سيول: وصل رئيسا وزراء الصين واليابان إلى سيول الأحد للمشاركة في قمة ثلاثية مع رئيس كوريا الجنوبية، يُتوقع أن تركز على القضايا الاقتصادية بدلا من المسائل الجيوسياسية.

من المقرر أن يلتقي كل من رئيسي الوزراء الصيني لي تشيانغ والياباني فوميو كيشيدا، الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بشكل منفصل.

والاثنين يعقد الزعماء الثلاثة اجتماعا ثلاثيا هو الأول من نوعه منذ خمس سنوات بسبب وباء كوفيد بالاضافة إلى الخلافات الدبلوماسية والتاريخية بين كوريا الجنوبية واليابان، القوة الاستعمارية السابقة.

ويخوض البلدان نزاعات قضائية يتعين حلها على خلفية احتلال اليابان لشبه الجزيرة الكورية في الفترة من 1910 إلى 1945.

وانتهج رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول منذ تسلمه السلطة في أيار (مايو) 2022، سياسة تقارب مع اليابان، في مواجهة التهديد الكوري الشمالي.

قبل مغادرته إلى سيول، قال رئيس الوزراء الياباني إنه منذ القمة الثلاثية الأخيرة، "تغير مشهدنا الإقليمي والعالمي بشكل كبير" مضيفاً أن هذا الاجتماع الجديد "مهم للغاية".

ومن المقرر أن يعقد الرئيس الكوري الجنوبي اجتماعًا ثنائيًا مع رئيس الوزراء الصيني الذي يقوم بأول زيارة له إلى كوريا الجنوبية منذ توليه منصبه في آذار (مارس) 2023، قبل أن يلتقي كيشيدا.

وسيتناول الزعماء الثلاثة العشاء معا مساء الأحد.

ورغم إجراء كوريا الشمالية تجارب أسلحة أكثر تقدما من أي وقت مضى وإجراء الصين تدريبات عسكرية واسعة يومي الخميس والجمعة حول تايوان، يتوقع خبراء أن تتجاهل القمة القضايا الأمنية وتسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة لتحقيق مكاسب دبلوماسية سهلة.

تجاوز الخلافات
وقال مسؤول في المكتب الرئاسي في سيول إن القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية "يصعب حلها بشكل واضح وسريع في وقت قصير" لذا ستركز القمة بشكل أكبر على التعاون الاقتصادي.

وأضاف "تجري حاليا مناقشة إعلان مشترك"، مشيرا إلى أن سيول ستحاول أن تُدرج فيه القضايا الأمنية "إلى حد ما".

واشارت صحيفة هانكوك إيلبو الكورية الجنوبية في افتتاحيتها إلى "أهمية التعاون بين الدول الثلاث التي تمثل 20 بالمئة من سكان العالم وتجارته، أي 25 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي".

واضافت الصحيفة "من المهم جدًا أن تتحلى الدول الثلاث برغبة في تجاوز خلافاتها".

وتعدّ الصين أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية وحليفا دبلوماسيا رئيسيا لها، وقد قاومت في السابق إدانة بيونغ يانغ بسبب اختباراتها العسكرية، وانتقدت بدلا من ذلك التدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

في آب (أغسطس) الماضي، أعلنت سيول وطوكيو وواشنطن تدشين "حقبة جديدة" من التعاون الأمني عقب قمة تاريخية استضافتها الولايات المتحدة في منتجع كامب ديفيد.

وندّدت بكين بالبيان الختامي للقمّة والذي انتقد فيه الحلفاء الثلاثة "السلوك الخطير والعدواني" للصين في النزاعات البحرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

والعام الماضي، قال رئيس كوريا الجنوبية إن التوتر بسبب تايوان يعود إلى "محاولات تغيير الوضع الراهن بالقوة".

ودانت الصين مؤخرا مشاركة نائب كوري جنوبي وممثل سيول في تايبيه في حفل تنصيب رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي.