في جولة الصحف اليوم، نطالع مقالاً حول الضغط الداخلي الإسرائيلي حول صفقة إعادة الرهائن،ومقالاً آخر حول المرشحة كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الديمقراطي ومقالاً آخر عن المرشحين هاريس وترامب وكيف يراهما الناخب العربي؟

بعد إعلان الجيش الإسرائيلي انتشال جثث خمس رهائن من نفق في قطاع غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، أثار الحادث المزيد من التظاهرات في الداخل الإسرائيلي لأسر وذوي الرهائن، في سبيل الضغط على نتنياهو وحكومته لعقد صفقة مع حماس لاستعادة من تبقى من الرهائن قبل أن يلقوا المصير ذاته في غزة.

من هذا الموضوع نبدأ جولة الصحف، إذ نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً افتتاحياً تحريرياً بعنوان "نتنياهو إسرائيل هو سيد المفاوضات الزائفة".

وتقول الصحيفة إن قضية الرهائن الذين يموتون ببطء في أنفاق حماس لأكثر من عشرة أشهر، باتت جزءاً من "الدراما الكبرى" الداعمة لمواقف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، "المتقلبة" فيما يتعلق بصفقة الرهائن.

وتضيف هآرتس أن عامة الناس وعائلات الرهائن على وجه الخصوص وقعوا في فخ الأمل وخيبة الرجاء، في إطار ما يقال عن أن نتنياهو مستعد للتفاوض، وأنه يوافق على منح الوفد الإسرائيلي بعض الحرية، وأنه على استعداد لإظهار المرونة.

ومع ذلك، يُفاجأ الإسرائيليون بأن نتنياهو يضيف المزيد من الشروط، ويقول في منتديات سرية إن الصفقة ليست بالمؤكدة، وإنها تنهار، ثم يبدأ من جديد. وفي غضون ذلك، يموت المزيد والمزيد من الرهائن.

الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثث 6 رهائن من غزة، وحماس تعلن مقتل مجموعة من مرافقي هنية

وتسوق الصحيفة مثالاً حديثاً على ذلك في مساء الخميس، حين تحدث نتنياهو إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن وأبدى استعداده للتحلي بالمرونة فيما يتعلق بممر فيلادلفيا على طول حدود غزة مع مصر، قبل أن يخرج مسؤول حكومي إسرائيلي معلقاً بأن نتنياهو "لم يغير موقفه بشأن الحاجة إلى السيطرة والوجود الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا".

ومن هنا تقول الصحيفة إن نتنياهو على مر السنين، أصبح "أستاذاً في تزييف المفاوضات"؛ حيث يُكثر القول بلا عمل، وبالتالي، لا يمكن السماح له بمواصلة إجراء مفاوضات صورية تتخلى عن الرهائن، وتمهد الطريق للتوسع الإقليمي في شكل "سيطرة أمنية إسرائيلية" في قطاع غزة، أي احتلال "مؤقت" لغزة.

وتحذر هآرتس من السماح لنتنياهو بشغل الجمهور بآمال كاذبة بعودة الرهائن، بينما يتركهم يموتون رويداً رويداً، ويمهد الطريق للفوضى في الشرق الأوسط ويخلق واقعاً جديداً على الأرض.

وتخلص الصحيفة إلى أن الإسرائيليين بحاجة إلى الاستيقاظ وإيضاح الأمر لرئيس الوزراء أنه لا يملك تفويضاً للتضحية بالرهائن "على مذبح احتلال غزة وحرب شاملة"، مضيفة أنه من الأفضل للجمهور أن يستيقظ بسرعة، بينما لا يزال بعض الرهائن على قيد الحياة.

"امرأة مختلفة"

كامالا هاريس
BBC

إلى صحيفة الغارديان ومقال رأي كتبته أروى مهداوي بعنوان مطول تقول فيه: "خطاب كامالا هاريس كان بمثابة اختبار لحياتها السياسية. وقد نجحت فيه، لكن ستكون هناك قضايا أخرى يستوجب عليها النجاح فيها أيضاً – على الأقل غزة".

وتقول الكاتبة إن كامالا هاريس أعدت واستعدت بشراسة لإلقاء أهم خطاب في حياتها، كمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية في المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو، والذي مثّل لحظة محورية في حياتها السياسية.

وتضيف الكاتبة أن كامالا هاريس أصبحت امرأة مختلفة؛ فقد ولى عهد نائبة الرئيس المتحدثة الخجولة، وحضرت كامالا القيادية التي تشع بالبهجة والمفعمة بالحيوية والنشاط.

وقد استهلت خطابها بالقول "حسناً، هيا إلى العمل"، مضيفة وهي تنظر مباشرة إلى الكاميرا: "أعلم أن هناك أناساً من وجهات نظر سياسية مختلفة يشاهدون الليلة. وأريدكم أن تعلموا: أعد بأن أكون رئيسة لجميع الأميركيين".

كامالا هاريس تقبل رسميا منافسة ترامب في الانتخابات وتتعهد بأن تكون رئيسة كل الأمريكيين

وللتأكيد على هذا الوعد، قدمت هاريس نفسها كأميركية عادية يمكن للكثيرين أن يتعاطفوا مع نشأتها المتواضعة، على عكس دونالد ترامب.

