كينشاسا: يتصدّر رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسيكيدي بفارق كبير الاستحقاق الرئاسي في البلاد، وفق اللجنة الانتخابية التي أعلنت أن النتائج الأولية الجزئية تبيّن حصده أكثر من 80 بالمئة من الأصوات.
وتم إلى الآن فرز أقل من مليوني صوت، علما بأن العدد الإجمالي للناخبين المسجلين يبلغ 44 مليونا في البلاد البالغ عدد سكانها نحو مئة مليون نسمة.
ولم تعلن اللجنة الانتخابية نسبة المشاركة في الانتخابات.
وقالت اللجنة إن عمليات الفرز أظهرت أن تشيسيكيدي الممسك بالسلطة منذ العام 2019 والساعي للفوز بولاية ثانية من خمس سنوات، نال إلى الآن ما نسبته 81,4 بالمئة من الأصوات.
ويليه رجل الأعمال والحاكم السابق لمنظقة كاتانغا (جنوب شرق) مويس كاتومبي (15,18 بالمئة)، ومارتن فايولو (1,2 بالمئة)، في حين لم يبلغ بقية المرشحين وعددهم نحو عشرين عتبة 1 بالمئة، وبينهم حائز جائزة نوبل للسلام دينيس موكويغي.
وكان رئيس أساقفة كينشاسا قد وصف في قداس عيد الميلاد الانتخابات بأنها "فوضى هائلة منظمة".
وتتمتع الكنيسة الكاثوليكية بنفوذ كبير وتنتقد تقليدا السلطات الكونغولية.
وقال الكاردينال فريدولين أمبونغو أمام المؤمنين في كاتدرائية سيدة الكونغو في حي غومبي بكينشاسا ليل الأحد "بحماس وتصميم، خرج الكثير منا للتعبير عن ما نفضله بشكل ديموقراطي".
وأضاف "لكن للأسف، ما كان ينبغي أن يكون احتفالاً عظيماً بالقيم الديموقراطية تحول بسرعة إلى إحباط لدى الكثيرين".
ورأى رئيس الأساقفة أن الانتخابات كانت "فوضى منظمة هائلة. وأنتم جميعا شهود على ذلك"، مشيرا خصوصا إلى "صور لا تحتمل" في إشارة إلى فيديو لاعتداء على امرأة لأنها صوتت للمعارضة.
وقال في رسالته التي تلاها بالفرنسية أولا ثم باللغة المحلية اللينغالا "ما هي صورة بلدنا التي نقدمها على الساحة الدولية؟ كيف يمكننا أن ننحدر إلى هذا الحد؟".
والأربعاء شهدت الكونغو الديمقراطية، أكبر دولة كاثوليكية في إفريقيا، انتخابات رئاسية، كما دعي الناخبون لاختيار ممثليهم في المقاطعات ومستشاريهم البلديين.
ويسعى رئيس الدولة المنتهية ولايته فيليكس تشيسيكيدي إلى ولاية ثانية في مواجهة 18 مرشحًا آخر بما في ذلك عدد من المعارضين المهمين الذين دان بعضهم "الفوضى" و"المخالفات".
ويعتزم بعضهم التظاهر الأربعاء، بينما يطالب آخرون بإلغاء الانتخابات بشكل كامل.
بين هؤلاء كاتومبي وفايولو الذي يقول إن الفوز سُرق منه في انتخابات 2018، وموكويغي حائز جائزة نوبل للسلام لعمله مع النساء ضحايا الاغتصاب في الحرب.
في مواجهة مشاكل لوجستية متعددة، مددت اللجنة الانتخابية التصويت الذي انتهى رسميا مساء الخميس لكنه استمر حتى نهاية الأسبوع في مناطق نائية في عدد من الأقاليم.
وقال الكاردينال أمبونغو "في الوقت الحالي، أحثكم على توخي الحذر وضبط النفس".
وكانت سفارات نحو 15 بلدا في الكونغو الديموقراطية وجهت الأحد نداء مماثلا.
وقال الأسقف "نحن بانتظار تقارير من مختلف بعثات المراقبة ولا سيما البعثة المشتركة للكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية، والتي يمكن أن تساعدنا في تقييم المخالفات التي تمّ رصدها وتقييم تأثيرها على مصداقية هذه الانتخابات".
تواصل لجنة الانتخابات من مركز عملياتها الذي أعد خصوصا للاقتراع نشر نتائج جزئية للانتخابات الرئاسية، وهو ما بدأته مساء الجمعة بأصوات المغتربين.
وقد يؤدي إعلان اسم الفائز في الاقتراع الرئاسي إلى توترات في بلد تاريخه السياسي مضطرب ويشهد أعمال عنف كثيرة وأرضه غنية بالمعادن لكن معظم سكانه من الفقراء.
وبالإضافة إلى شكوك المعارضين منذ بدء العملية الانتخابية، سمّم الحملة الوضع الأمني في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية المنطقة التي بلغ فيها التوتر ذروته منذ عامين مع عودة متمردي حركة "23 مارس" (إم23) المدعومة من رواندا.
واتُهم بعض مرشحي المعارضة بأنهم "أجانب" وهو سلاح لتشويه سمعتهم في بلد مزقته سنوات من النزاعات.
في هذه الأجواء المتوترة التي أعقبت الانتخابات، أدى الإعلان الأحد عن وفاة خبير بلجيكي موجود في كينشاسا في إطار البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات، بعد سقوطه من طابق مرتفع ليل الجمعة السبت، إلى انتشار تفسيرات مختلفة على شبكات التواصل.
لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن هذا الرجل، وهو خبير في تكنولوجيا المعلومات كان يؤدي دورا داعما للبعثة، قضى انتحارا. وأكدت وسائل إعلام محلية أن تحقيقا فتح في الحادث.
التعليقات