إيلاف من لندن: قال السفير الألماني في لندن إنه "ليس هناك حاجة للاعتذار" عن الخروقات الأمنية التي أدت إلى تسريب مكالمة بين كبار مسؤولي الجيش الألماني من قبل مصادر روسية.

وقال السفير ميغيل بيرغر لراديو (بي بي سي 4) إن أحد المشاركين في المكالمة اتصل على الأرجح عبر خط غير آمن، وأضاف أنه نتيجة لذلك تمكنت روسيا من اعتراض المكالمة.

وفي التسجيل الصوتي، يمكن سماع المسؤولين وهم يناقشون تفاصيل العمليات البريطانية المزعومة على الأرض في أوكرانيا.

تسجيل للمحادثات

ويوم الجمعة، نشرت رئيسة قناة "آر تي" الروسية مارغاريتا سيمونيان تسجيلًا صوتيًا مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمّن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون في 19 فبراير في قصف جسر شبه جزيرة القرم عبر مضيق كيرتش في البحر الأسود.

وتضمن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية الصنع من طراز تاوروس وتأثيرها المحتمل، وأخرى عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيسي فوق مضيق كيرتش الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدمتها كلّ من فرنسا وبريطانيا لكييف.

انتقادات بن ولاس

وإلى ذلك، رد السفير الألماني على انتقادات وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس، الذي قال إن ألمانيا "تعرضت لاختراق كبير من قبل المخابرات الروسية" و"ليست آمنة ولا يمكن الاعتماد عليها".

وقال السفير بيرغر: "إن ما فعله بن والاس غير مفيد على الإطلاق". مؤكدا أن "هذا ما تريده روسيا." وأضاف أن نشر المكالمة كان بمثابة "هجوم هجين" روسي.

وقال بيرغر أيضًا إن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اتصل بحلفائه لشرح موقف برلين بشأن التسريب.

وقال إن النتائج الأولية لتحقيق أجرته المخابرات العسكرية أظهرت أن التسريب يعود إلى "خطأ فردي من أحد الضباط".

وأضاف أنه تم اعتراض المكالمة لأن أحد المشاركين اتصل بطريقة غير آمنة.

وقال السفير الألماني: "أعتقد أن هذا درس جيد للجميع: لا تستخدموا الإنترنت في الفندق أبدًا إذا كنتم تريدون إجراء مكالمة آمنة".

لا ارسال لتوروس

واستبعد المستشار الألماني أولاف شولتس مراراً إرسال صواريخ توروس إلى أوكرانيا. وقال السفير بيرغر إن شولز كان حريصا بشأن كيفية زيادة الدعم لأوكرانيا، حتى لا يتسبب في "عواقب لا نريد جميعا رؤيتها".

وأضاف أن قيام ألمانيا بتزويد أوكرانيا بصواريخ توروس سيخلق "احتمالا للتصعيد".

ويبلغ مدى الصواريخ حوالي 500 كيلومتر (300 ميل) – وهو ما يكفي لضرب الأراضي الروسية.

وفي الأخير، قال السفير بيرغر إن تركيز الحلفاء يجب أن ينصب على توفير ما يكفي من الذخيرة لأوكرانيا. وقالت كييف إنها تخسر الأراضي أمام القوات الروسية لأسباب منها تناقص إمدادات الذخيرة.