كينشاسا: بدأ العدّ العكسي لنتائج الانتخابات الرئاسية في جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث جرت عدّة استحقاقات انتخابية لمدّة يومين على الأقلّ اعتبرتها السلطات ناجحة رغم الفوضى التي شابتها.

18 مرشح
ويتواجه الرئيس المنتهية ولايته فيليكس تشيسيكيدي المرشّح لولاية ثانية مع 18 مرشحا آخر، من بينهم وجوه بارزة من المعارضة ندّدت بـ"فوضى" و"تجاوزات" شابت بحسب قولها هذه الانتخابات العامة (الرئاسية والتشريعية والإقليمية والمحلية).

وانتهت رسميا عملية الاقتراع التي بدأت في 20 كانون الأوّل/ديسمبر ومدّدت حتّى الحادي والعشرين منه بسبب مشاكل لوجستية كثيرة.

وأوضحت اللجنة الانتخابية في بيان مؤرّخ في 21 كانون الأول/ديسمبر "ما من مكتب تصويت أو فرز أصوات سيسمح له بالعمل بعد الحادي والعشرين من كانون الأول/ديسمبر".

وكان ديدي مانارا أحد نوّاب رئيس اللجنة الانتخابية قد قال الخميس "اليوم هو اليوم الأخير"، موضحا أن عملية التصويت ستستمرّ حتّى "انتهاء طوابير الانتظار".

ومنتصف نهار الجمعة أفادت معلومات بأن عمليات انتخابية كانت ما زالت جارية في بعض المناطق النائية في البلد الذي يمتدّ على 2,3 مليون كيلومتر مربع ويعاني من ضعف شديد في البنى التحتية.

وهي الحال مثلا في كيليمبوي في منطقة فيزي التابعة لإقليم جنوب كيفو في شرق البلد حيث لم تصل معدّات التصويت سوى في ساعة متأخّرة من يوم الخميس. وأكّد المسؤول المحلّي سامي كالونجي "ينبغي الانتهاء عند الساعة 15,00 في أقصى مهلة" (13,00 بتوقيت غرينيتش).

بعثات مراقبة
وتم نشر عدد من البعثات لمراقبة هذه الانتخابات.

وقالت بعثة الاتحاد الأفريقي في "إعلان أولي" إن الانتخابات "جرت في أجواء هادئة نسبيا وتخلّلتها تحديات لوجستية كبرى".

من جهتهم، صنّف مراقبو مركز كارتر "سلبيا" عملية التصويت في 21 من أصل 109 مراكز اقتراع زاروها، وقد أشاروا إلى "تجاوزات خطيرة تم رصدها في كثير منها".

وأقرّت الحكومة الكونغولية من جهتها في مساء اليوم الأوّل للتصويت بـ"التأخّر الملحوظ في فتح بعض المكاتب".

لكنّها هنّأت الشعب على "التزامه" واللجنة الانتخابية على "حرصها" على أن تنظّم في اليوم المقرّر منذ فترة طويلة انتخابات جرت "عموما" على نحو جيّد.

وأعلن النائب الثاني لرئيس اللجنة الانتخابية الخميس أن أولى النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية ستعلن اعتبارا من الجمعة من مركز أعدّ خصيصا لهذا الغرض في منشأة مؤقتة وحديثة في لاغومب في كينشاسا التي تضمّ عددا من المؤسسات والسفارات.

لكن مع حلول المساء لم تكن أي نتائج قد صدرت.

ودعي حوالى 44 مليون ناخب مسجّلين، من أصل قرابة 100 مليون نسمة، إلى انتخاب رئيس البلد والنواب الوطنيين والإقليميين، وأيضا للمرّة الأولى المجالس المحلية.

منافسة
وأكبر منافس للرئيس تشيسيكيدي هو موييز كاتومبي (58 عاما) رجل الأعمال الثري والحاكم السابق لإقليم كاتنغا (جنوب شرق) الغني بالمناجم وهو كان عرضة بشكل خاص لانتقادات تشيسيكيدي.

ومن المرشحين الآخرين المتنافسين في السباق الرئاسي، مارتن فايولو (67 عاما) الذي يقول إن الفوز سلب منه في انتخابات 2018 والطبيب دوني موكويغي (68 عاما) الحائز نوبل السلام تكريما لجهوده لمساعدة النساء ضحايا الاغتصاب، وهو ذائع الصيت في العالم لكنه حديث العهد بالسياسة.

ودعا كلّ المرشّحين أنصارهم إلى متابعة مجريات الانتخابات عن كثب ومراقبة عمليات الفرز وإعلان النتائج.

قلق من أعمال عنف
ويُخشى اندلاع أعمال عنف وقت إعلان نتائج الانتخابات في هذا البلد الذي شهد على مرّ تاريخه اضطرابات سياسة كبيرة كانت عنيفة في أغلب لأحيان والذي تزخر بواطن أراضيه بالمعادن الخام لكن الفقر ينهش غالبية سكانه.

من جهتها، حضّت السفارة الأميركية في منشور على منصة إكس "كل القادة السياسيين على مواصلة التحلي بضبط النفس وعلى حل الخلافات سلميا".

وشهدت الفترة السابقة للانتخابات توترات أمنية في الشرق حيث تشتدّ منذ سنتين وتيرة أعمال العنف المسلحة الدائرة في المنطقة منذ منتصف التسعينات، مع تجدد نشاط حركة "23 مارس" (إم23) المتمردة المدعومة من رواندا.

وبعد تهدئة استمرت عشرة أيام، اندلعت الجمعة معارك في شمال غرب غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو.