إيلاف من تل أبيب: "لا سلام مع مصر، والسيسي منذ وصوله إلى السلطة يجهز نفسه للحرب مع إسرائيل"، بهذا العنوان "شديد التطرف" في قراءة الحاضر وتوقع المستقبل، قالت صحيفة معاريف الاسرائيلية إن مصر لا تعترف باتفاقية السلام مع اسرائيل واقعياً، فالسفير الاسرائيلي في القاهرة لا يمارس عمله في مكان يمكن القول إنه سفارة بالمعنى المفهوم، بل إنه يتوارى عن العيون في منزل تتم حمايته أمنياً، وأشارت إلى أنه لا يوجد سائح مصري واحد يزور تل أبيب مثلاً.
وجاء في تحليل الصحيفة الاسرائيلية :"المقدم إيلي ديكل، ضابط مخابرات سابق متخصص في دراسة مصر، يشرح طبيعة علاقاتنا مع المصريين، ويحذر من حرب وشيكة، ويقول: "العلاقات ليست في قلبه أبدًا"، وعلى خلفية الحادث الذي وقع في معبر رفح، والذي أطلق فيه جندي مصري النار على قواتنا ردوا بإطلاق النار وقتلوه، تحدث المقدم المتقاعد إيلي ديكال لـ"معاريف" للتوضيح معنى الحادث.
العقيد ديكال يتحدث
درس العقيد ديكال أنظمة البنية التحتية في الدول العربية خلال معظم فترة خدمته العسكرية، ودرس مصر لأكثر من 60 عامًا. منذ تقاعده من منصبه كرئيس لفرع أبحاث المنطقة والأهداف في قسم الأبحاث في AMN، واصل ديكال الانخراط في الموضوع من خلال بحثه المعتمد بشكل أساسي على صور الأقمار الصناعية من Google.
لا سلام حقيقي مع مصر
ويعترف ديكل بأنه ليس لديه أي معلومات حول الحدث المحدد بخلاف ما تم نشره في وسائل الإعلام، ولكن بقدر ما يعكس الحدث أو ينبع من العلاقة مع المصريين، فإن لديه رأي ثابت وثابت بشأنه.
وتضيف معاريف :" يصف اتفاق السلام مع مصر بأنه "عمل لم ينطلق قط"، ويتذكر عدة حوادث أطلقت فيها القوات المصرية النار على قواتنا أو على مدنيين إسرائيليين، منذ توقيع اتفاقية السلام"
المصريون قتلوا الكثير منا
ويقول: "كانت هناك حادثة قتلوا فيها مقدم في الجيش الاسرائيلي من أصل درزي، وكانت هناك حادثة قيام جندي مصري بقتل مجندة في قاعدة رفح إيلات، ويوم بدأت الحرب، في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وفي خضم الأحداث، قام رجل أمن مصري بقتل ركاب حافلة في الإسكندرية".
ويتابع :"وفي حزيران (يونيو) قبل نحو عام، قُتل جندي وجندي من جيش الدفاع الإسرائيلي في موقع على الحدود المصرية، برصاص جندي مصري توغل في الأراضي الإسرائيلية، وأثناء القضاء عليه قُتل جندي ثالث".
مصر لم تعتذر أبداً
ولفت ديكل إلى ردود الفعل على الأحداث: "مصر لم تعتذر أبدا عن ذلك. وعادة ما تقول إن ذلك اضطرابات عقلية لمرتكبي حوادث القتل".
يقول ديكل: "هذه ليست المرة الأولى، ولا الثانية، آمل أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يطلقون فيها النار علينا".
وعن طبيعة العلاقات بين البلدين، يذكر أيضاً أنه في أحداث من هذا النوع يغادر السفير المصري إسرائيل. ويقدر أنه "إذا حسبت كل السنوات التي لم يكن فيها سفير لمصر في إسرائيل، طوال الأربعين سنة من السلام، فإنه في أكثر من 25% من الوقت، لم يكن هناك سفير مصري في إسرائيل".
سفيرنا ليس سفيراً وسفارتنا ليست سفارة
ويدعي أنه "يبدو أن هناك اليوم سفارة في مصر، لكنها ليست سفارة في الواقع". ويعتمد ديكل على تصريحات اللواء عاموس جلعاد، الذي تواجد في مصر عدة مرات، وشارك في المحادثة مع الرئيس السيسي، ولذلك فهو يعلق أهمية كبيرة على كلماته.
وبحسب ديكل، فيما يتعلق بالسفير الإسرائيلي في القاهرة، قال جلعاد عام 2019 في جامعة تل أبيب إن "موقف المصريين تجاهنا صعب وأن السفير يختبئ في أحد المنازل ويطلقون عليه اسم 'السفارة'".
وفيما يتعلق بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة، يقول ديكال إنها منذ أن اشتعلت فيها النيران عام 2011، "وهي في مكان مخفي وشبه خاملة.
وحتى لو كان هناك علم - فهو صغير". ويضيف: "كانت هناك قنصلية في الإسكندرية، واليوم لا توجد قنصلية". ويشير ديكل إلى أن "هناك علاقة أخذ وعطاء في مجال الأمن".
علاقة تنسيق أمني فقط
وأضاف: "الأمر يتعلق بنقل معلومات حول هجمات إرهابية محتملة ينقلها المصريون إلينا، ونحن نساعدهم في التعامل مع الإسلاميين المتطرفين الذين يلحقون الضرر بمصر".
لكن العلاقات السلمية بين البلدين غير موجودة: "لم تكن هناك سياحة منذ كتابة اتفاق السلام، ولم أر سائحا مصريا في تل أبيب".
وفي تلخيص كلامه، يؤكد ديكل: "أنا لا أمارس الدبلوماسية، مجال خبرتي هو المعلومات عن البنى التحتية"، وهو يعتقد أن "الأمر لا يقتصر على عدم وجود علاقات حقيقية".
وفي الختام أطلق ديكل قنبلة قائلاً: "منذ وصول السيسي إلى السلطة، وهو يجهز نفسه للحرب مع إسرائيل".
التعليقات