نبدأ جولتنا من صحيفة ذا ناشيونال، ومقال رأي بعنوان "هل إقناع نتانياهو والسنوار بالموافقة على صفقة أمر بعيد المنال؟" كتبته راغدة درغام.

يتناول المقال المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، بين إسرائيل وحركة حماس.

وتعتبر الكاتبة أن "أحد التحديات الرئيسية في هذا الصدد هو التوصل إلى توافق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار . وبالفعل، تحتدم معركة وجودية بين الرجلين، حيث يعتقد كل منهما أن الفوز في هذه الحرب يمكن أن يساعده في تحقيق أهدافه الأيديولوجية".

و"تكمن المشكلة في عدم قدرة المفاوضين على التأثير على أي من الزعيمين في هذا المنعطف من الحرب"، وفق الكاتبة.

وتعتبر الكاتبة أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن غير قادرة على استخدام نفوذها على الحكومة الإسرائيلية"، "كما أن اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط المشاركين في المفاوضات ليسوا قادرين على الضغط على السنوار لإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية الفلسطينية على معركته الأيديولوجية. وفي الواقع، ينظر السنوار إلى الرهائن... على أنهم أوراق مساومة لنفسه، ولمجموعته، وللمستقبل الفلسطيني".

وتعتبر الكاتبة أن هذا هو ما "دفع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للعودة إلى الشرق الأوسط للمرة السادسة، ممسكاً بدقة بزمام التعامل مع جميع الأطراف المعنية، على أمل تحقيق الاختراق الذي يمكن أن يظهره بايدن للأميركيين في حملة إعادة انتخاب صعبة".

ومع ذلك، "يعمل بلينكن على تقليص آمال إدارته في التوصل إلى صفقة كبرى. وهو يسعى فقط إلى إيجاد حلول مؤقتة من خلال الضغط الناعم، خشية أن يؤدي الضغط القاسي إلى نتائج عكسية بالنسبة للبيت الأبيض"، وفق الكاتبة.

وقد وصل بلينكن إلى المنطقة "متسلحاً باستعداد إدارته لدعم قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار للمرة الأولى، بعد العرقلة المستمرة من جانب البيت الأبيض لأي محاولة من هذا القبيل في الأشهر الستة الماضية تقريباً".

و"يشير هذا إلى اتساع الفجوة بين إدارة بايدن وحكومة نتانياهو. ومن ناحية أخرى أوضحت واشنطن لحلفائها العرب أنها تربط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين"، وفق المقال.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار.
Getty Images
تقول الكاتبة إن "السنوار هو من يحمل بطاقة الرهائن في يده ويريد استخدامها في صفقات تخدم مصالحه".

"ويتطلب الاقتراح الأميركي أيضا تعاون حماس ورضوخها لحل وسط يتضمن نزع سلاحها في رفح، والانسحاب المنظم لجميع القوات المسلحة، التي يبلغ عددها بالآلاف، من رفح تحديدا وغزة ككل، كمفتاح لإنقاذ أرواح المدنيين. وتتفق إدارة بايدن مع الحكومة الإسرائيلية على هدف إنهاء الوجود العسكري لحماس في غزة. لكن يبقى السؤال: كيف؟"، بحسب المقال.

وترى الكاتبة إن "البديل للتوغل الإسرائيلي المحتمل في رفح- والذي يهدف إلى القضاء على البنية التحتية العسكرية لحماس- هو، من وجهة النظر الأميركية، أن يقوم أولئك الذين يتحدثون مع السنوار بإقناعه بالموافقة على مغادرة غزة وإطلاق سراح الرهائن، وبالتالي إنقاذ الفلسطينيين من الإبادة والتهجير القسري".

وتقول: "المشكلة هي أن السنوار هو من يحمل بطاقة الرهائن التي يريد استخدامها في صفقات كبرى تخدم مصالحه. وقد رفض حتى الآن الاستجابة لمطالب من يتحدثون معه، ما قد يشجع بعض الدول العربية على إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية، من خلال الدفع باتجاه إصلاحات داخلية تساعد في تمكينها من إدارة غزة بعد الحرب ذات يوم"، وفق الكاتبة.

وخلال زيارة بلينكن "أعرب المسؤولون العرب عن استعدادهم للتحدث مع إسرائيل، حول خارطة طريق نحو دولة فلسطينية مبنية على الإصلاحات والشفافية، وإشراك جيل جديد في بنائها".

وكتبت: "لكن في الواقع، يظل حق النقض على هذه التطلعات في أيدي كل من السنوار ونتانياهو".

واختتمت الكاتبة مقالها: "في الوقت الراهن، لا يزال السباق بين الدبلوماسية والعدوان العسكري مستمراً، إذ أصبح مصير الملايين من الفلسطينيين على المحك".

"دعم إسرائيل وأوكرانيا"

وننتقل إلى صحيفة التليغراف البريطانية، ومقال بعنوان "فقط بدعم حلفائنا سنكون آمنين"، كتبه ريتشارد كيمب.

