إيلاف من بيروت: حذرت صحيفة "بلومبرغ" الولايات المتحدة من أن نهجها الحالي في تعزيز قدراتها النووية سراً قد يقود العالم إلى كارثة نووية. ودعت الصحيفة واشنطن إلى التخلي عن هذا النهج وإطلاق حملة دولية لاستعادة السيطرة على الأسلحة النووية، محذرة من أن استمرار هذا السباق الخفي يعزز احتمالات حدوث خطأ كارثي في الحسابات، قد يؤدي إلى نهاية العالم.

في مقال نشرته "بلومبرغ"، أشارت إلى أن بناء الولايات المتحدة للأسلحة النووية بصمت يشكل استفزازاً لمنافسيها مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية، ويدفعهم للقيام بالمثل، مما يزيد من خطر وقوع حرب نووية نتيجة سوء التقدير.

وتطرق المقال إلى أن الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، الذي كان يتحدث بانتظام عن مخاطر الانتشار النووي خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس، يفضل الآن الصمت حول هذه القضية، مفضلاً إصدار تعليمات سرية للبنتاغون لتطوير الأسلحة.

وتنتقد "بلومبرغ" النهج الأميركي الجديد، مشيرة إلى أن الأسلحة السرية أو التغييرات في العقيدة النووية دون إعلانها بشكل علني، تؤدي فقط إلى زيادة حالة عدم الثقة لدى الخصوم، وتجعل من سباق التسلح النووي أمراً لا مفر منه، مما يزيد من احتمالات سوء التقدير والتصعيد.

وأكدت الصحيفة أن سباق التسلح النووي ليس فقط غير منطقي من الناحية الاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة، بل إنه يمثل تهديداً وجودياً، حيث تفقد الأهمية لأي عدد من الرؤوس الحربية بمجرد تبادل الضربات النووية الأولى.

وأعربت "بلومبرغ" عن قلقها من أن القادة الأميركيين الحاليين، بما فيهم بايدن ونائبته كامالا هاريس، وكذلك الرئيس السابق دونالد ترامب، لا يتحدثون علناً عن مخاطر الحرب النووية، على عكس ما فعله رؤساء سابقون مثل أيزنهاور وكينيدي وريغان، مما يعزز من شعور الاطمئنان الزائف لدى الناخبين الأميركيين.

وختمت الصحيفة بالقول إن بايدن وهاريس يجب أن يذكّرا الأميركيين والعالم بما هو على المحك، وأن يحذوا حذو أسلافهم بالدعوة إلى تدمير الأسلحة النووية قبل أن تدمر البشرية.

* أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن بلومبيرغ: المقال الأصل