إيلاف من الرباط:صدر أخيرا للكاتب والصحافي المغربي نبيل دريوش، المتخصص في الشأن الإسباني وعلاقات المغرب بجارته الشمالية، كتاب جديد تحت عنوان "إسبانيا الآن .. تحولات المشهد السياسي الإسباني / 2008 - 2023".

وأعلن دريوش عن جديده، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث كتب: "هو كتاب عشت تفاصيله بدقائقها وتفاعلاتها، والتقيت بعضا من شخوصه الذين صنعوا الحدث بالمملكة الإسبانية.. قبل أن أكتبه. كتبته لأنني أدركت الحاجة الماسة اليوم لتقديم إسبانيا الجديدة إلى القارئ المغربي الشغوف بالتحولات السياسية الجارية ما وراء مضيق جبل طارق".

وأضاف دريوش: "ضمن دفتيه أعيد قراءة مخاضات الواقع السياسي الإسباني وأرسم مسارات الأحزاب السياسية الجديدة: بوديموس وسيودادنوس وبوكس، عبر رصد جذورها وأسباب ولادتها وتصورها للواقع الإسباني ومآلاتها، مثلما وقفت مطولا عند أخطر المنعرجات داخل الحزبين التقليدين: الحزب الاشتراكي العمالي والحزب الشعبي اليميني، ولم أغفل أسباب ومسارات الأزمة الكتالانية التي لا يمكن فهم تحولات المشهد السياسي الإسباني الحالي من دونها".

وشدد دريوش على أن "إسبانيا الآن"، كان محاولة منه "لتحليل الوضع وتقديمه للقارئ المغربي ليفهم ما حدث ويحدث بشبه الجزيرة الإيبيرية" لأن ذلك، في اعتقاده، شرط أساسي للإجابة على سؤال جوهري: "ماهي إسبانيا الآن؟"، وأيضا لتحديد "كيف يجب أن نبني مستقبلنا المشترك مع الجارة الشمالية ضمن سياقات إقليمية ودولية دقيقة".

مما نقرأ في غلاف الكتاب، الذي جاء في 233 صفحة، وصدر عن دار النشر "فاصلة": لا يمكن للقارئ بعد هذا السفر بين تضاريس المشهد السياسي الإسباني إلا أن يدرك أن إسبانيا الآن باتت مختلفة تماما عن إسبانيا الأمس التي حكمها فيليبي غونزاليث أو خوسي ماريا أثنار أو حتى لويس رودريغيث ثباتيرو، فالأزمة الاقتصادية وما تولدت عنها من تداعيات اجتماعية وسياسية غيرت الخريطة السياسية للأبد (...) خلقت هذه التحولات واقعا سياسيا جديدا بالبلاد، تمثل في تشرذم المشهد السياسي الذي أدى عدة مرات إلى إعادة الانتخابات، لتجنب الارتطام بالحائط، والخروج من النفق".

وأضافت ورقة ظهر الغلاف أن "إسبانيا الآن .. لم تعد كالأمس القريب. فقد باتت مختلفة تماما، وغطت سماءها نفس أجواء الحرب الأهلية الثانية، وهي مجبرة اليوم على القيام بتوافقات جديدة بين الأحزاب السياسية التقليدية، وما تبقى من الأحزاب الجديدة في المشهد، ونسج توافقيات أخرى بين الدولة المركزية وكاتالونيا الجريحة؛ لإنشاء أرضية جديدة للتعايش وللحفاظ على الوحدة الترابية للبلاد".

وخلصت الورقة إلى أن الخلاف سيتسمر حول ماهية إسبانيا، وسيتواصل النقاش الحاد حول كيف يجب أن تكون، لأن هذا الأمر بات جزءا من طبيعة إسبانيا نفسها منذ عقود خلت. لكن يجب أن نتنبه إلى أن هذا الخلاف لم يعد للبنادق فيه رأي، بل بات يدبر اليوم عبر لعبة القانون، ومتاهات صناديق الاقتراع، وبنود الدستور، ومنبر البرلمان، وفي استوديوهات وسائل الإعلام، وفي الساحات العامة".

يشار إلى أن دريوش راكم عددا من الكتابات التي تهم إسبانيا، في علاقة بجوارها، بينها "الجوار الحذر / العلاقات المغربية – الإسبانية من وفاة الحسن الثاني إلى تنحي خوان كارلوس"، وهو كتاب صدر، لاحقا، في ترجمة بالإسبانية، استهدفت القارئ الإسباني أو الناطق باللغة الإسبانية عموما.