يستهل الكاتب مقاله بالحديث عن الهجوم المسلح الذي استهدف قاعة للحفلات في ضواحي العاصمة الروسية موسكو مؤخرا، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى، معتبرا أنه "تذكير مدمر بأن التهديد الذي يشكله الجهاد الإسلامي العالمي لم يختف أبدا، وتعتقد المخابرات الأميركية أن مذبحة قاعة (كروكوس سيتي هول) كانت من عمل ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية".

ويستعرض الكاتب التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة والتنظيمات الجهادية الأخرى على أوروبا والغرب، من وجهة نظره، معتبرا أن "هذه التهديدات زادت بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021".

وكتب: "لقد عرّض هذا الانسحاب مواطنينا للخطر، وشجع الجهاديين وأعدائنا الآخرين مثل بوتين (الرئيس الروسي) الذي رأى بلا شك الضعف الغربي كضوء أخضر لالتهام أوكرانيا"، معتبرا أن "الغرب فشل في التصدي بشكل لائق للغزو الروسي لأوكرانيا الحليفة".

"والآن نفعل نفس الشيء في الشرق الأوسط، حيث تقاتل إسرائيل الجهاديين في غزة. حماس ليست تنظيم الدولة الإسلامية، لكنهم يشتركون في نفس الأيديولوجية الجهادية، وقد تدربوا وقاتلوا معا ضد إسرائيل ومصر". "ولكن بينما تتجه الحرب في غزة نحو مراحلها النهائية، كما هي الحال مع أوكرانيا، يبدو أننا عازمون على منع حليفتنا (إسرائيل) من الفوز"، وفق الكاتب.

وأشار الكاتب إلى أن "الولايات المتحدة حاولت تمرير قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار. ويهدد وزير خارجيتنا (وزير خارجية بريطانيا) بفرض حظر على (تصدير) الأسلحة لإسرائيل، استنادا إلى أسس مشينة مفادها أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لإيصال المساعدات إلى غزة، ولأنها لا تسمح للصليب الأحمر بالوصول إلى أسرى حماس الإرهابيين".

وكتب: "إن الإنصاف هو النهج الخاطئ تماما عند مواجهة أعداء خطرين. إن السماح لحماس بالانتصار على إسرائيل، ومنعها (إسرائيل) من تدمير الجماعة الإرهابية، له نفس التأثير مثل السماح لروسيا بالانتصار على أوكرانيا. وسوف يسمح هذا لحماس أن تهاجم إسرائيل مرة أخرى. وسيجري تعزيز نشاط زملائهم الجهاديين على مستوى العالم".

"إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة"

الرئيس الأمريكي جو بايدن.
Getty Images
يرى الكاتب أن "تحذير بايدن لإسرائيل من عزلة دولية ينطبق على واشنطن أيضا".

نختتم جولتنا برأي مغاير من صحيفة الشرق الأوسط، ومقال بعنوان "إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة"، كتبه السياسي الفلسطيني نبيل عمرو.

وكتب: "حرب غزة عمّقت انقسام العالم، ومعارك (الفيتو) المتبادلة أظهرت ذلك، بعد أن سبقت الشوارعُ مراكزَ القرارات الرسمية في إدانة المقتلة الإسرائيلية الفادحة، التي لم يعد الضمير الإنساني قادراً على التغاضي عنها كما كان يحدث من قبل".

واعتبر الكاتب أن "الضحية الأولى (للرأي العام العالمي) قبل إسرائيل هي أميركا، التي تحاول بدبلوماسيتها كثيرة الحركة وقليلة المردود، أن تتجنب المسؤولية الأولى عن هذه الحرب، إلا أنها لا تفلح، فهي ما تزال في نظر العالم الشريك المباشر فيها إن لم نقل عرابها الأعلى".

ويرى الكاتب أن واشنطن ارتكبت "سلسلة أخطاء أولها وأشدها فداحة دمج الموقف والسلوك الأميركي بالموقف الذي صمَمه نتانياهو".

وأشار الكاتب إلى "عرقلة واشنطن صدور قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار، واستمرارها في تزويدها إسرائيل بالأسلحة"، معتبرا أن الرد الإسرائيلي على هجوم حماس "تجاوز الحد الذي يمكن أن يهضمه العالم، ليبلغ مستوى تجاوز كل الحدود".

وأشار الكاتب إلى "مخاطر اتساع الحرب التي تلامس حدود مصر والأردن وخطورتها عليهما وكلاهما صديق لواشنطن".

واختتم: "نُقل عن بلينكن وقبله الرئيس بايدن تحذيرهما لإسرائيل من عزلة دولية، إذا ما استمرت في حربها على غزة، وإذا ما واصلت الحرب باجتياح رفح، وهذا التحذير لا يخص إسرائيل وحدها، بل أميركا كذلك، فها هي تواجه الإخفاق حيثما ذهبت، وهذا يعني تزايد العزلة عن الأصدقاء والحلفاء والشعوب".