قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من احتمالية فرص التوصل إلى هدنة في غزة بعد أن قدمت حماس "رؤية شاملة" للوسطاء.

وقال مكتب نتانياهو إن المقترحات "غير واقعية".

وتريد حماس وقفاً دائماً للحرب وانسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة.

وقالت وزارة الصحة في غزة مساء الخميس إن 20 شخصاً قتلوا أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات. وتنفي إسرائيل تورطها وتتهم "مسلحين فلسطينيين" بإطلاق النار على الحشود.

ووقع الحادث عند الدوار الكويتي على المشارف الجنوبية لمدينة غزة، وهي نقطة انطلاق معروفة للمساعدات القليلة التي تصل إلى شمال غزة، حيث تقول الأمم المتحدة إن الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والمجاعة تلوح في الأفق.

وقالت وزارة الصحة في غزة، في آخر تحديث لها إن 155 شخصاً أصيبوا في الحادث.

وأضافت أن المصابين في الهجوم كانوا ممددين على أرضية مستشفى الشفاء في مدينة غزة وأن الفرق الطبية تكافح من أجل التعامل مع عدد ونوع الإصابات.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "سهّل" مرور 31 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة.

وجاء في البيان: "قبل ساعة تقريباً من وصول القافلة إلى الممر الإنساني، فتح مسلحون فلسطينيون النار بينما كان المدنيون في غزة ينتظرون وصول قافلة المساعدات".

وقال الجيش الإسرائيلي إن إطلاق النار استمر بينما عمل "حشد من الناس على نهب الشاحنات ودهس بعض الأشخاص"، مضيفاً أنه يواصل مراجعة الحادث.

وعلى الرغم من رفض اقتراح حماس الأخير لوقف إطلاق النار، قال نتانياهو إن وفداً إسرائيلياً سيسافر إلى قطر لمناقشة ما تريده إسرائيل من اتفاق محتمل.ووافق نتانياهو على خطط لعملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب غزة، حيث يقيم أكثر من مليون شخص نزحوا من أجزاء أخرى من غزة.

وأضاف أن الجيش يستعد لإجلاء المدنيين. حيث قال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه يعتزم نقل الفلسطينيين النازحين في غزة إلى ما أسماه "الجزر الإنسانية" في وسط القطاع.

وليس من الواضح كيف ستبدو "الجزر" أو كيف ستعمل، لكن الجيش اقترح تقديم المساعدات والإسكان المؤقت. ولم يحدد إطار زمني حتى الآن بشأن الموعد المحتمل لإجراء العملية.

وحذرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة من أن هجوماً واسع النطاق في رفح قد يكون كارثياً، لكن إسرائيل أشارت مراراً وتكراراً إلى "حاجتها" لمثل هذه العملية، وأصرت على أنه "لا يمكن إزالة حماس بالكامل من غزة دون استهداف رفح".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى رؤية خطة واضحة وقابلة للتنفيذ لأي عملية في رفح، بما في ذلك كيفية إبعاد المدنيين عن الأذى، ولم نر خطة بعد.

في غضون ذلك، وصلت سفينة تسحب بارجة محملة بـ 200 طن من الإمدادات الغذائية قبالة ساحل غزة وبدأت في تفريغ حمولتها من الأرز والدقيق والبقوليات والخضروات المعلبة.

وتقف وراء المهمة الجمعية الخيرية الأمريكية وورلد سنترال كيتشن. وقالت إنه تم تسليم صندوقين إلى الشاطئ من البارجة الملحقة بسفينة الإنقاذ أوبن آرمز، وتوقفت قبالة الشاطئ.

الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لإيصال المساعدات إلى المنطقة هي عن طريق البر، لكن وكالات الإغاثة تقول إن القيود الإسرائيلية تعني دخول جزء صغير مما هو مطلوب.

وتقول إسرائيل إنها ترحب بإنشاء ممر بحري وإنها تسهل نقل المساعدات إلى غزة بينما تواصل قواتها قتال حماس.

وقالت أستراليا، الجمعة، إنها ستستأنف تمويل أونروا، وكالة المعونة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة في غزة. وأوقفت أستراليا والعديد من الجهات المانحة الأخرى التمويل قبل شهرين عندما اتهمت إسرائيل بعض موظفيها بالتورط في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إن المحامين الخاصين بالحكومة قالوا إن أونروا "ليست منظمة إرهابية".

وقالت كندا والسويد والاتحاد الأوروبي بالفعل إنها ستستأنف تمويل أونروا. لكن أكبر مانح لها، الولايات المتحدة، مستمرة في تجميد المدفوعات.

وحثت وونغ إسرائيل على السماح بدخول المزيد من الغذاء إلى غزة: "لقد أطلع برنامج الأغذية العالمي الحكومة الأسترالية على وجود مخزون كبير من المواد الغذائية خارج حدود غزة، ولكن لا توجد طريقة لنقلها عبر الحدود إلى القطاع وتسليمها على نطاق واسع دون تعاون إسرائيل، ونحن نناشد إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الآن".

وقالت إسرائيل إن شاحنات محملة بالمساعدات عبرت إلى غزة دون أن يوزع ما فيها، واتهمت وكالات الإغاثة بإخفاقات لوجستية.

وبدأت الحرب عندما هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ما أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 31,400 شخص قتلوا في غزة منذ ذلك الحين.