إيلاف من لندن: أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء تصنيف جماعة أنصار الله الحوثي كمجموعة إرهابية عالمية، بينما قال وزير الدفاع الأميركي السابق، مارك إسبر، إن ذلك سيؤدى إلى "قدر معين من العقوبات على الحوثيين ويؤثر على قدرة الولايات المتحدة على التجارة معهم والتعامل معهم بجانب قيود أخرى".
ويهدف التصنيف إلى قطع تمويل الحوثيين ومحاولة الحد من تسليحهم. وأكد مسؤول أميركي أن التصنيف هجمات الحوثيين على القوات العسكرية الأميركية والسفن الدولية في المناطق البحرية تُعتبر "تعريفاً حرفياً للإرهاب".
ومع بدء الحرب في غزة، كثفت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران هجماتها على سفن تجارية تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متجهة إليها، في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفسر المسؤول الأميركي أن التصنيف يهدف إلى فرض ضغط على الحوثيين لابتعادهم عن تأثير إيران، مؤكداً أنه في حال توقفوا عن هجماتهم في البحر الأحمر، سيتم دراسة رفع هذا التصنيف.
وأشار المسؤول إلى أن القرار بسريان التصنيف خلال 30 يوماً يهدف إلى تقديم مهلة لتقليل التأثير الاقتصادي على شعب اليمن.
وأكد التزام واشنطن بحل الصراع في اليمن، مع التأكيد على دعم الجهود الخليجية والأممية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
ويدخل التصنيف حيز التنفيذ في 16 شباط (فبراير) المقبل، ومن المتوقع أن تصدر وزراة الخزانة تراخيص لمواصلة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن "لمنع الآثار السلبية عن الشعب اليمني الذي لا ينبغي عليه أن يدفع ثمن أفعال الحوثيين".
عاصفة من التحديات
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تثير إعادة تصنيف الحوثيين تساؤلات حول تأثيرها على الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية. وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الأميركي السابق، مارك إسبر، أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية سيؤدى إلى "قدر معين من العقوبات على الحوثيين ويؤثر على قدرة الولايات المتحدة على التجارة معهم والتعامل معهم بجانب قيود أخرى".
وأعرب إسبر في حديث لشبكة CNN عن اعتقاده بأنه "كان من الخطأ سحب العقوبات في عام 2021"، مضيفًا أنه يعتقد أن العقوبات الأميركية وحدها ليست كافية، ودعا إلى تبني "عقوبات دولية تشارك فيها الديمقراطيات الغربية وغيرها"، بهدف وقف "السلوك السيء" الذي يتبعه الحوثيون، وتقليص أنشطتهم التي تعيق حركة الملاحة في البحر الأحمر.
إجراء تأديبي
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أزالت الجماعة من اللائحة قبل ثلاث سنوات، لأسباب إنسانية.
وشدد مسؤولو الخارجية الأميركية على أن "الهدف النهائي للعقوبات إقناع الحوثيين بوقف التصعيد وإحداث تغيير إيجابي في سلوكهم. وأكدوا أنه "إذا أوقف الحوثيون هجماتهم فيمكننا النظر في حذف التصنيف. وسنستمر في مراقبة الوضع وتقييم أفعال الجماعة لتحديد موقفنا في المستقبل".
عملية حارس الازدهار
اتخذت الإدارة الأميركية مجموعة من الاجراءات لمواجهة هجمات الحوثيين، إذ أطلقت الشهر الماضي عملية 'حارس الازدهار' وهي تحالف يضم أكثر من 20 دولة ملتزمة بالدفاع عن الشحن الدولي وردع الهجمات في البحر الأحمر. وانضمت الولايات المتحدة أيضا إلى أكثر من 40 دولة في إدانة تهديدات الحوثيين.
وفي الأسبوع الماضي نجحت القوات العسكرية الأميركية بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا في تنفيذ ضربات ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة في واحدة من أهم الممرات المائية الحيوية في العالم للخطر".
التعليقات