إيلاف من بيروت: أحرج مارك ستون، الصحافي من "سكاي نيوز"، المتحدث الرسمي بلسان الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، بشأن الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي لمعتقلين فلسطينيين عراة التقطت في منطقة بيت لاهيا في شمال غزة، إذ تهرب ميلر مرارًا من الإجابة عن هذا السؤال، خصوصًا في شأن التبرير الإسرائيلي لهذا الفعل، وقال إن واشنطن أبدت قلقها مرارًا من سلوك إسرائيلي يثير الريبة، وهي تنتظر "توضيحًا" من تل أبيب لملابسات هذه الاعتقالات، وتسريب هذه الصور.

في أثناء التقرير الصحفي في 12 ديسمبر الجاري، أصر ستون على الحصول على جواب شافٍ من ميلر على هذه المسألة، فأحاله إلى الجانب الإسرائيلي منزعجًا جدًا من هذا الإصرار، حتى كان السؤال – العاصفة.

سأله ستون، مغلفًا كلامه بالقليل من السخرية: "سبب سؤال هو أننا، في الأسبايع القليلة الماضية، وفي مناسبات مختلفة، سمعنا الإدارة الأميركية تقول: ’نحن قلقون، طلبنا توضيحًا، طلبنا المزيد من التفاصيل‘، ويمر الوقت، من دون أي تعليق على ما حصل. أتساءل فعلًا، هل هذه هي الحال حقيقة؟ لأو ربما أنتم، من وراء الكواليس، لستم قلقين من التكتيكات العسكرية الإسرائيلية في غزة؟ أو.. هل فقدتم التأثير على إسرائيل".

لم يتقبل ميلر هذا السؤال برحابة الصدر التي يجب أن يتميز بها الدبلوماسي، خصوصًا إن كان ناطقًا بلسان الخارجية الأميركية، فأجاب مصنفًا سؤال ستون في خانة "نلت منك"، ودعا الصحافي إلى أخذ كلام الخارجية الأميركية على محمل الجد، "فعندما نقول إننا قلقون بشأن أمر ما، فإننا نكون قلقين فعلًا. وعندما نقول إننا نقيم محادثات صريحة ومباشرة وصعبة أحيانًا مع الإسرائيليين، فهذا لأننا نفعل ذلك فعليًا".

في 14 ديسمبر، أي بعد يومين من هذه المشادة الناعمة، أعلنت الخارجية الأميركية أن إسرائيل "أقرت بأن التقاط ونشر صور لعشرات المعتقلين الفلسطينيين في قطاع غزة، مجردين من ملابسهم، كان غير مناسب وتعهدت التخلي عن هذه الممارسة"، وفقًا لخبر أوردته "فرانس برس".

وقال ميلر نفسه، في مؤتمره الصحفي اليومي، إن الإسرائيليين أوضحوا لواشنطن أنه "لم يكن ينبغي التقاط هذه الصور، ولم يكن ينبغي بثها، وأوضحوا أن تلك لن تكون من ممارساتهم في المستقبل، وأنهم إذا قاموا بتفتيش معتقلين سيعيدون إليهم ملابسهم على الفور".

أضاف أن الأمر متروك لإسرائيل لتقرر الإجراءات التي يجب اتخاذها لتفتيش المعتقلين، "لكن إذا اتّخذت إجراءات لخلع ملابس المعتقلين، فالمهم هو أن يعيدوا إليهم ملابسهم على الفور، وأن يتصرفوا بطريقة تتماشى مع المعاملة الإنسانية للمحتجزين".

وكان دانيئيل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد علق على هذه المسألة بالقول: "عمدنا إلى تجريد المعتقلين من ملابسهم في شمال قطاع غزة لنتأكد من أنهم غير مفخخين"، وأكد صور تعرية الأسرى بعد استسلامهم في غزة "لا يمكن أن تتكرر".