أنقرة: تحت عنوان "رئيس حزب ومرشح سابق للرئاسة التركية.. من هو صلاح الدين دميرتاش المحكوم بالسجن 42 عاما"؟ تناول تقرير فرنسي قصة السياسي الكردي، الذي يعد رمزاً للمقاومة الديموقراطية.

وقبل الخوض في تفاصيل التقرير، فقد أكد صلاح الدين دميرتاش، عقب الحكم عليه بالسجن :"لمجرد أنني عوقبت لا أقول سيأتي الطوفان ورائي، ولكن طالما تم التوصل إلى الحل الديمقراطي والسلام فلن نتردد في دعمه، والهدف الرئيسي لنا جميعا، مثل أصدقائنا الذين يمارسون السياسة في الخارج، هو توفير حلول بدون أسلحة وعنف".

واختتم :"الجمهورية التركية ترى أن نضال الأكراد في السياسة الديمقراطية وتعزيز وجودهم بهذه الطريقة الهادئة، أخطر من الذهاب إلى الجبال والحصول على الأسلحة".

تقرير الفرنسي تناول قصة السياسي التركي، مشيراً إلى أنه يعد رمزاً للمقاومة الديموقراطية، وعلى الرغم من شهرته بهذه الصفة، إلا أن القضاء التركي حكم عليه بالسجن 42 عاماً، على خلفية تظاهرات عنيفة اندلعت عام 2014 تنديدا بحصار تنظيم الدولة الإسلامية لمدينة كوباني ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا.

وتمت إدانة دميرتاش (51 عاما) المسجون منذ 2016 وسبق أن تنافس مرتين في الانتخابات مع الرئيس رجب طيب إردوغان، بعشرات الجرائم بما في ذلك تقويض وحدة الدولة وسلامة أراضيها. فمن هو صلاح الدين دميرتاش؟

صلاح الدين دميرتاش وفقاً للتقرير الذي نشره موقع "مونت كارلو الدولية" هو سياسي ومحام تركي، ولد في 10 نيسان (أبريل) 1973 في مدينة بالو بمحافظة إيلازيغ في تركيا.

يعد دميرتاش (دميرطتاش) أحد الشخصيات المحورية في السياسة التركية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الأكراد والقضايا الديمقراطية.

قانوني وسياسي
حصل دميرتاش على شهادة في القانون من جامعة أنقرة، وبعد تخرجه، عمل كمحام وناشط في مجال حقوق الإنسان وهو الدور الذي مهد له الطريق لدخول عالم السياسة.

بفضل نشاطه المكثف في مجال حقوق الإنسان، تمكن دميرتاش من بناء سمعة قوية كمحامٍ ملتزم بالدفاع عن القضايا العادلة.

انضم دميرتاش إلى حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، الحزب الرئيسي الذي يمثل الأكراد في تركيا، حيث تدرج في صفوفه إلى أن تمكن من الوصول لرئاسته في عام 2014.

تحت قيادته، نجح حزب الشعوب الديمقراطي في تحقيق نجاحات كبيرة، منها دخول البرلمان التركي عدة مرات والعمل على قضايا الأكراد والديمقراطية في البلاد.

رجل السلام في ملف حزب العمال
وخلال مسيرته السياسية، كان له دور كبير في محاولات تحقيق السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني (PKK)، حيث سعى إلى إيجاد حلول سلمية للصراع الطويل الذي أرهق البلاد، بفضل مواقفه الجريئة والخطابية المؤثرة.

الاعتقال والمحاكمات
في تشرين الثاني (نوفمبر ) 2016، تعرض دميرتاش للاعتقال بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض على العنف، وهي تهم يعتبرها هو ومؤيدوه ذات دوافع سياسية.

على الرغم من الانتقادات الدولية والدعوات للإفراج عنه، بقي دميرتاش محتجزا لفترات طويلة.

وفي عدة مناسبات، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارات تطالب بالإفراج عنه، معتبرة أن احتجازه ذو طابع سياسي.

رمز عالمي للمقاومة الديموقراطية
لا تقتصر شهرة دميرتاش على تركيا فحسب، بل تمتد إلى الساحة الدولية، إذ يحظى بدعم من العديد من منظمات حقوق الإنسان والسياسيين في أوروبا وأماكن أخرى، ويُعتبر رمزا للمقاومة الديمقراطية في تركيا.