إيلاف من بيروت: فيما يقف الجيش الإسرائيلي على أبواب رفح، وفيما يدق العالم نواقيس الخطر من خطوة عسكرية قد تتضمن جرائم إبادة جماعية بحق أكثر من مليون ونصف المليون من المدنيين في المدينة، يبدو أن التوتر يتصاعد بين القاهرة وتل أبيب، خصوصًا بعد بروز اصوات إسرائيلية تدعو إلى غزو رفح وضرب المصريين إذا لزم الأمر.

في القاهرة، قال النائب والإعلامي المصري مصطفى بكري إن إسرائيل تعي جيدًا قوة الجيش المصري: "إذا تجاوزت إسرائيل حدودها فإن المعركة لن تكون في رفح، بل ستكون في تل أبيب".

أضاف بكري في حديث لقناة "روسيا اليوم" أن تهديدات المتطرفين الإسرائيليين مثل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير، وتحريض وزير الدفاع الإسرائيلي على الجيش المصري والمطالبة باحتلال محور فيلادلفيا وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مسائل لن تمر مرور الكرام، مؤكدًا أن الحدود المصرية "خط أحمر، ومصر لديها القوة الكافية للرد على أية اعتداءات تمس أمن البلاد، والرد لن يتوقف عند الحدود، بل سيشمل الكيان الصهيوني بأسره".

تابع بكري: "لاتستهينوا بالجيش المصري وقوته، فجيشنا كفيل بتأديب كل من يتجاوز ويهدد ويتآمر، حكومة نتنياهو يجب أن تعي أن أي حرب قد تندلع ستكون في قلب تل أبيب"، مستدركًا أن مصر لا تسعى إلى الحرب، بل تتعامل مع هذا الأمر بحكمة بالغة، لكن درس حرب أكتوبر 1973 ما زال ماثلًا في الأذهان.

لا جدوى من مفاوضة مصر
انتقد أفيغدور ليبرمان، عضو الكنيست الإسرائيلي وزير الدفاع الأسبق ورئيس حزب "يسرائيل بيتنا"، خوف الحكومة الإسرائيلية من مصر وترددها في غزو رفح.

وقال ليبرمان في لقاء إذاعي: "على إسرائيل احتلال محور فيلادلفيا فورًا ولو غضبت مصر"، متهمًا المصريين بأنهم سمحوا لحماس بتهريب السلاح عبر أراضيهم. أضاف: "مصر هي السبب في وصول الصواريخ المضادة للدبابات إلى حماس، بتهريبها عبر سيناء، ولن يتسطيع المصريون التهرب من تحمل المسؤولية، فهم من سمحوا بعمليات التهريب لقطاع غزة".

بحسبه، ثمة معلومات استخباراتية موثوقة تؤكد أن الصواريخ المضادة للدبابات "التي تستخدمها حماس ضد جنودنا في غزة وصلت إلى القطاع من سيناء، وهذا لا يمكن أن يستمر، وأنا لا أرى جدوى من مفاوضة مصر التي تتعامل معنا بأسلوب غير لائق"، مضيفًا: "المصريون يلعبون لعبة فرق تسد، وعلينا أن نكون واضحين وصارمين معهم".

وفي المفاوضات لهدنة تعيد الرهائن، قال ليبرمان: "علينا أن نحكم عقولنا.. قطر ومصر ليستا الحل، إنهما جزءان من المشكلة".