نبدأ جولة الصحف من صحيفة الغارديان البريطانية، التي ركزت على "الكارثة التي تجري في قطاع غزة"، والتي توارت قليلا عن الاهتمام العالمي بسبب التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران، حسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إنه في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالأزمة مع إيران، لا تزال غزة تعاني، وانحسرت الآمال في وقف إطلاق النار، واستمرت المخاوف بشأن الهجوم على رفح، وظلت المساعدات الإنسانية غير كافية على الإطلاق.
ونقلت تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس، من أن الشرق الأوسط "على شفا الهاوية"، وأن "خطأ واحد في الحسابات، أو سوء فهم، يمكن أن يؤدي إلى ما لا يمكن تصوره".
وأوضحت الغارديان أن إسرائيل تعهدت بالرد على الهجوم الإيراني على أراضيها في نهاية الأسبوع، ردا على قتل إسرائيل قادة عسكريين إيرانيين في منشأة دبلوماسية إيرانية في دمشق، "وهو ما يجعل من الصعب أن نثق في قدرة أي منهما على التحكم في تصرفاته، عندما يكون كلاهما قد أخطأ في الحكم بالفعل".
وشددت على أن شبح اتساع الصراع الإقليمي وما قد ينتج عنه من ضحايا، لا يجب أن يصرف الانتباه عما يقرب من 34 ألف فلسطيني قتلوا بالفعل في غزة، وفقا للسلطات الصحية في غزة، وغيرهم الكثير الذين سيموتون قريبا بدون الحصول على مساعدة فورية، وهو ما وصفه غوتيريش بـ "مشهد الجحيم الإنساني".
كما أن جو بايدن، الذي فقد دعم حزبه بسبب تعامله مع غزة - تقول الصحيفة - زاد أخيرا الضغط على إسرائيل في أعقاب مقتل عمال الإغاثة الأجانب هذا الشهر، مما أدى إلى فتح المزيد من نقاط العبور للسلع الإنسانية والتعهد بزيادة إمدادات المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء.
ومع هذا تشير الغارديان إلى أن التقدم بطئ في الواقع، وغير متسق وغير كاف على الإطلاق، ورغم "تحسن" بعض الأمور إلا أن هناك مشاكل أخرى ظهرت.
بايدن "وبّخ" نتنياهو وسيقيّم دعمه "الثابت" للحملة الإسرائيلية - واشنطن بوست
هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثالثة؟- الإندبندنت
الهجوم الإيراني على إسرائيل "يقدم لنتنياهو شريان حياة"
إذ لا تزال هناك قيود على شحنات المساعدات وانهيار للأمن، والمجاعة لا تزال تسيطر على السكان، وخاصة في الشمال. وحتى لو حدثت نهاية غير متوقعة للحرب غدا وتم توزيع كميات هائلة من المساعدات في جميع أنحاء غزة، فإن المجاعة التي بدأت بالفعل ستستمر في حصد الأرواح.
وتضاءلت الآمال في وقف إطلاق النار أيضا. ويلوح في الأفق احتمال شن هجوم على رفح حيث فر ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص هربا من القتال في أماكن أخرى.
وترى الصحيفة أن المساعي الملحة لمنع اندلاع حريق إقليمي لا تعني بالضرورة تأجيل غزة إلى مرحلة لاحقة، وبعيدا عن ذلك: فالقضيتان مرتبطتان ارتباطا وثيقا.
وتقول الغارديان، إنه من الممكن أن يساعد وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، إلى جانب الزيادة الموعودة في المساعدات، في نزع فتيل التوترات الإقليمية وإيجاد طريق للخروج من المخاطر.
انقسام في إسرائيل بشأن طريقة الرد على إيران
نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، تقريرا من إسرائيل حول "انقسام الرأي العام الإسرائيلي حول كيفية الرد على الضربة الإيرانية"، للكاتبان جيمس شوتر، في القدس، ونيري زيلبر، في تل أبيب.
وأشارت إلى أنه طوال ستة أشهر من الحرب في غزة، أيد الرأي العام بأغلبية ساحقة العملية العسكرية بهدف تدمير حماس وتحرير الرهائن، الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.
ولكن لا يوجد مثل هذا الإجماع حول كيفية الرد على التهديد الإيراني، الذي أدى هجومه على إسرائيل في الساعات الأولى من يوم الأحد إلى إحياء المخاوف من احتمال تصاعد الأعمال العدائية التي اجتاحت الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن استطلاعا للرأي أجرته الجامعة العبرية في القدس هذا الأسبوع أظهر أن 52 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أنه لا ينبغي الرد على الهجوم الإيراني، بينما اعتقد الباقون أن إسرائيل يجب أن تنتقم، حتى مع المخاطرة بتمديد المعركة الحالية.
وقد انعكس انقسام الجمهور الإسرائيلي على النقاشات داخل حكومة الحرب المكونة من خمسة أشخاص بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووفقا لمسؤول حكومي، فإن مجلس الوزراء الحربي، الذي يضم وزير الدفاع يوآف غالانت، وقائد الجيش السابق والسياسي المعارض حاليا بيني غانتس، اتخذ قرارا "من حيث المبدأ" للانتقام من إيران.
ونقلت الصحيفة ما ذكره أمير أفيفي، القائد الكبير السابق في الجيش الإسرائيلي، الذي قال: "لقد انتظرت إسرائيل لفترة طويلة جداً للتعامل مع المواقع النووية الإيرانية، وأعتقد أن هذه فرصة فريدة لضربها بقوة".
أسباب تغيير الموقف الأمريكي ودوافعه
اهتمت صحيفة القدس الفلسطينية بأسباب تغير الموقف من تأييد إسرائيل في الحرب على غزة إلى انتقادها وعدم القبول بخطط اجتياح رفح جنوبي القطاع، أو حتى عدم المشاركة الأمريكية في الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير.
ورصد الكاتب الفلسطيني حمادة فراعنة في مقاله بالصحيفة، أسباب التحول الأمريكي، وأنه يرجع إلى "إخفاق (إسرائيل) المستعمرة خلال ستة أشهر في معالجة تداعيات هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفشلها في قتل واجتثاث حركة حماس وقياداتها، وفشلها في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون مبادلتهم بسجناء".
والسبب الثاني وفق الصحيفة هو "التطرف الإسرائيلي المتعمد بقتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير بيوتهم، وفق نظرية ما يُسمى لافندر والذكاء الصناعي".
وثالثا، "يأتي الإحراج الذي سببته الاحتجاجات والمظاهرات الأوروبية والأمريكية تضامنا ودعما وتأييدا للفلسطينيين"، كما يقول الكاتب.
ويرى الأخير أن انتخابات الرئاسة الأمريكية وتماسك واتفاق الأمريكيين من أصول فلسطينية وعرب ومسلمين وأفارقة ولاتينيين، بوضع ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع المقبلة، وعدم انتخاب كلا من المتنافسين بايدن وترامب، قد يؤثر سلباً على فرصة الرئيس بايدن في النجاح.
ونقلت الصحيفة ما ذكره الصحفي الأمريكي فريدمان حينما قال: "الرئيس بايدن سيكون آخر رئيس أمريكي يدعم إسرائيل- المستعمرة، براحة وعزيمة وقناعة، ذلك لأن التطورات التي تجتاح الشارع الأمريكي بما فيه الشارع اليهودي، ستتغير أولوياته، بسبب قناعات وإرادة وتوجهات شباب الجامعات الأمريكية لصالح فلسطين وضد المستعمرة وسلوكها وتطرفها".
التعليقات