واشنطن: تتجه الأنظار إلى مدينة شيكاغو الأميركية بانتظار انطلاق أعمال المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي.
المؤتمر سيتيح لهاريس منصة لتعرض رؤيتها أمام جمهور أميركي ما زال يحاول فهم توجهاتها مع تقدمها السريع إلى صدارة المشهد، بعدما أمضت الأعوام الماضية نائبة للرئيس جو بايدن واكتفت بدور ثانوي.
وستلقي هاريس كلمتها في آخر أيام المؤتمر يوم الخميس، وستكون حاضرة أيضاً إلى جانب بايدن لدى إلقائه كلمته الاثنين، رغم أن دور الرئيس الحالي بات ثانوياً في هذه الحملة.
ومن المقرر أن تتحدث أسماء كبيرة في الحزب الديمقراطي خلال الأسبوع الذي يسبق الترشيح الرسمي لكامالا هاريس.
ووصلت كامالا هاريس، الأحد، إلى شيكاغو عشية انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي أحيت آماله بإمكان الفوز على الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر).
بين هاريس وترامب
وانتقدت هاريس على نحو غير مباشر الرئيس السابق ومنافسها الجمهوري في انتخابات الرئاسة دونالد ترامب، الأحد، وألمحت إلى أن ترامب "جبان" تركز سياساته على تقويض المنافسين، وذلك أثناء مقارنة أسلوب قيادتها مع أسلوبه خلال توقف حملتها الانتخابية في روتشستر بولاية بنسلفانيا التي قد تشكل منعطفا مهما في نتيجة الانتخابات.
وأضافت هاريس أن أي شخص يسعى إلى إهانة الآخرين هو جبان، وشددت على أن حملتها تركز على الفوز بالانتخابات وستحقق الفوز.
ولم تذكر هاريس اسم ترامب مباشرة، في حين وصفها المرشح الجمهوري خلال حملة انتخابية في شرق بنسلفانيا، السبت، بأنها "متطرفة" و"مجنونة".
هذا ورفض ترامب الدعوات التي تطالبه بتخفيف حدة خطابه ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس ومهاجمته لها أمام أنصاره خلال حملاته الانتخابية.
وأكد ترامب أنه سيهزم نائبة الرئيس بايدن بفارق كبير في نوفمبر المقبل، كما قال ترامب إنه "غاضب للغاية" من هاريس، ويشعر بأنه "يحق له الهجوم عليها شخصيا".
وقال مؤيدون لترامب إنهم يأملون في أن يعيد الرئيس السابق تركيز حملته على السياسة بدلا من الهجمات الشخصية المتكررة على هاريس، التي اعتمد عليها بشدة في الأسابيع التي تلت ظهورها كمرشحة ديمقراطية محتملة.
هذا وحث السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في لقاء على شبكة "إن بي سي نيوز" المرشح الجمهوري دونالد ترامب على التركيز على الأمور السياسية والابتعاد عن الشخصنة مع منافسته كامالا هاريس, مشيرا إلى أن شخصية المحرض التي يلعبها ترامب قد تجعله يخسر في الانتخابات الأميركية.
حاكم ولاية نيو هامبشاير الجمهوري كريس سونونو بدوره حض ترامب على التركيز في حملته الانتخابية بدلاً من مهاجمة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، حسب ما نقلت شبكة "CNN" الأميركية.
قضايا أساسية
ورأى سونونو أن أي مرشح جمهوري قادر على الفوز بالسباق بفارق 10 نقاط إذا وجه تركيزه نحو القضايا الرئيسية المهمة بالنسبة للناخبين.
ومن المتوقع أن تشهد النسخة السادسة والعشرون للمؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي في شيكاغو، مواكبة أمنية كثيفة لم يسبق أن شهدتها ثالث أكبر مدن الولايات المتحدة.
وسيتولى تأمين الحدث نحو 2500 عنصر من الشرطة المحلية، يدعمهم مئات من العناصر الذين تم استقدامهم من خارج ولاية إلينوي.
وأمضى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووحدة النخبة في جهاز الخدمة السرية والشرطة المحلية عاما كاملا في إعداد المنظومة الأمنية الكبيرة لتأمين المركز الرياضي الضخم الذي سيستضيف الحدث، في حضور أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي يتقدمهم الرئيس جو بايدن، إضافة إلى عديد من نجوم هوليود.
"أهداف مجانية"
ويُنتظر وصول أكثر من 50 ألف ناشط إلى مدينة شيكاغو الأميركية، كما سبق أن أعلن ناشطون أنهم سينظمون مظاهرات عدة، احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدعم من إدارة بايدن.
من جانبها، أعلنت حملة ترامب أنها ستنظم مؤتمرات انتخابية وستكثف الدعاية طيلة فترة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
وقال متحدث باسم الحملة إن هذه الفعاليات اليومية توجه رسالة للحزب الديمقراطي بعدم السماح لهاريس بتسجيل "أهداف مجانية". وأضافت أن ترامب ومرشحه لنائب الرئيس جيه دي فانس سيعقدان فعاليات في الولايات المتأرجحة بما في ذلك بنسلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وأريزونا.
هاريس تحظى بدعم المجموعات الرئيسية لا سيما المستقلين، وفقًا لأحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "إيه بي سي نيوز" و"إيبسوس".
ومع ذلك، لا يزال ترامب متفوقا في المسألتين الانتخابيتين الأكثر ذكرا في استطلاعات الرأي، وهما الاقتصاد الكلي والتضخم، ويتقدم أيضا في قضية الهجرة، وهو ما يبقي السباق متنافسا بشدة.
فالاستطلاعات بين الناخبين البالغين أظهرت تقدم هاريس ونائبها تيم ويلز بنسبة 50 بالمئة، فيما حظي ترامب والسيناتور جيه دي فانس بنسبة 45 بالمئة.
أما بين المسجلين للتصويت، حظيت هاريس بـ49 بالمئة مقابل 45 بالمئة لترامب، كما تتقدم هاريس بفارق 6 نقاط عن ترامب بين الناخبين المحتملين لتحظى بـ51 بالمئة مقابل 45 بالمئة لترامب.
التعليقات