سكاكا: تُعد بيوت الشعر واحدة من أبرز رموز صحراء البادية صيفاً وشتاءً، وتحاكي عراقة الماضي الأصيل الذي عاشه الآباء والأجداد.
وفي الوقت الحاضر، لا تزال بيوت الشعر تزين فناء العديد من المنازل، حيث يحرص عشاقها في منطقة الجوف على وجودها داخل منازلهم، لقضاء بعض الأوقات فيها والاجتماع مع العائلة والأصدقاء والأقارب، فضلا عن كونها خياراً محبباً للعديد من هواة الرحلات في البر وإقامة المناسبات الاجتماعية والعائلية.

وتقول أم ناجح وهي متخصصة في حياكة وصيانة بيوت الشعر في جمعية الملك عبدالعزيز النسائية بالجوف: إن الإقبال تزايد في الفترة الأخيرة، مضيفة أن حجم الطلب يرتفع في الفترة التي تسبق دخول فصل الشتاء أكثر من أي وقت آخر، مع تفاوت أسعار بيوت الشعر باختلاف نوعية القماش الداخلي والخارجي وتجهيزات البيت من الفرش ومدخنة النار واللوازم الأخرى.

ومنذ القدم اعتمد سكان البادية في الجزيرة العربية على بيوت الشعر التي تعد مفردة ثقافية أصيلة في التراث العربي، تناسب البيئة الصحراوية ومناخها، كما تناسب حياة الترحال والتنقل التي لا تعرف الاستقرار طويلاً في مكان واحد، كونها سهلة الحمل والنقل مقارنة بالمباني، وتتنوع مادة بيوت الشعر والخيام ما بين وبر الإبل وصوف الضأن وشعر الماعز والأقمشة، بالإضافة إلى السدو وتوظف هذه المكونات في بيوت الشعر لتوفر الحماية من البرد والأمطار وعواصف الرمال وحرارة الشمس في البادية والصحراء.

وتضيف أم ناجح: إن أشكال بيوت الشعر تختلف فمنها المغلق والمفتوح من جانب أو أكثر، وقد تقام على شكل خيمة أو مربع، ويرفع السقف بخشب مثل الأثل أو الغضا، ويثبت بيت الشعر على الأرض بأوتاد من الخشب أو الحديد.

وتجهز المرأة البدوية بيوت الشعر من المواد الخام المتوفرة في البيئة المحيطة باستخدام مجموعة من الأدوات التقليدية منها المغزل الذي يستخدم لغزل الشعر، والمطرق وهو عصا تستخدم لتنظيف الشعر، والمخيط وهو إبرة كبيرة الحجم للخياطة، والأطناب التي تستخدم لشد بيت الشعر وتثبيته.

وتتفاوت مساحات وتسميات بيوت الشعر في البادية حسب حجمها وعدد الأعمدة المستخدمة لرفع سقفها، بداية من بيت الشعر ذي العمود الواحد مروراً بالبيت الذي يحتوي على عمودين، ثم المثولث والمروبع والمخومس والمسودس وهكذا حسب عدد الأعمدة داخله، كما يتم تقسيم بيت الشعر من الداخل إلى جزء مفتوح للرجال واستقبال الضيوف وجزء مغلق مخصص للنساء.