فضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، بعد ثلاث ساعات من الانعقاد، فجر الجمعة، وذلك في أعقاب تهجم عدد من وزرائه على رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي.

وكان مقررًا أن يتركز البحث في اجتماع الكابينت على مستقبل قطاع غزة، تحت عنوان "اليوم التالي"، للوقوف على الوضع الذي سيكون عليه القطاع بعد انتهاء الحرب. لكن، اليمين الإسرائيلي الحاكم اعتبر هذا الموضوع سابقًا لأوانه، لأن الحرب لم تنته بعد، في وقت تستمر ضغوط الإدارة الأميركية على نتنياهو لبحث هذا الأمر كي تقف على الرؤية الإسرائيلية وماهية أهداف تل ابيب الاستراتيجية، حتى يكون واضحًا لها ما هو الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي من الوضع القائم.

وفيما استجاب الجيش الإسرائيلي للرؤية الأميركية، مطالبًا القيادة بتحديد أهدافها له، انقض اليمين الإسرائيلي على رئيس الأركان هرتسي هليفي في الاجتماع، لأنه يرى في إيقاف الحرب خطة لإسقاط حكومته وتحميلها مسؤولية الإخفاقات التي قادت إلى هجوم "حماس" في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وهو يتهم الجيش الإسرائيلي وسائر مركّبات "الدولة العميقة" بالتآمر مع الإدارة الأميركية لإسقاط الحكومة.

وزراء اليمين
ويصر وزراء اليمين على تحميل الجيش والمخابرات مسؤولية الإخفاق الأمني. كما نددوا خلال الاجتماع بسياسة الحكومات الإسرائيلية السابقة، التي تهاونت مع الجانب الفلسطيني منذ حكومة اسحق رابين واتفاقات أوسلو سنة 1993، مرورًا بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في خطة الفصل التي قادها رئيس الوزراء الراحل، آرييل شارون عام 2005.

لجنة تحقيق
ويأتي هجوم وزراء اليمين على هليفي عقب انتشار اخبار عن شروع الجيش الاسرائيلي بتشكيل فريق خارجي من الجنرالات المتقاعدين للتحقيق في سلسلة الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية، التي تزامنت مع هجوم "حماس"، بما في ذلك سير العمليات العسكرية في إطار الحرب على غزة.

وتشير الأخبار أن فريق التحقيق سيكون برئاسة وزير الأمن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، شاؤول موفاز، ومعه كل من الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء في الاحتياط أهارون زئيفي - فركش، والقائد السابق للقيادة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط، سامي ترجمان، ورئيس قسم العمليات الأسبق في رئاسة أركان الجيش، اللواء يوآف هار ايبن.

نبرة حادة
وهو ما دفع الوزراء بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير من حزب الصهيونية الدينية وميري ريغف ودافيد أمسالم من الليكود، لطرح تساؤلات على رئيس أركان الجيش، هليفي، بلهجة حادة ونبرة غاضبة، عن سبب هذا التحقيق، وعبّروا عن غضبهم من الجيش مطالبين قياداته بالاهتمام بشؤون الحرب دون التدخل بالشأن السياسي.

غالانت يتدخل
ولم يشفع لـ"هليفي" شرحه بأن التحقيق سيتناول الامور الداخلية واسباب اخفاقات الجيش في مواجهة الاحداث الدامية في 7 اكتوبر، بل استمر التحامل عليه حتى تدخل وزير الدفاع، يوآف غالانت، قائلًا: "أنتم تجلسون هنا في ذروة حرب مقابل ضباط يديرون الحرب، وبهذا تنشغلون؟". فرد عليه بن غفير قائلًا: "أنتم تُحضرون الأشخاص الذين أيّدوا خطة الانفصال عن غزة في عام 2005، من أجل التحقيق بالإخفاق". وقال سموتريتش: "لا يمكن أن يجري الجيش تحقيقًا بعد أن انهار تصوره المستمر 20 عامًا". وقالت ريغف: "لدينا غضب شديد ونحن نضبط أنفسنا". فتدخل غالانت قائلًا: "لا تهاجموا الجيش".
وعندها فضّ نتانياهو الاجتماع قائلاً: "ينبغي التوقف هنا، سنستمر في مرة أخرى".