إيلاف من الرباط:انتقد عبد الإله بن كيران،الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض(مرجعية إسلامية)،الأحد،بطنجة،أداء الحكومة المغربية الحالية،وقال إن "الله سبحانه وتعالى ابتلاها بعدم الكفاءة وأيضا بعدم القبول".

وأضاف:"مع الأسف الشديد، مرت حتى الآن سنتان ونصف سنة وأنا أحاول أن أتذكر شيئا جيدا قامت به بطريقة جيدة"، قبل أن يستدرك: "إذا شاهدتم شيئا ناجحا في هذا البلد فاعلموا أن جلالة الملك هو من يقف وراءه، بأوامره وتوجيهاته".

وتطرق ابن كيران،في معرض كلمته خلال أشغال المجلس الجهوي لحزبه بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة،إلى عدد من القضايا الداخلية والخارجية، واستعاد مسار حزبه مستحضرا مرجعيته والتحديات المستقبلية التي تنتظره.

وقال ابن كيران إن عمل حزبه، منذ البداية، لم يبن على إيديولوجية أو زعيم، أو على تبعية لجهة أجنبية أو داخلية. وأضاف: "نحن من شباب الأمة الذين، قبل 50 سنة، انطلاقا من تربتينا وتكويننا وتديننا، اخترنا طريق الله".

وشدد ابن كيران على أن الهدف الذي حركهم في الحزب أول يوم "ما زال هو هو"،داعيا أطر حزبه إلى الاستمرار على نفس النهج.وأضاف:"ما مررنا به وفيه لم يكن سهلا،فالإنسان قد يكون معرضا لأخطاء ومخالفات. وقد انخرطنا في العمل السياسي بنية أن نساهم قدر المستطاع في الإصلاح".

وتطرق ابن كيران إلى الدور الذي لعبه حزبه في 2011، وقال الأحداث التي شهدها العالم العربي وقتها كان ستقضي على كل شيء، وأن المغرب "كان في خطر"، قبل أن يستدرك، بالقول: "أكرمنا الله بملك عاقل". وزاد قائلا "العدالة والتنمية اتخذ وقتها موقفا بعدم الخروج إلى الشارع، وبأن لا يغامر بالبلد. وقد حفظ الله بلدنا، وكنا من أسباب ذلك، بل كنا السبب الرئيسي بعد جلالة الملك، فساهمنا مساهمة كبيرة وعظمى اعترف لنا بها جلالة الملك بعد أن عينني رئيسا للحكومة في 2011، والشعب بحصولنا على 107 مقاعد في 2011 و125 مقعدا في 2016، دليلا على أنه يرى أننا نجحنا في التسيير. ثم شاءت أقدار الله أن يحدث ما حدث في 2021 ببعض أخطائنا وبعض ما فعله بنا الآخرون".

وخاطب ابن كيران الحضور من أعضاء حزبه:"هل انتهى كل شيء؟" ليجيب: "علينا أن نقوم بواجبنا".

وأثنى ابن كيران على تجربة حزبه في الحكومة وعلى مستوى البلديات،كما دعا إلى مقارنة أداء حزبه بالأحزاب الأخرى،مستحضرا في هذا السياق المتابعات التي تطال عددا من البرلمانيين.

وقال ابن كيران إن حزبه قام بأمور رفعت راية المغرب،مشددا على أن "السياسة ليست تلبية رغبات الناس،بل اتخاذ القرارات الجادة والمطلوبة".

وعاد ابن كيران إلى نتائج حزبه خلال انتخابات 2021،متحدثا عن "ألاعيب" قال إنها مورست في حق هذا الحزب،حيث تحدث عن التصويت في يوم واحد والقاسم المشترك.

وتطرق ابن كيران إلى عدد من الأوضاع التي يشهدها العالم، ممثلا لذلك بحرب روسيا على أوكرانيا وكذا الحرب في غزة، التي خصص لها حيزا مهما، فقال إن "ما نراه يقطع القلب"،وأن "المنظومة العالمية أصبح ميؤوسا منها أن تقيم العدل بين الناس"،مع تشديده على أن "الأنظمة العربية والإسلامية لم تقم بواجبها".

وفي سياق ما يشهده العالم من تحولات وتحديات،استحضر ابن كيران علاقات بلاده مع الجزائر،فقال: "الله يهديهم"، قبل أن يستدرك: "لا أعني الشعب الجزائري، الذي يحب المغرب والمغاربة، ومن يكذبني ليس عليه إلا أن يفتح الحدود ليعاين الأمر".

وقال ابن كيران إن "الشباب الناشئ" في الجزائر "تتم تنشئته على حقد المغرب"،مشددا على أنه "لا مصلحة لهم في معاداة المغرب"،مشيرا إلى أنهم يحاولون اقتطاع الصحراء من المغرب وإعطائها إلى نحو مائة الف شخص "دون أن ينتبهوا إلى أننا كلنا في خطر، وأن علينا أن نتوحد، ليس بمعنى إنشاء دولة واحدة وجيش واحد، بل التوحد في المبادئ والقيم والأخلاق استعدادا للمستقبل".

وخاطب ابن كيران أعضاء حزبه، مشددا على أن "السياسة فيها منافع ومصالح، ولكن المنافع ليست هي الهدف". ودعا إلى توعية الشعب ومقاومة كثير مما يخطط له، خصوصا على مستوى مدونة الأسرة، مشيرا إلى أن هناك هجوما مستمرا على الأسرة كلها في العالم، حتى لا تكون هناك مناعة. وانتقد في هذا الصدد، نبيل بنعبد الله الأمين العالم لحزب التقدم والاشتراكية، وادريس لشكر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونبيلة منيب الأمينة العامة السابقة للحزب الاشتراكي الموحد، كما شن هجوما لاذعا على أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.