القاهرة: تجهز مصر مخيما مسورا في شبه جزيرة سيناء تحسبا لاحتمال استقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتقصفه بلا هوادة، وفق تقرير إعلامي أميركي.

ويأتي المقال الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الخميس واستندت فيه على تصريحات مسؤولين مصريين ومحللين أمنيين، بعد أن قالت منظمة حقوقية إن مصر تستعد "لإنشاء منطقة أمنية معزولة" تحسبا لاحتمال استقبال لاجئين فلسطينيين.

وقالت الصحيفة إن السلطات المصرية تقوم بإعداد "منطقة مسورة بمساحة ثمانية أميال مربعة" على الجانب المصري من الحدود مع غزة.

منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، تحذّر القاهرة من مغبة "التهجير القسري" للفلسطينيين إلى سيناء.

لكن مع وجود 1,5 مليون نازح فلسطيني أجبروا للتوجه إلى رفح على حدود مصر وعدم التوصل إلى نتائج من محادثات وقف إطلاق النار، قالت الصحيفة إن المنطقة المسورة جزء من "خطط طوارئ" ويمكن أن تستوعب "أكثر من 100 ألف شخص".

وتصاعدت المخاوف من التهجير الجماعي مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ضرورة اجتياح قواته رفح، أقصى نقطة في جنوب غزة، لتحقيق "النصر الكامل" على حماس.

وحذر القادة الفلسطينيون والأمم المتحدة والجيران العرب وحلفاء إسرائيل ومن بينهم الولايات المتحدة، من تأثير الهجوم على رفح على المدنيين.

وكانت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، وهي منظمة مصرية غير حكومية، قد نشرت تقريرا هذا الأسبوع قالت فيه إنه يتم إعداد المنطقة لاستقبال لاجئين فلسطينيين "في حال حدوث عملية نزوح جماعي من قطاع غزة".

من جهتها، اطلعت وكالة فرانس برس على صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لمنطقة شمال سيناء الخميس، تظهر آليات تقوم ببناء جدار على طول الحدود بين مصر وغزة. وتفرض السلطات المصرية رقابة أمنية مشدد على هذه المنطقة المغلقة أمام الصحافيين.

تظهر مقارنة صور الأقمار الاصطناعية التي تم التقاطها في 10 شباط (فبراير) و15 من الشهر نفسه القيام بتمهيد أراض وتسويتها.

"أسوار بارتفاع 7 أمتار"
نفى محافظ شمال سيناء محمد شوشة قيام مصر بتجهيز "منطقة عازلة في سيناء" لاستقبال اللاجئين.

وأكد شوشة الخميس أن الأشغال الجارية هدفها "حصر المنازل المهدمة خلال الحرب على الإرهاب لتقديم تعويضات مناسبة لأصحاب هذه البيوت".

غير أن مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان أوردت أنها تحدثت إلى مقاولين محليين قالوا إنه تم تكليف شركات بناء "بإنشاء منطقة محاطة بأسوار بارتفاع 7 أمتار".

وأضافت أن الموقع يقام على "أنقاض" منازل مصرية "دمرت" خلال الحرب التي شنتها الدولة ضد متمردين من تنظيمات متطرفة في شمال سيناء خلال العقد الماضي.

وقالت مصادر في سيناء لوكالة فرانس برس، إنه يتم تجهيز المنطقة تحسبا لأي خرق لحدود غزة التي حصنتها مصر بجدران إضافية ومناطق عازلة منذ بدء الحرب.

وأفاد مصدر طلب عدم الكشف عن هويته بأنه "سيتم تجهيز المنطقة بالخيام" وسيتم تسليم المساعدات الإنسانية داخلها.

في الأثناء، تسعى مصر وقطر إلى التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار قبل أن تمضي إسرائيل في توغل بري واسع النطاق في رفح التي تقصفها حاليا من دون اجتياحها.

وحذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارا من التهجير القسري لسكان غزة، وتعريض معاهدة السلام التي أبرمتها القاهرة مع إسرائيل في عام 1979 للخطر.

كما حذّر مسؤولون آخرون من "نكبة ثانية"، بعد النكبة الأولى التي تم خلالها تهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني من أراضيهم عند إنشاء إسرائيل عام 1948 ولم يسمح لهم بالعودة.

إلى ذلك، تنفي إسرائيل أنها تحاول دفع الفلسطينيين إلى سيناء، لكن وزراء ومسؤولين أيدوا علنا تشجيع سكان غزة على الرحيل.