حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا، مما قالا إنه "خطورة اجتياح" إسرائيل لمدينة رفح الفلسطينية، لما سيترتب على ذلك من تداعيات إنسانية، وُصِفَت بـ "الكارثية" وذلك خلال محادثاتهما في القاهرة.
كما جددت وزارة الخارجية المصرية، تحذيراتها من مخاطر شن أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، وذلك لما وصفته بـ "عواقب إنسانية وخيمة ستلحق بالمدنيين الفلسطينيين"، الذين لجأوا إلى هذه المدينة، باعتبارها "الملاذ الآمن الأخير" داخل قطاع غزة.
وطالبت مصر إسرائيل، بضرورة وقف ما اعتبرته القاهرة "سياسات العقاب الجماعي ضد سكان قطاع غزة، بما في ذلك الحصار والتجويع والاستهداف العشوائي للمدنيين وتدمير البنية التحتية، في انتهاك كامل لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، بحسب وصف البيان.
استئناف محادثات وقف إطلاق النار
من المتوقع استئناف المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة واتمام اتفاق الرهائن بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد، وفقا لوكالة أنباء رويترز وتقارير إعلامية أخرى.
فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين مصريين لم تسمهم أنه من المتوقع أن تستأنف المحادثات بعد ظهر اليوم بالدوحة مع احتمال تأجيلها إلى غدا الاثنين.
ونقلت رويترز عن مصدر إنه من المتوقع أن تشمل المحادثات الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، بما في ذلك عدد السجناء الفلسطينيين الذين من المحتمل إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية لغزة.
اقتراح حماس بثلاث مراحل
وكانت وسائل إعلام قد أفادت أن حماس قدمت للوسطاء اقتراحا جديدا بخطة من ثلاث مراحل من شأنها إنهاء القتال حيث تشمل المرحلة الأولى وقفا لإطلاق نار لمدة ستة أسابيع يتم خلالها إطلاق سراح 35 رهينة – نساء ومرضى وكبار السن – في غزة مقابل 350 سجينًا فلسطينيًا تحتجزهم إسرائيل.
كما ستطلق حماس سراح ما لا يقل عن خمس جنديات مقابل 50 سجينا، بما في ذلك بعض الذين يقضون أحكاما طويلة بتهم الإرهاب.
ووفق التقارير ذاتها يتضمن الاقتراح انسحاب القوات الإسرائيلية من شارعين محوريين في غزة والسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال غزة وبالتدفق الحر للمساعدات إلى المنطقة.
أما في المرحلة الثانية، يعلن الجانبان وقفا دائما لإطلاق النار وتطلق حماس سراح الرهائن الأحياء المتبقين مقابل المزيد من السجناء.
وفي المرحلة الثالثة والاخيرة، تسلم حماس الجثث التي تحتجزها مقابل رفع إسرائيل الحصار عن غزة والسماح ببدء إعادة الإعمار.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الاقتراح بغير الواقعي لكنه وافق على إرسال مفاوضين إلى قطر لإجراء المزيد من المحادثات.
نتانياهو: الضغوط الدولية لن تمنع عملية رفح
أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، أن قواته ستمضي قدما في هجوم بري مخطط له على رفح جنوبي قطاع غزة رغم تحذيرات من أنه قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وقال نتنياهو في مستهلّ اجتماع مجلس الوزراء "لن يمنعنا أي قدر من الضغوط الدولية من تحقيق كل أهداف الحرب... وللقيام بذلك سنتحرك أيضا في رفح".
وجاءت تصريحاته قبيل مناقشة مجلس الوزراء "تفويض" الوفد المقرر مغادرته إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن هدنة في غزة حيث تشن إسرائيل عملية عسكرية منذ أكثر من خمسة أشهر.
وأعلن مكتب نتنياهو أن الحكومة الأمنية ستجتمع، الأحد، لبلورة موقف وفد إسرائيل الذي سيتوجّه إلى قطر للتفاوض على صفقة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إطار هدنة في غزة.
وأشار بيان لمكتب نتنياهو إلى أن رئيس الوزراء دعا "حكومة الحرب والحكومة الأمنية (...) للاجتماع (الأحد) لاتخاذ قرار بشأن تفويض الوفد المفاوض قبل توجّهه إلى الدوحة".
مساعدات في ظل مخاطر مجاعة
ذكرت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الأحد أن شاحنات محملة بالطحين وصلت إلى شمال غزة لتوزيعها في مناطق لم تصل إليها مساعدات منذ أربعة أشهر، وذلك في ظل مجاعة تلوح في الأفق بالقطاع الفلسطيني وتحركات لاستئناف محادثات في قطر حول اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت وسائل إعلام وسكان إن قافلة من 12 شاحنة وصلت إلى شمال القطاع أمس السبت - ست شاحنات إلى مدينة غزة وست أخرى إلى مخيم جباليا للاجئين- محملة بإمدادات سيتم توزيعها أيضا في بيت لاهيا وبيت حانون في أقصى شمال غزة.
وذكرت منصة (الجبهة الداخلية-قطاع غزة) الإعلامية المرتبطة بحماس أن توزيع المساعدات يتم من خلال "اللجان الشعبية"، وقال مصدر في حماس إن أفراد أمن من الحركة قاموا بتأمين الطريق.
وحذرت وكالات الإغاثة من أن ضواحي غزة تواجه بالفعل مجاعة، إذ أبلغت مستشفيات في الشمال عن وفاة أطفال بسبب سوء التغذية والجفاف.
وفاقمت أزمة الجوع من الضغوط الدولية على إسرائيل بعد أكثر من خمسة أشهر من بداية حملتها البرية والجوية في غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، ومن المتوقع إجراء المزيد من المحادثات لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في الأيام المقبلة.
ألمانيا تدعو إلى تقديم المزيد من المساعدات
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة على الأرض، منتقداً خطط إسرائيل لشن هجوم واسع النطاق على مدينة رفح الجنوبية.
ودافعت إسرائيل في السابق عن خططها للهجوم على رفح، ووصفت ذلك بأنه "ضروري لإنهاء وجود حماس في القطاع".
وفي حديثه للصحفيين قبل زيارة إلى الشرق الأوسط، وصف شولتز الوضع في غزة بأنه "صعب"، مضيفًا أنه "من الضروري وصول المساعدات إلى غزة على نطاق أوسع الآن".
وتأتي تصريحات شولتز بعد يوم من وصول أول حزمة مساعدات بحرية لغزة عبر منظمة World Central Kitchen الخيرية الأمريكية بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة ، كانت تحتوي على 200 طن من المواد الغذائية، بما في ذلك الأرز والزيت والتمور.
تتدفق المساعدات إلى غزة ببطء منذ بداية الحرب التي بدأت بعد أن هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 31400 شخص في غزة، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
التعليقات