وبدأت بالحديث عن حياتها المبكرة في حي جميل من الطبقة العاملة، ووالدتها المهاجرة "الرائعة والمبدعة"، التي علمتها "ألا نشكو أبداً من الظلم، بل أن نفعل شيئاً حيال ذلك". وأوضحت كيف قررت أن تصبح محامية تنصر الضعفاء، بعد أن أخبرتها صديقتها في المدرسة الثانوية أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من زوج والدتها.

كما ركزت في خطابها على مستقبل الولايات المتحدة مع "طبقة متوسطة قوية ومتنامية"، مؤكدة أن "بناء هذه الطبقة المتوسطة سيكون هدفاً محدداً" لفترتها الرئاسية. وتركيزها على الطبقة المتوسطة يعكس، من وجهة نظر الكاتبة، أجندة السياسة الاقتصادية الشعبوية.

ما هي خطة كامالا هاريس الاقتصادية؟

وسواء كانت قادرة بالفعل على القيام بكل هذا من عدمه، فالمهم هو أن ما قالته يُعد رسالة تتردد في الحزب، رغم أن جوهر رؤية كامالا هاريس للمستقبل، بحسب المقال، لا يتعلق برغيف خبز أرخص بقدر تعلقه بديمقراطية أكثر أمانا، تهددها عودة ترامب لفترة ولاية ثانية، بحسب وصف وتحذير نائبة الرئيس من عواقب حدوثها.

ومع ذلك، تقول الكاتبة إنه بات من الواضح اليوم أن الأمريكيين من أصل فلسطيني، ومن يقاتلون من أجل حقوق الفلسطينيين، غير ملائمين للحزب الديمقراطي ورسالته المتمثلة في الوحدة.

فعلى الرغم من الدعوة اللفظية التي قدمتها كامالا للأزمة في غزة، ودعوتها إلى وقف إطلاق النار، إلا أن ما قالته عن القضية في خطابها لم يكن بنفس أهمية عدم منح أمريكي من أصل فلسطيني منبراً للتحدث على المسرح الرئيسي في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، برغم مناشدات الأعضاء المؤيدين للفلسطينيين في الحزب.

مراهنة اضطرارية

سيدني، أستراليا
BBC
تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في شوارع سيدني، أستراليا، 27 يوليو/تموز 2024.

ونختتم جولة الصحف بصحيفة القدس العربي ومقال رأي بعنوان يتساءل "على من يراهن العرب والمسلمون: ترامب أم هاريس؟".

وتقول الصحيفة إن كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، أعادت في خطاب اعتماد الحزب ترشيحها رسمياً، تكرار سياسات الرئيس جو بايدن فيما يخص قضية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

فقد أعادت الحديث عن أن حماية إسرائيل هي الأولوية، وأن الدعوة لـ"إنهاء الحرب" تعني أن "تكون إسرائيل آمنة وأن يُطلق سراح الرهائن".

وتضيف القدس العربي أن إعلان "الولاء والبراء" هذا لإسرائيل، والذي هو "لازمة" سياسية لدى أي مرشّح أمريكي للرئاسة، سواء كان ديمقراطيا أم جمهوريا، يرتبط بداية بتأثير النفوذ الهائل لمنظمة الضغط الداعم لإسرائيل "آيباك" ومنظمات أخرى كاليهود الأمريكيين والصهيونية المسيحية.

وتوضح الصحيفة أن هذا النفوذ يتجسد أيضاً، على المستوى الخارجي، من خلال الدور الذي تضطلع به إسرائيل في قلب الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم، وهو دور يتكامل مع أهداف المركّب العسكري الصناعي الأمريكي.

ويضيف المقال أن إسرائيل تبدو أحياناً كما لو أنها بوصلة المصالح والقرارات الأمريكية في العالم، حتى لوكانت هذه البوصلة تتجه عكس تلك المصالح، وتحاول توريط الولايات المتحدة في حروب لا تسعى إليها، مثلما يضغط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لدخول واشنطن في حرب مع إيران.

وتشير الصحيفة إلى أن تطرّق هاريس للموضوع الفلسطيني في مؤتمر الحزب الديمقراطي، لا يخفي محاولات منظمي المؤتمر طمس أو تجاهل قضية، سيؤدي عرضها إلى "كشف فاضح للتناقض بين النفوذ الصهيوني الكبير في الحزب، وفجاعة الكارثة الفلسطينية التي لا يمكن إخفاؤها".

ترامب عن هاريس: "هل هي هندية أم سوداء؟"

ويوضح المقال أن هذا الأمر قد ظهر في المؤتمر، بعد أن سحبت إحدى المنظمات، "النساء المسلمات من أجل هاريس" دعمها للمرشحة، بعد رفض فريقها طلب المنظمة بأن يصعد متحدث أمريكي فلسطيني على المنصة في المؤتمر.

في المقابل، تقول الصحيفة إن دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، لا يتطرّق لموضوع القضية الفلسطينية إلا بطرق تدلّ على "الركاكة البالغة" التي تميّز راعي "صفقة القرن" البائسة خلال ولايته الرئاسية السابقة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والموافقة على ضم الجولان، والدعوة مؤخراً لـ"توسيع إسرائيل".

وتخلص الصحيفة إلى أن "أنصار فلسطين" في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضطرون لأسباب سياسية عديدة، إلى المراهنة على هاريس، حتى لو كانت احتمالات تقاطعها مع إرث بايدن ضعيفة، أكثر مما يمكنهم المراهنة على شخص قام بمنع مواطني خمس دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة بمجرّد دخوله "البيت الأبيض"، ويراهن عليه نتنياهو لمتابعة تنفيذه لـ"الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" للفلسطينيين.