لندن: كتبت النائبة الأوكرانية السابقة اليونا هليفكو مقالاً عبر صفحات التلغراف البريطانية، دعت فيه بريطانيا لعدم الاعتراف بانتخاب بوتين رئيساً، إذا كانت حقاً تريد اثبات حضورها العالمي، بعيداً عن حسابات الدول الأوروبية.

وفي التفاصيل :"لقد كانت الانتخابات الروسية، مجرد خدعة واعتداء على مفهوم الحرية ذاته. وردا على ذلك، يتعين على الغرب أن يسارع إلى إدانة رئاسة فلاديمير بوتن باعتبارها غير شرعية، دون النظر إلى اصطفاف الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لتهنئته".

سجن وقتل واسكات

وتابعت النائبة الأوكرانية عبر صفحات "التلغراف" :"يقوم نظام بوتين بشكل روتيني بسجن وقتل المعارضين السياسيين، وتسميم المنشقين، وإسكات الصحفيين. لقد توقفت روسيا عن كونها دولة ديمقراطية، هذا إن كانت كذلك بالفعل، منذ سنوات عديدة، ولكن هذه الانتخابات أزالت أي شكوك متبقية، فقد قامت الشرطة بدفع الناس إلى مراكز الاقتراع، أو اعتقالهم أثناء الاحتجاجات".

انتخابات في الأراضي الأوكرانية

وأضاف المقال :"الأسوأ من ذلك، وفي انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية، نظمت روسيا انتخابات في الأراضي الأوكرانية المحتلة،وأجبروا امرأة تبلغ من العمر ما يكفي لتتذكر أهوال الحرب العالمية الثانية، على التصويت، وباعتباري أوكرانية، أشعر بالرعب، و أشعر بالخجل كأوروبية".

يتاجرون مع روسيا

في حين أعربت بعض دول الاتحاد الأوروبي عن مخاوفها بشأن الانتخابات الروسية التي أجريت في أجزاء من أوكرانيا، فإن خطر اعتراف الدول الأوروبية بالنتائج لا يزال قائما. ففي نهاية المطاف، على الرغم من كل العقوبات، يواصل الكثيرون التجارة مع روسيا.

لحظة بريطانيا

وأضافت الكاتبة والسياسية الأوكرانية :"إذا كانت بريطانيا تريد أن تصبح "عالمية" حقاً، فقد تكون هذه لحظة مهمة، وهي ليست ملزمة بالامتثال لوجهات النظر التي يتبناها بعض اللاعبين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، بل يمكنها بدلاً من ذلك أن تقود الدول الأخرى، بما في ذلك بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، في توضيح أنه لن يحظى أي دكتاتور بالاعتراف على الإطلاق".

وتابعت "هليفكو " :"بوسع المملكة المتحدة أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فتؤكد أن خليفة بوتن الذي سوف يأتي من بعده، سوف يظل رئيساً غير شرعي إلى أن يحين الوقت الذي تنسحب فيه روسيا من أوكرانيا، وتدفع التعويضات، وتنخرط في مفاوضات جادة، وتتعامل مع جرائمها الماضية، وإرسال بوتن إلى لاهاي. وقد يكون هذا أحد أعظم مساهمات بريطانيا في انتصار أوكرانيا، ومرة أخرى في إحلال السلام في القارة الأوروبية".

بريطانيا أمة قوية

وأضافت البرلمانية الأوكرانية:" لقد كانت بريطانيا في طليعة الداعمين لأوكرانيا منذ بداية هذا الصراع، ووضعت زمام المبادرة للتحالف الغربي في كل شيء من الدبابات والطائرات المقاتلة إلى تدريب الجنود الأوكرانيين وتوقيع أول اتفاقية أمنية ثنائية مع كييف. وبدون ذلك، ربما لم تكن أوكرانيا لتتمكن من البقاء".

وجاء في ختام المقال :" الآن، مع بدء اتساع الشقوق في دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، تستطيع المملكة المتحدة أن تقوم بدورها القيادي من جديد، وهذا من شأنه أيضاً أن يبعث برسالة إلى جورجيا ومولدوفا وبيلاروسيا مفادها أن معاركها من أجل الحرية مستمرة، وفاعلة".