إيلاف من لندن: وسط فوضى تعصف بالأحزاب السياسية البريطانية الكبيرة، وخصوصا فاز السياسي المثير للجدل جورج غالاوي بعضوية مجلس العموم في انتخابات فرعية عن دائرة روتشديل.
وجاء فوز السياسي العمالي اليساري البريطاني السابق، لعضوية البرلمان لمرة رابعة خلال 37 عاما، اليوم الجمعة، لاستغلاله حالة الغضب في الشارع البريطاني حيال الحرب بين إسرائيل وحماس في خطاباته، وتخلل الحملة فوضى واتهامات بمعاداة السامية.
وكان غالاوي (69 عاما) تولى مقعدا في البرلمان أول مرة عام 1987، وسيعود إلى مجلس العموم لأول مرة منذ عام 2015 بعدما فاز بمقعد روتشديل في مانشستر الكبرى بشمال إنكلترا بنحو 6000 صوت.
سحب ترشيح علي
وخلال الاقتراع، سحب حزب العمال المعارض مرشحه أزهر علي، بعدما تحدّث عن نظرية مؤامرة مفادها أن "إسرائيل سمحت لحماس" بتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر على أراضيها.
وركّز غالاواي على حرب غزة خلال حملته في روتشديل، حيث يشكّل المسلمون 30 بالمئة من السكان.
وقال غالاواي زعيم "حزب عمال بريطانيا العظمى" في خطاب الفوز: "كير ستارمر، هذا من أجل غزة"، في إشارة إلى زعيم حزب العمال.
وأضاف: "دفعتم وستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي لعبتموه في السماح بوقوع وتشجيع والتغطية على الكارثة التي تشهدها فلسطين المحتلة حاليا في قطاع غزة".
حرب العراق
يذكر أن غالاوي اشتهر على الصعيد الدولي عام 2005، عندما دعي للإدلاء بشهادته بشأن حرب العراق أمام مجلس الشيوخ الأميركي.
وقال ناطق باسم حزب العمال: "نأسف بشدة لعدم تمكن حزب العمال من طرح مرشح في هذه الانتخابات الفرعية، ونعتذر إلى شعب روتشديل. لم يفز جورج غالواي إلا لأن حزب العمال لم يشارك".
وأضاف: "تستحق روتشديل فرصة للتصويت على نائب للتقريب بين المجتمعات وتحقيق إنجازات من أجل الفئة العاملة. جورج غالواي ليس مهتما سوى بزرع الخوف والانقسامات. كنائب، سيشكّل قوة تضر بمجتمعاتنا وبالحياة العامة".
وقال غالاوي "إن حزب العمال يدرك أنه فقد ثقة الملايين من ناخبيه الذين صوّتوا له بإخلاص جيلا بعد جيل".
وعلى الرغم من الحملة التي هيمنت عليها الأحداث في الشرق الأوسط، قال غالاوي إنه يأمل في تشكيل "تحالف كبير" مع أعضاء مجلس روتشديل للعمل على القضايا المحلية.
وظل غالاوي من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث قاد قوافل شريان الحياة الدولية إلى غزة التي زارها مع ناشطي التضامن، وحصل على الجنسية الفلسطينية التي قدمها له إسماعيل هنية الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة آنذاك.
فوضى حزب العمال
وكان حزب العمال، الذي يدافع عن أغلبية تقترب من 10 آلاف صوت ويحتل مرتبة عالية في استطلاعات الرأي، يتوقع منافسة مباشرة لاستبدال النائب الحالي، توني لويد، الذي توفي في 17 يناير/كانون الثاني الماضي بسبب سرطان الدم.
لكن الحملة دخلت في حالة من الفوضى عندما تبين أن مرشحها أزهر علي كرر نظريات المؤامرة المناهضة لإسرائيل بشأن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي شنتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وفصائل من المقاومة الفلسطينية ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في القدس والضفة الغربية.
واضطر حزب العمال في النهاية إلى التبرؤ من علي والتخلي عن حملته بعد أسبوع واحد فقط من المنافسة.
وعلى الرغم من أن اسم أزهر علي كان على ورقة الاقتراع، فقد فات الأوان لاختيار مرشح آخر، إلا أن حزب العمال أوقف جميع الحملات الانتخابية في المدينة منذ ما يقرب من 3 أسابيع.
التعليقات