مرأى ومسمع من العالم أجمع. كيف يمكن وصف هذا سوى بـ"النازية"؟
- أعتقد أن إمداد أوكرانيا سوف يتوقف في يوم من الأيام. 747 دبابة تم تدميرها، وأكثر من ألفين من المدرعات منذ الهجوم الأوكراني المضاد.
- هناك آلاف من المتطوعين الذين يرغبون في المشاركة في العملية العسكرية الخاصة، ولسنا بحاجة إلى إعلان التعبئة العامة.

الجبهة العسكرية
- القوات المسلحة الروسية تتقدم على طول خط المواجهة وتعزز مواقعها.
- العدو أعلن الهجوم المضاد ولم يحقق أي نتائج، والمحاولات الأخيرة كانت محاولة تحقيق اختراق في الضفة اليسرى لنهر الدنيبر والوصول إلى القرم. لم يتحقق ذلك، ودفعوا بجنودهم نحو "طريق بلا عودة"، جرح 6 جنود لنا، بينما بلغت خسائر العدو عشرات القتلى، وقد قررت القيادة السياسية القذف بهؤلاء لأهداف سياسية، من أجل طلب المساعدات.
- تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ليس مرتبطا فقط بنا.
- بدأت القطيعة مع أوروبا عقب الانقلاب في أوكرانيا عام 2014
- حاولنا لعشرات السنين إقامة العلاقات مع أوكرانيا.
- جنوب وشرق أوكرانيا كان دائما روسيا وهي أرض روسية تاريخيا.
- أوديسا مدينة روسية، وهي حقيقة نعرفها جميعا. سلمهم فلاديمير لينين كل شيء، وقد قبلنا بهذا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
الروس بطبيعتهم كانوا يصوتون للشعارات المؤيدة لروسيا، وكانت روسيا تقبل بهذا الوضع. بعد الانقلاب، أصبح من الواضح أنهم لن يسمحوا لنا ببناء علاقات مع أوكرانيا.

الولايات المتحدة
- صرفت الولايات المتحدة 5 مليارات دولار بغرض إفساد العلاقات بيننا وبين أوكرانيا.
- بعد يومين من الاتفاق بين الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة، عام 2014، وقع الأوروبيون كضامنين للاتفاق، لكنهم بدوا وكأنهم لا يعرفون شيئا بعد اندلاع أحداث العنف.
- أجبرنا الأوروبيون على الذهاب إلى هذه الإجراءات بسكوتهم، نحن مع بناء العلاقات مع أوروبا، إلا أنهم يظهرون وكأنهم لا يتذكرون أي شيء، ولا يعرفون أي شيء. لقد نسوا كل الضمانات التي منحوها للاتفاق بين يانوكوفيتش والمعارضة.
- مستعدون لبناء العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، ونعتقد أنها دولة ضرورية في العالم. لكن سياساتهم الإمبراطورية تعيقهم أنفسهم.
- واثق من أنه في مدن عديدة من أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم يؤمن الناس أننا ندافع عن مصالحنا الوطنية. عدد أنصارنا يزداد بشكل كبير جدا.
- الدول الأوروبية تمنع وصول المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى أراضيها. فإذا كان هذا هو الحال مع أوكرانيا، فأين سيذهب المولدوفيون ببضاعتهم.
- عن العلاقات مع ماكرون: كانت جيدة وناجحة، إلا أن الرئيس الفرنسي نفسه قطعها بعد ذلك، ولا مؤاخذة في ذلك، كما يقولون.
- مستعدون قدما لتطوير العلاقات مع فرنسا، لم نكن نحن من أوقف العلاقات معها، نعيش من دون فرنسا، لكنهم في أوروبا لا يريدون التعاون معا.

روسيا وغزة
- هناك دور رائد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يتعلق بقضية تسوية الأوضاع في غزة.
- أردوغان يقوم بكل ما بوسعه لتغيير الأمور في الاتجاه الأفضل وتهيئة كل الظروف لإحلال السلام طويل الأمد.
- لدينا مواقف مشتركة مع الرئيس أردوغان، ونخطط للقاء قريب العام القادم.
- كل الحاضرين هنا وفي جميع أنحاء العالم يقارنون بين ما يجري في العملية العسكرية الخاصة وما يجري في غزة.
- الأمين العام للأمم المتحدة وصف غزة بأنها مقبرة الأطفال الأكبر في العالم. فيما يخص دور الأمم المتحدة لا يوجد شيء غير اعتيادي. تحدثت عن ذلك من قبل، هناك دول تعيق القرارات التي تقترحها دول أخرى.

