واشنطن: تركز الحجة الرئيسية في حملة الرئيس الأميركي جو بايدن على عبارة واحدة: "صوتوا لي، لأنني لست دونالد ترامب"، لكن هل سيكون التركيز على التهديد الذي يشكله منافسه الرئيسي كافيا للبقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية؟

الانتصار المدوي الذي حققه الرئيس الجمهوري السابق الاثنين في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لحزبه في ولاية أيوا "يوضح" الوضع بحسب المحامي والمخطط الاستراتيجي الديموقراطي أبو عمارة.

وقال "هذا يكشف تحديات الانتخابات: لن يقتصر الأمر على مجرد نقاش حول البرامج السياسية. ستكون معركة من أجل الديموقراطية".

كلما تركز الاهتمام على ترامب، كلما كان ذلك أفضل بالنسبة للديموقراطي البالغ من العمر 81 عاما.

هذا هو على الأقل رهان فريق حملة جو بايدن. فقد خلص في الآونة الأخيرة، بحسب دراسة داخلية نشرتها شبكة "سي ان ان"، إلى أن ثلاثة أرباع الناخبين المترددين لم يدركوا بعد أن الرئيس السابق يعد المرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح حزبه.

باتت شخصيات ديموقراطية كبرى تستخدم الآن عبارات الخوف علنا، في مواجهة احتمال عودة رجل الأعمال البالغ من العمر 77 عاما إلى السلطة، مدفوعا، كما يقول هو شخصيا، بالرغبة في "الانتقام".

"ذعر"
عبرت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما عن "ذعرها" في الاونة الاخيرة فيما قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس انها "خائفة حقا" مضيفة "لكن يجب عدم الفرار أمام ما يخيفنا، يجب القتال ضده".

حتى قبل بدء الحملة، كان جو بايدن الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، والذي يعاني من عائق كبير لدى الناخبين يتمثل بسنه، يقول "لا تقارنونني بالله القدير، قارنوني بما هو أمامي".

أمامه بالتالي هو دونالد ترامب الذي يواجه العديد من القضايا القانونية، ورفضه الاعتراف بهزيمته عام 2020، وتهديداته ضد المهاجرين وضد خصومه السياسيين...

في الساعات والأيام التي تلت "المجالس الحزبية" في ولاية أيوا، هذه الجمعيات المحلية للناخبين الجمهوريين الذين صوتوا لرجل الأعمال السابق، كثف فريق حملة جو بايدن الدعوات لجمع تبرعات.

في إحدى رسائل البريد الإلكتروني هذه، رأى الحاكم الديموقراطي لولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم أن نجاح دونالد ترامب في ولاية أيوا، وهي ولاية ريفية ومحافظة جدا، هو "أعظم لحظة في حملة إعادة انتخاب جو بايدن حتى الآن".

وتوقع وليام غالستون الخبير في معهد الابحاث بروكينغز ان الحملة "لن تركز على برنامج" الديموقراطي، وهو غير موجود في الوقت الراهن.

"غير كاف"
وأضاف الباحث "سيتعلق الأمر بالاختيار بين مرشحين يعرف الناخبون الأميركيون أداءهما وأسلوب حكمهما" لأنهم لمسوا عملهما.

لكن هذا المنطق لا ينطبق على بعض الناخبين، هؤلاء الذين كانوا مراهقين خلال رئاسة دونالد ترامب (2017-2021) والذين ليس لديهم بالضرورة ذكرى بارزة عنه.

لعب الناخبون الذين يصوتون لأول مرة دورا رئيسيا في وصول بايدن الى السلطة عام 2020. بالنسبة لهم "الديموقراطية رسالة ضرورية لكنها ليست كافية" كما قال أبو عمارة داعيا الديموقراطيين الى "النظر بجدية" إلى تلك الشريحة الناخبة.

يتفق المحللون على القول إن الانتخابات وبسبب خصوصية طريقة الاقتراع غير المباشر في الولايات المتحدة، ستكون حاسمة في بعض خزانات الأصوات في الدوائر الانتخابية المتنازع عليها.

في حين سيطرح بايدن رسالته حول الديموقراطية على المستوى الوطني، فإن حملته ستستهدف ناخبين معينين على المستوى المحلي برسائل ملموسة أكثر مثل حق الإجهاض للنساء وشطب الديون الطلابية للشباب وتقديمات اجتماعية للمسنين أو حقوق مدنية للمتحدرين من أصول افريقية.

كل هذا يتم مع الاستناد على مندوبين مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس أو الرئيس الاسبق باراك أوباما أو مسؤولين ديموقراطيين في ولايات معينة ذات استراتيجية خاصة، مثل حاكمة ميشيغن غريتشين ويتمر أو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا رافاييل وارنوك.