وجه رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر لحظة وصوله إلى واشنطن للمشاركة بقمة (الناتو) رسالة "واضحة للغاية" لبوتين غداة الغارة على مستشفى للاطفل في كييف.
وهذه هي القمة الأولى للسير كير ستارمر لـ(الناتو) التي يشارك فيها كرئيس للوزراء، وسيدعو الحلفاء إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، لكنه اتُهم بـ "اللعب بالنار" من خلال تأخير قرار المملكة المتحدة بشأن الوصول إلى إنفاق 2.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى متن الطائرة، أثناء الرحلة إلى واشنطن، سُئل ستارمر عن الغارة الروسية على مستشفى للأطفال في أوكرانيا، وما هي رسالته إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن هذا الهجوم كان "مروعا"، مضيفا أن رسالته "واضحة للغاية".
وأضاف أن "قمة الناتو هذه هي فرصة للحلفاء للوقوف معًا لتعزيز تصميمهم، خاصة في ضوء هذا الهجوم المروع ضد العدوان الروسي".
تصريح ساندرز
ةسُئل السير كير أيضًا عن تعليق الجنرال السير باتريك ساندرز، الذي حذر من أن العالم يواجه "لحظة خطيرة مثل أي وقت مضى منذ عام 1945".
ومع أخذ ذلك في الاعتبار، هل يستطيع السير كير وضع جدول زمني لإنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع؟ وقال: "أنا ملتزم بنسبة 2.5% ضمن قاعدتنا المالية".
وقال السير كير، إن الأمر يتعلق في الوقت الحالي "بمناقشة كيفية تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا عملياً وإرسال رسالة واضحة للغاية إلى بوتين بأننا سنقف ضد العدوان الروسي أينما كان في العالم".
وقال تحليل إخباري إن كير ستارمر يستغل رحلته إلى واشنطن لحضور قمة كبرى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا الأسبوع للإعلان عن التزام "حديدي" بزيادة الإنفاق على القوات المسلحة إلى 2.5% من الدخل القومي، من ما يزيد قليلاً عن 2%.
لكن ذلك جاء دون تحديد إطار زمني واضح، وهو ما يجعل الوعد يبدو ضعيفاً على الفور في نظر الحلفاء والأعداء.
مراجعة الدفاع الاستراتيجي
وكشفت الحكومة البريطانية أيضًا عن أنه سيتم إطلاق "مراجعة الدفاع الاستراتيجي" الأسبوع المقبل، لكن لم يتمكن الوزراء من تحديد موعد الانتهاء منها إلا "خلال العام المقبل".
وحسب التحليل الاخباري فإن هذا يعني أن أي يقين بشأن حجم وشكل وميزانية القوات المسلحة، التي تم تفريغها بسبب عقود من التخفيضات في ظل إدارات المحافظين والعمال السابقة، لن يتحقق حتى الصيف المقبل.
وفي الوقت نفسه، سوف يضغط السير كير على الحلفاء الأوروبيين الآخرين لإنفاق المزيد مع تكيف دول الناتو في أوروبا بحيث تصبح أقل اعتمادا على الولايات المتحدة ــ وهو التحول الذي سيصبح أكثر إلحاحا إذا أعيد انتخاب دونالد ترامب.
وقال مصدر دفاعي "إنه أمر متناقض". واضاف: "ستطلب الحكومة من أعضاء الناتو إنفاق 2.5%، لكنها ستزعم أنها لن تفعل ذلك بنفسها حتى تسمح القواعد المالية بذلك. ولكي أكون صادقاً، فأنا في حيرة من أمري".
تحد فوري لوزير الدفاع الجديد
وقال التحليل الإخباري لقناة (سكاي نيوز): لقد أمضى جون هيلي، وزير الدفاع الجديد، السنوات الأربع الماضية في الإعداد لهذا المنصب، وهو على دراية جيدة بالتحديات والتعقيدات التي تنطوي عليها إعادة بناء القوات المسلحة، وكذلك تأمين قيمة أفضل بكثير مقابل المال من ميزانية الدفاع.
وهذا يعني أنه سيكون لديه بالتأكيد أفكار بالفعل حول نتيجة المراجعة. وسيعرف أيضًا أنه بدون استثمار سريع وكبير، سيتعين اتخاذ قرارات صعبة لخفض البرامج التي لا يتم تمويلها حاليًا.
التعليقات