وزيرة الفيتو
- أنشئت الأمم المتحدة للحصول على التوافق الكامل. وزير الخارجية السوفياتي الأسبق غروميكو أطلق عليها اسم وزيرة "الفيتو" لكل فعل رد فعل.

عندما تقوم إحدى الدول بتقديم القرار وتنقضه دول أخرى، كان ذلك يجري في فترة محددة بعد الحرب العالمية الأولى. لا يعني ذلك ألا نبحث عن التوافق الكامل انطلاقا من أن يكون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لإنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن لا بد من إيجاد أسس متينة للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

المساعدات الانسانية
- تناقشت مع زملائي في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وأنا على تواصل مع الرئيس المصري، لا بد من توصيل المساعدات الإنسانية. تبين أن الجانب الإماراتي قد أنشأ على أراضي غزة بالقرب من معبر رفح مستشفى ميداني، وتحدثنا حول إمكانية أن تقوم روسيا بفتح مثل هذا المستشفى، إلا أنه لا بد من الحصول على موافقة مصر وإسرائيل. وتحدثت مع الرئيس المصري ودعمه، وتحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وناقشته مع هيئات أخرى. الجانب الإسرائيلي يقول إن فتح مستشفى روسي هو أمر غير آمن، ولكننا لا نوقف هذه الجهود.
وإذا كانت المسألة غير آمنة من وجهة النظر الإسرائيلية، فقد طلب منا من تسليم المزيد من المساعدات الطبية، وهو ما نقوم به، ونتواصل مع كافة الأطراف.

اللجنة الأولمبية
- قرار اللجنة الأولمبية بشأن اللاعبين الروس عبارة عن تشويه كامل لكل الاتفاقيات والمعايير الدولية في الرياضة. الرياضة هي السلام وهدفها توحيد الناس.
- أصبحت الرياضة "بيزنس" يهتمون بالموردين وإذا استمرت اللجنة الأولمبية في ذلك فسوف يتسببون في قتل الحركة الأولمبية. إذا كنا سندعم مقاطعة اللاعبين الإسرائيليين فإننا كنا سنشبه ما يفعلونه بنا. هناك مشكلات، إلا أن الرياضيين ينبغي أن يشاركوا بدون حدود.
- علينا أن ننظر في شروط العودة مثل العلم والنشيد الوطني. الرياضيون يتدربون لسنوات طويلة، ويتعين علينا منحهم إمكانية المشاركة.
ندعم أن يشارك اللاعبون في هذه المنافسات، ولكن علينا أن نحلل الشروط والظروف المصطنعة التي يمكن أن تزيح هؤلاء اللاعبين الذين يمكنهم أن يحصلوا على الميداليات الذهبية.
- اللجنة الوطنية للألعاب الأولمبية قامت باتخاذ التدابير المتزنة بهذا الشأن.

الأرجنتين والاعتماد على الدولار
- الانتقال إلى الدولار في الأرجنتين هو فقدان للسيادة، وإذا كانت القيادة السياسية لا ترى ذلك، فإن ذلك هو اختيارهم وقراراهم ومشكلتهم.
- قرار الأرجنتين الانتقال إلى الدولار هو قرار سيادي، لكن لا بد من الوضع في الاعتبار أن التضخم في الأرجنتين 143%.
- لحل المشكلات الاقتصادية المحلية، عادة ما تفكر القيادة في المشكلات الاجتماعية لمواطنيها وتسعى لحلها. أما اللجوء إلى الارتباط بالدولار، يعني أن الموارد بالعملة المحلية لن تكفي لسداد المعاشات والالتزامات الاجتماعية.
أما الانتقال إلى الدولار يعني أنه لن يكون متاحا لهم بالأساس القدرة حتى على "طباعة النقود"، وسيتم خفض الميزانية على حساب الالتزامات الاجتماعية.
- استخدام الدولار واليورو في التسويات الخارجية عام 2021 كان 87% ، فيما كان استخدام الروبل 11%، واليوان 0.4%. الآن، في سبتمبر، أصبح استخدام الروبل في التسويات الخارجية 40%، واليوان 33%، والدولار واليورو هبط إلى 24%.

