أعلن مسؤول في حركة حماس، أن وفد الحركة غادر القاهرة بعد لقاء مع الوسطاء المصريين والقطريين، اطّلع خلاله على مخرجات المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان "غادر وفد حركة حماس المفاوض القاهرة مساء اليوم، بعد أن التقى الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، واستمع منهم لنتائج جولة المفاوضات الأخيرة".
من جانبه قال القيادي في الحركة أسامة حمدان، إن وفد الحركة أبلغ الوسطاء اليوم عن حماس حول مخرجات جولة المناقشات التي جرت خلال اليومين الماضيين، موضحاً أن الرد كان بأن إسرائيل "لاتريد وقف إطلاق النار بعد اجتياح رفح".
وكشف حمدان في مقابلة مع قناة الأقصى المقربة من الحركة، أن المفاوضات انطلقت بـ"خمسة عناوين رئيسية"، وهي: "الإصرار على وقف إطلاق النار، وسحب القوات من كل القطاع، وإغاثة النازحين وعودتهم لديارهم، ثم صفقة تبادل عادلة".
وأوضح حمدان أن "وقف العدوان" هو أولوية أولى للحركة، إلا أن إسرائيل "مازالت تماطل حتى هذه اللحظة"، ومشيراً إلى أنها وضعت "شروطاً جديدة لقبول الاتفاق، وتراجعت عن ما وافقت عليه مسبقاً" على حد قوله.
وأضاف حمدان أن من بين هذه الشروط، تريد إسرائيل "إعادة التموضع في محور فيلادلفيا وإدارة غير فلسطينية لمعبر رفح"، ومؤكداً أن الحركة لن تقبل بالحديث عن "تراجعات لما وافقنا عليه في الثاني من يوليو/تموز الماضي، أو أي اشتراطات جديدة".
وأوضح حمدان أن الإدارة الأمريكية "تزرع أملا كاذباً بالحديث عن اتفاق وشيك لأغراض انتخابية".
عودة الهدوء جنوب لبنان
وفي وقت سابق اليوم، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، إن جماعته أخرت الرد على مقتل القائد العسكري فؤاد شكر، لأسباب عدة من بينها إعطاء الفرصة الكافية للمفاوضات التي كانت تجري حول غزة، مشيراً إلى أن المعطيات تتحدث عن "وقت أطول" يمكن أن تستغرقه تلك المفاوضات.
وعاد الهدوء النسبي مجدداً إلى الجبهة الشمالية لإسرائيل، بعد إعلان حزب الله اللبناني أنه أنهى "المرحلة الأولية" من رده على مقتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت نهاية يوليو/تموز الماضي.
ودعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في كلمة له مساء الأحد، إلى "العودة إلى الحياة الطبيعية" بعد أن نفذت الجماعة هجوماً بـ340 صاروخاً وعدداً من المسيرات التي استهدفت قاعدة جليلوت كـ"هدف أساسي"، وقاعدة الدفاع الصاروخي في عين شيمرا كـ"هدف مساند" بحسب نصر الله.
وعلى الرغم من تأكيد نصرالله على أن "عدداً من المسيرات طالت هذين الهدفين، إلا أن متحدثاً عسكرياً إسرائيلياً نفى لفرانس برس أن تكون القاعدة قد أصيبت.
وأوضح نصر الله أن تأخر الرد حتى الآن كان بسبب الحاجة لـ"بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد جميعاً أو كل جبهة لوحدها"، بالإضافة لـ"إعطاء الفرصة للمفاوضات" الجارية، وموضحاً أن الجماعة كانت تركز على إيجاد هدف محدد، هو "الوحدة 8200 داخل قاعدة جليلوت التي تعتبر قاعدة مركزية للاستخبارات الإسرائيلية".
وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل الأحد أنها أحبطت "جزءا كبيراً من الهجوم" الذي شنّه حزب الله من خلال "ضربات استباقية"، ونفت إصابة قاعدة جليلوت، ومؤكدة أنها دمّرت "آلاف منصات الصواريخ" التابعة للحزب في جنوب لبنان.
ورداً على ذلك، قال نصرالله أن "السردية الإسرائيلية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب"، ومشيراً إلى أنه "قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ الإسرائيلي بالغارات في الجنوب ولم تكن لديه معلومات استخباراتية بل بسبب الحركة أثناء الاستعداد"، ومؤكداً أن "أيّاً من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى".
