بكين: وصل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى الصين اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات حول العلاقات بين البلدين، والتي تعرضت لاختبارات شديدة خلال عهد الرئيس الأميركي جو بايدن.

ومن المقرر أن تستمر زيارة سوليفان إلى الصين حتى الخميس، وكان سوليفان المسؤول الذي أشار إليه بايدن مرارا بأنه المخول بعقد محادثات غير معلنة مع وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لمحاولة إدارة الخلافات المتزايدة بين القوتين العالميتين.

وهدف زيارة سوليفان محدود، وهو استمرار التواصل في علاقة انهارت لفترة طويلة بين عامي 2022 و2023، ولا يتوقع أن تسفر الزيارة عن أي بيانات رئيسية رغم أن اجتماعات سوليفان قد تضع الأساس لقمة نهائية محتملة مع الزعيم الصيني شي جينبينغ قبل مغادرة بايدن البيت الأبيض في كانون الأول (يناير) 2025.

محادثات مع وانغ
ومن المقرر أن يجري سوليفان محادثات مع وانغ، وزير الخارجية الذي يتولى أيضا منصب مدير لجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهو أمر غير طبيعي أن يتولى شخص واحد كلا المنصبين الرفيعين.

كان وانغ تنحى في البداية عن منصبه كوزير للخارجية، لكنه عاد للمنصب بعد حوالى 7 أشهر في تموز (يوليو) عام 2023 بعد إقالة خليفته لأسباب لم يكشف عنها.

واتخذت إدارة بايدن موقفا صارما إزاء الصين، حيث اعتبرتها منافسا إستراتيجيا، وقيدت وصول شركاتها إلى التكنولوجيا المتقدمة، كما دخلت واشنطن في مواجهة مع القوة الصاعدة بسبب سعيها للنفوذ في تايوان وبحر الصين الجنوبي.

ودخلت العلاقات الباردة بالفعل في حالة تجمد عميق بعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وهي عضو بارز في الكونغرس الأمريكي الآن، إلى تايوان في آب (أغسطس) عام 2022.

وتبددت آمال استعادة العلاقات في شباط (فبراير) 2022 عندما حلق منطاد تجسس صيني بأجواء الولايات المتحدة قبل أن يسقطه الجيش الأميركي.

"منعطف حرج"
وخلال اجتماع بين سوليفان ووانغ بفيينا في أيار (مايو) عام 2023، أطلقت الدولتان عملية دقيقة لإعادة العلاقات بينهما إلى مسارها الصحيح.

والتقى المسؤولان البارزان مرتين أخريين منذ ذلك الحين في دولة ثالثة، إحداهما في مالطا والأخرى في تايلاند، وستكون محادثات هذا الأسبوع هي الأولى بينهما في بكين.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن العلاقات مع الولايات المتحدة "ما تزال عند منعطف حرج".

وأشارت الوزارة إلى أن الجانبين يتواصلان بشأن المناخ وقضايا أخرى، لكنها اتهمت الولايات المتحدة بمواصلة تقييد وقمع الصين.