روسيا، الصين وبريكس
- هناك عدد كبير من البلدان القوية ذات السيادة حول العالم التي لا تريد الحياة في ظل "القواعد" التي يفرضها الغرب، وتخلق ظروفًا للتطور الفعال، وهو ما سيكرس له عمل روسيا كدولة مستضيفة لقمة "بريكس".
- نحن ندرك أن مستوى التعاون مع جمهورية الصين الشعبية قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
- علينا أن نصل مع الصين إلى حجم تبادل تجاري 200 مليار دولار، وبنهاية هذا العام سنبلغ أكثر من هذا الرقم. وسنصل إلى 220-230 مطلع العام المقبل، وبلغ النمو العام الماضي 30% وهو نمو مستقر.
- تتطور العلاقات بيننا وبين الصين بشكل مستقر ومتنوع، حيث نحسن العلاقات في قطاع البنى التحتية، وفي مجال التكنولوجيا المتقدمة، وسنستمر في ذلك مستقبلا.
- الدفعة الرئيسية في العلاقات الروسية الصينية كانت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ مارس الماضي، وأبرمنا عقودًا بين الشركات والهيئات الصينية والروسية، بدأت في الدخول إلى حيز التنفيذ. وقمت والرئيس الصيني بتحديد المسارات، ويتم العمل عليها.
- فيما يخص "بريكس" فإن هذا الاتجاه يزداد قوة والعلاقات الروسية الصينية تعتبر ضمانا للاستقرار في العالم.
- نحن نرى ما يجري حول روسيا والصين وما يجري من محاولات من الغرب بالتحول نحو آسيا وضم دول من آسيا إلى "الناتو"، وكذلك نعلم أن اسم هذه المنظمة "حلف شمال الأطلسي"، فما الذي تفعله إذا في آسيا؟
- نحن والصين لا نقوم بأي من هذه الأشياء، نتعاون مع دول أخرى في المجال الاقتصادي والإنساني ولا نوجه تعاوننا ضد أي طرف ثالث.
- ما نراه من الغرب هو توطيد علاقاتهم مع بعض ضد آخرين. نحن نرد بشكل مناسب وفي الوقت المناسب على التحديات.

صناعة الطيران الروسية
- فيما يتعلق بصناعة الطيران الأجنبية، لدينا خلافات مع الشركات التي اشترت طائرات أجنبية الصنع بلا قيود انطلاقا من المصالح الاقتصادية، وبناء على معايير الضجة وغيرها. لكن، كان يجب أن ننشئ سوقا للتقنيات الروسية الخاصة.
- نخطط لبناء ألف طائرة عام 2030 "إم إس-21" وتحسين صناعة الطائرات الوطنية، وكذلك إنشاء محركات جديدة أكثر كفاءة وهو ما سيعطينا إمكانية التحليق لمسارات طويلة.

السامية والإسلاموفوبيا والروسوفوبيا
- نحترم ونقدر رؤساء الطوائف المختلفة، إن الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية تظهر استنادا لوقوع الظلم على الناس.
- التطرف والراديكالية ينشأ من رد فعل العالم الإسلامي على عدم تسوية القضية الفلسطينية، وكرد فعل على ذلك تظهر الإسلاموفوبيا.
- نقوم بإجراء سياسات متزنة على المستويين المحلي والدولي، ونفعل كل ما بوسعنا للتوصل إلى العدل والمساواة في كل هذه الاتجاهات.
- الروسوفوبيا هي أحد مسارات المواجهة مع روسيا. لا بد علينا من مواجهة كل مظاهر التفرقة والعنصرية وكل المحاولات لتأليب المجتمع الروسي من الداخل.

أرمينيا
- بالنسبة لأرمينيا فإن العمليات التي تجري هناك في قرة باغ صعبة، كانت أرمينيا هي من بادرت بالاعتراف بسيادة أذربيجان على قرة باغ، ولم يستشيروننا. هذا ما حدث، وتلك حقائق.
العملية معقدة من الناحية السياسية الداخلية، لا أعتقد أنه من مصلحة أرمينيا أن تلغي عضويتها في رابطة الدول المستقلة أو في معاهدة الأمن الجماعي. لكننا نعلم أن ذلك مرتبط ببعض العمليات في أرمينيا، وليس مرتبطة بالرغبة أو عدم الرغبة في هذه المنظمات.
- يمكننا أن نصبح من رواد الذكاء الاصطناعي، بإمكاننا الحديث عن الاتفاق بين رواد هذه الصناعة، حينما تظهر تهديدات حقيقية من هذه الصناعة، إلا أن وقف هذا المسار أصبح غير وارد.