تعهد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بأن يكون الجيش العراقي في "مقدمة الجيوش"، بعدما حضر احتفالاً وُصف بـ"الكبير" في الذكرى 103 لتأسيس هذه القوات.

وقد تشكلت أول نواة للجيش في 6 يناير عام 1921، وحملت اسم "فوج موسى الكاظم"، ومنها تطورت التشكيلات العسكرية، مروراً بالقوتين الجوية والبحرية.

واستعرضت القوات العراقية، صباح السبت، أسلحتها الثقيلة وعجلاتها المدرعة، أميركية الصنع، مع مئات من المقاتلين المشاة الذين كانوا يسيرون أمام المنصة الشرفية، حاملين الأعلام العراقية.

وقبل الاحتفال، حلّقت طائرات حربية على نحو منخفض في سماء العاصمة بغداد، في تقليد عسكري يجريه الجيش للتحية في مناسبة ذكرى التأسيس.

وقال السوداني، في بيان صحافي عقب الاحتفال الذي أقيم في "ساحة الاحتفالات" وسط بغداد: "لولا تضحيات الجيش لما كان العراق ينعم بالأمن والاستقرار".

ويأتي الاحتفال، وتصريحات السوداني في فترة سياسية حرجة، إذ ترزح الحكومة تحت ضغط هائل لإخراج القوات الأميركية وإنهاء العلاقة مع التحالف الدولي، بعد تزايد التصعيد مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وحضر السوداني الاحتفال بصفته القائد العام للقوات المسلحة، إلى جانب وزير الدفاع ثابت العباسي، ورئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبد الأمير يار الله.

وشهد الاستعراض العسكري مشاركة وحدات قتالية تابعة لهيئة "الحشد الشعبي"، تضمنت عناصر من المشاة وناقلات جنود مدرعة.

"الحشد الشعبي جزء من الجيش"شدّد السوداني، قبل يوم من ذكرى تأسيس الجيش، أن "(الحشد الشعبي) جزء لا يتجزأ من القوات العراقية"، معلنًا أنه "بصدد تحديد موعد لبدء مشاورات لإنهاء وجود قوات التحالف الدولي نهائياً".

وقال رئيس الحكومة أن "تضحيات الجيش تدفعنا دوماً للأمام، وتضاعف تمسكنا بنظامنا الديمقراطي، وتزيد من إصرارنا وعزمنا على بناء دولتنا الحرة الكريمة التي يعيش فيها جميع العراقيين متساوين بلا تفرقة أو تمييز".

"استعداد تام"
ودعا رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد،من جهته، إلى "دعم القوات المسلحة بصنوفها كافة"، مؤكدًا أن "العراق يفتخر بتضحيات الجيش وانتصاراته في الدفاع عن الوطن".

لكن رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، أصدر بياناً في ذكرى التأسيس، دعا فيه الجيش إلى "البقاء في أتم الاستعداد والجاهزية، في ظل التحديات الأمنية التي يتعرض لها البلد".

وأعرب رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، وهو أحد أقطاب تحالف "الإطار التنسيقي"، أن "يتربع الجيش العراقي ضمن الصفّ الأول لجيوش العالم".

ولم يبث التلفزيون الحكومي لقطات حية من الاستعراض المركزي للجيش العراقي، كما جرت العادة في السنوات السابقة، ما أثار تساؤلات من ناشطين عراقيين.

تاريخ مضطرب
مرّ الجيش العراقي بمحطات عاصفة طوال عقود، وما زال دوره في الإطار السياسي محل جدل لا ينقطع، خصوصاً خلال فترة حكم نظام البعث، لكن قرار حلّه من قبل الحاكم المدني الأميركي بول بريمير عام 2003 المحطة الأكثر جدلية، وما تبعها من تحولات شهدت صعوداً مضطرداً لمجموعات مسلحة تنافس القوات العراقية على مقاليد الأمن في البلاد.

ودخلت جهود تسليح الجيش وعزله عن تأثيرات السياسة، خلال العقدين الماضيين، في صلب الخلافات بين القوى المتنفذة في البلاد.

وتشكل العلاقة بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة في إقليم كردستان أبرز التحديات التي تواجه تنظيم دور الجيش العراقي وتحديد عقيدته العسكرية، في ظل مخاوف مستمرة من الاحتكاك بين الطرفين في المناطق المتنازع عليها.