إيلاف من بيروت: بعد القرار الإيراني المفاجئ بإخلاء الساحة السورية، تجنبًا لمزيد من الخسائر البشرية في صفوف ضباط الحرس الثوري الإيراني الذين تستهدفهم إسرائيل بغاراتها ومسيراتها، وتحسبًا لأي أعمال إنتقامية أميركية بعد الهجوم على "البرج 22" المحاذي للحدود الأردنية – السورية الأحد الماضي، قالت تقارير محلية سورية إن مغادرة الضباط الإيرانيين تجري على قدم وساق، وذلك وفقًا لمواقع إلكترونية إخبارية محلية.
إعادة تموضع
في دمشق، أعادت المجموعات العاملة مع إيران انتشارها وموهت تمركزاتها الجديدة والآليات في مزارع السيدة زينب والمزة فيلات، وفي مناطق بأرياف درعا والقنيطرة ودمشق الجنوبي الغربي المحاذية للجولان السوري المحتل، وفقًا لموقع "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
كذلك، أفاد المرصد بأن الميليشيات الإيرانية أعادت تموضعها في شرق سورية على طول شريط نهر الفرات من البوكمال وصولاَ إلى الميادين بريف دير الزور، إضافة إلى تغيير مواقع التمركز في تدمر بالبادية السورية.
وانسحبت الميليشيات الإيرانية من معظم مواقعها قرب قلعة الرحبة في بادية مدينة الميادين شرقي دير الزور والمربع الأمني بحي التمو، وانتشر العناصر في منازل المدنيين بمناطق متفرقة.
أمر الحاج رسول
ونسب موقع "فرات بوست" إلى ما سماها مصادر خاصة قولها إن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني "أعطت أوامر لعناصرها في دير الزور برفع الجاهزية وإخلاء بعض مقراتهم تحسبًا لأي غارات جوية أميركية محتملة"، مضيفةً أن المسؤول الإيراني عن الميليشيات في المنطقة الشرقية المدعو "الحاج رسول" أمر بإخلاء جميع المقرات في المساء والاحتفاظ بالحرس وحده في النهار.
وبحسب الموقع، "الحاج رسول" هو مسؤول المراكز الثقافية الإيرانية في دير الزور، وقد تولى أخيرًا قيادة الميليشيات في المنطقة بعد فرار قادتها من الصف الأول إلى العاصمة السورية دمشق.
كذلك، أخلى الحرس الثوري الإيراني مركز "نصر" للموارد البشرية، فاختفى القادة منه وغادرت مركباتهم، وبقي بعض أفراد الحرس المحليين المتحدرين من محافظة حمص.
أما موقع "دير الزور 24" المحلي، فأشار أيضًا إلى الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الميليشيات الإيرانية في المحافظة، مثل إخلائها مواقعها في حي حويجة صكر شرقي مدينة دير الزور، ومقر عملياتها في حي الأصدقاء ليلًا، لتعود العناصر إلى المقر في خلال ساعات النهار.
الحاج عسكر يغادر
في البوكمال الحدودية مع العراق، أخلت ميليشيات فاطميون وزينبيون عددًا من مقراتها الرئيسية، مثل المربعات الأمنية في أحياء الهجانة والمعري والجميعات والانطلاق، إضافة إلى إخلاء حزب الله مقراته في أحياء السكرية والصناعة والانطلاق، وفقًا لموقع "فرات بوست"، فيما نسب موقع "دير الزور 24" إلى مصدر خاص تأكيده مغادرة القائد العسكري لمليشيا الحرس الثوري في المدينة، الملقب "الحاج عسكر"، قبل يومين.
أتت مغادرة "الحاج عسكر" تزامنًا مع انتشار شائعة مفادها أن خلايا تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة موجودة في البوكمال، تتعقب قادة الحرس الثوري لاغتيالهم.
التعليقات