اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد أن من الهام أن تبذل إسرائيل مزيدا من الجهود لحماية المدنيين في غزة، وقال إنه يجب أن يتمكن النازحون الفلسطينيون في القطاع "من العودة إلى ديارهم".

وصرّح بلينكن في الدوحة إلى جانب رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فيما يجري جولة إقليمية جديدة تشمل دولا عربية وإسرائيل: "يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم ما أن تسمح الظروف بذلك".

وفيما تشتد حدة المعارك بين حماس وإسرائيل في غزة وتواصل القصف على عدة مناطق بالقطاع، تتسارع الجهود الدبلوماسية لتخفيف التوتر وتجنب المزيد من التصعيد.

كما قال وزير الخارجية الأميركي إنه سيبلغ المسؤولين الإسرائيليين عند زيارته الدولة العبرية هذا الأسبوع بضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في غزة. وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحفي في الدوحة أنه يجب السماح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ويجب عدم الضغط عليهم لمغادرة غزة.

الضغط لوقف إطلاق النار
وكان بلينكن قد عقد صباح الأحد محادثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي كما التقى الملك عبد الله الثاني الذي حذر من التداعيات الكارثية لاستمرار الحرب في غزة وأكد على أهمية دور أميركا بالضغط لوقف فوري لإطلاق النار في القطاع.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية على منصة "إكس" فإن الصفدي من جانبه أكد لبلينكن "ضرورة الوقف الفوري للعدوان وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كاف ومستدام إلى جميع مناطق غزة". وشدد على "ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس".

ووصل بلينكن إلى عمان السبت بعد محطتين في تركيا واليونان. وقبيل مغادرته مطار خانيا بجزيرة كريت اليونانية، قال إنه "يجب علينا ضمان عدم اتساع النزاع" في غزة حيث دخلت الحرب شهرها الرابع. وأضاف أن "أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع".

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، يتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل القصف يوميا عبر الحدود. وزادت المخاوف من تصاعد التوتر على هذه الجبهة بعد مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري بضربة جوية منسوبة لإسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء.

وأعلن الحزب السبت إطلاق أكثر من 60 صاروخا باتجاه "قاعدة مراقبة جوية" في شمال إسرائيل، واضعا ذلك في إطار "الرد الأولي" على اغتيال العاروري. وشنت إسرائيل بدورها سلسلة من الغارات على مناطق بجنوب لبنان.

مخاوف من حرب إقليمية
وأشار بلينكن إلى أن "الكثير من المحادثات التي سنجريها خلال الأيام المقبلة مع جميع حلفائنا وشركائنا ستدور حول الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان عدم اتساع هذا النزاع".

وتثير الحرب المستعرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي دخلت شهرها الرابع الأحد، مخاوف من تفاقمها مع تزايد العنف ليس فقط على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ولكن أيضا في العراق وسوريا والبحر الأحمر.

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كذلك، اقتيد نحو 250 شخصا واحتُجزوا رهائن ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.

في المقابل، أدى القصف الإسرائيلي على القطاع مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 22722 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

منع توسع النزاع
وشدد بلينكن على "ضرورة منع توسع النزاع، وزيادة المساعدات الإنسانية، والحد من الضحايا المدنيين، والعمل من أجل سلام إقليمي دائم، والتقدم في اتجاه إقامة دولة فلسطينية".

ويتوقع أن تكون تصورات "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في غزة، بما يشمل إعادة إعمار القطاع وإدارته، أيضا في صلب المحادثات التي سيجريها بلينكن مع شركائه العرب الذين يؤكدون أن الأولوية هي لوقف دائم لإطلاق النار.

وبعد الأردن، توجه بلينكن إلى قطر التي أدت دور الوسيط في هدنة بين إسرائيل وحماس في أواخر نوفمبر/تشرين الثانيأتاحت إطلاق رهائن من غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين. وسيختتم يومه في أبوظبي، قبل أن يتوجه إلى السعودية الإثنين، ثم إلى إسرائيل حيث يتوقع أن يجري محادثات أكد أنها "لن تكون سهلة".