وقال الجيش الإسرائيلي إن "نحو 100 طائرة حربية" استهدفت و"دمّرت آلاف المنصات التابعة لحزب الله" في جنوب لبنان، مضيفا أنها "كانت موجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها نحو وسط البلاد".
وتسببت الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان فجر الأحد، في مقتل ثلاثة مقاتلين، اثنان من حزب الله والثالث من حركة أمل حسبما أعلن نصرالله.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في البحرية الإسرائيلية إصابة اثنين أخرين.
وأوضح مسؤول عسكري إسرائيلي لفرانس برس أن ذلك حصل بحسب "تحقيق أولي"، بعد إصابة الجنود "بقذيفة اعتراضية من القبة الحديدية أو بشظية من هذه القذيفة التي سقطت عن طريق الخطأ على زورق دورية سريع بعد اعتراض طائرة مسيّرة".
وحول مستقبل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، قال نصرالله إن الجماعة ستعمل جمع معلومات عن نتيجة هجماته في ظل "تكتم العدو عما جرى في هاتين القاعدتين خصوصا جليلوت"، موضحاً أنه "إذا كانت النتيجة مرضية وتحقق الهدف المقصود، فسنعتبر أن عملية الرد على اغتيال شكر قد تمت، وإذا كان الرد الأولي بحاجة لاستكمال فسنحتفظ بحقنا، وهذا يأتي وقته في وقت متأخر ولاحق".
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الضربات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان صباح اليوم، "لم تكن الكلمة الأخيرة" لإسرائيل ضد حزب الله.
وأوضح نتنياهو لمجلس الوزراء الإسرائيلي أن الجيش يوجه "ضربات مفاجئة وساحقة لحزب الله"، مضيفاً أن هذه "خطوة أخرى نحو تغيير الوضع في الشمال وإعادة سكاننا بأمان إلى منازلهم".
منع التصعيد في المنطقة
ورحبت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين بهجوم حزب الله اللبناني على إسرائيل، معتبرتين أن ما وصفتاه بـ"الرد القوي والكبير" الذي استهدف عدة أهداف "حيوية واستراتيجية في عمق الكيان الصهيوني"، "يعدّ صفعة في وجه حكومة الاحتلال الفاشية، ورسالة بأنَّ إرهابها وإجرامها ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني لن يمرّ دون ردّ" بحسب نص بيانهما.
فيما رحّب الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بما وصفه بعملية "الرد الأولي" لحزب الله على اغتيال فؤاد شكر، مهدداً بأن كل الجبهات "ستظل مشتعلة ومتصاعدة في وجه العدو طالما استمر العدوان على أهلنا وشعبنا"، على حد تعبيره.
وفي لبنان، دعا مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان واليونيفيل الجميع إلى "وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد"، مؤكدين أن "العودة إلى وقف الأعمال العدائية، يليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، هو السبيل الوحيد المستدام للمضي قدماً".
من جانبه أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أن المطلوب خلال المرحلة الحالية، هو "وقف العدوان الإسرائيلي أولا، وتطبيق القرار 1701"، مشيراً إلى أن موقف الدولة اللبنانية "داعم للجهود الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة".
وعربياً عبرت مصر عن "قلق بالغ" من التصعيد الأخير، محذرة من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، وشددت على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة.
فيما أكد الأردن على أهمية "دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته"، داعياً لضرورة الإلتزام قرار مجلس الأمن رقم 1701 للحيلولة دون المزيد من التصعيد، ومعتبراً أن "استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والفشل في التوصل إلى اتفاق تبادل يفضي إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، يضع المنطقة في مواجهة خطر توسع الصراع إقليمياً".
ودولياً، حثّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على تجنب التصعيد في الشرق الأوسط "بكل الوسائل"، مؤكداً على "دعم المملكة المتحدة لأمن إسرائيل وأهمية ضبط النفس والحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من جانبه إلى العودة فوراً إلى وقف الأعمال العدائية، معتبراً أن "هذه الأعمال تعرض السكان اللبنانيين والإسرائيليين للخطر، فضلا عن تهديد الأمن والاستقرار الإقليميين".
التعليقات