استهدفت روسيا أوكرانيا بموجة أخرى من الغارات الجوية، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بعد يوم من واحدة من أكبر هجماتها الجوية في الحرب يوم الإثنين، والتي أدانها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

تم إصدار تنبيهات الغارات الجوية صباح الثلاثاء، حيث اكتشف المراقبون الأوكرانيون طائرات روسية تطلق صواريخ تفوق سرعة الصوت من طراز "الخنجر". كما تم الإبلاغ عن هجمات جماعية بطائرات مسيرة.

وقال بيان من وزارة الدفاع الروسية، إن أسلحة دقيقة بعيدة المدى من الجو والبحر استخدمت لضرب محطات الطاقة والبنية التحتية ذات الصلة في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك في كييف ولفيف ومنطقتي خاركيف وأوديسا.

وحذرت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية من أن البلاد بأكملها معرضة لخطر هجوم بأسلحة باليستية.

تم رصد إطلاق العديد من الصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت من طراز كينغال (الخنجر)، والتي يصعب على الدفاعات الجوية اعتراضها.

وقُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص ليل الأحد إلى الاثنين، وأصيب العشرات حيث تعرضت أكثر من نصف مناطق أوكرانيا لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ.

وتعرّضت البنية التحتية للطاقة لضربات، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المدن، كما تأثرت إمدادات المياه.

روسيا تشن هجوماً بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية، ومقتل وإصابة أفراد طاقم رويترز

"في ذكرى مقتل بريغوجين" ..أين مقاتلو مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية الآن؟

بوتين يُقبل القرآن بالشيشان.. لعب على مشاعر المسلمين أم تبجيل؟

إدانة أمريكية

أوكرانيون دخلوا إلى الملاحئ في كييف يوم الاثنين هربا من الهجمات الروسية
Reuters
أوكرانيون دخلوا إلى الملاجئ في كييف يوم الاثنين هربا من الهجمات الروسية

جاء هجوم الثلاثاء بمثابة رد على إدانة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الإثنين، ما قال إنه "الهجوم الشائن" الذي شنته روسيا على شبكة الطاقة الأوكرانية، مؤكدا أن روسيا "لن تنجح أبدا" في الحرب التي تخوضها ضد جارتها، ومتعهدا مواصلة دعم كييف.

وقال بايدن في بيان "أدين، بأشد العبارات الممكنة، استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا وجهودها لإغراق الشعب الأوكراني في الظلام".

وأضاف "روسيا لن تنجح أبدا في أوكرانيا، وروح الشعب الأوكراني لن تنكسر أبدا".

وتابع "يقول المسؤولون الأوكرانيون إن هذا الهجوم الشائن أسفر عن مقتل مدنيين أوكرانيين واستهدف أكثر من عشرين موقعًا حيويًا للطاقة".

وأدان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، "هجمات روسيا الجبانة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على البنية التحتية المدنية".

وأطلقت روسيا يوم الاثنين، مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا، مستهدفة منشآت الطاقة هناك، في هجوم واسع النطاق، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرين، وضرب شبكة الطاقة المتضررة أصلا من جراء الحرب.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين، الحلفاء الغربيين بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى تغيير قواعدهم والسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتهم لضرب أعمق داخل روسيا.

يُسمح لأوكرانيا باستخدام بعض الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا - ولكن ليس الأسلحة بعيدة المدى.

وقال زيلينسكي "يمكننا أن نفعل المزيد لحماية الأرواح" إذا عملت القوات الجوية الأوروبية مع الدفاع الجوي الأوكراني.

وأعلن الجيش الأوكراني إسقاط الدفاعات الجوية الأوكرانية نحو 15 مسيرة وعدة صواريخ بالقرب من كييف خلال الهجوم الروسي الذي وقع أثناء الليل، وفقًا لسيرجي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف.

وقال بوبكو في بيان عبر خدمة الرسائل عبر تليجرام: "تم تدمير كل شيء طار إلى عاصمة أوكرانيا".

السيطرة على الصراع

مع هذا تسبب هذا الهجوم الروسي، الأضخم منذ أسابيع، في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في أوكرانيا، التي تواصل هجوما بدأته قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية.

وتعرض مبنى للبنية التحتية المدنية في مدينة كريفي ريه الشرقية، مسقط رأس الرئيس زيلينسكي، لضربة في الهجوم في وقت متأخر من يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل شخصين. وهناك عدة أشخاص في عداد المفقودين.

وقال رئيس إدارة منطقة زابوروجيا إيفان فيدوروف، إن رجلاً قُتل وأصيب رجل وامرأة في مدينة زابوروجيا.

وأبلغ المسؤول المحلي يفهين سيتنيتشينكو، عن الوفيات، قائلا إن منازلا ومتاجرا ومركبات تضررت في الحادث.

كما تم الإبلاغ عن انفجارات في مناطق كييف وسومي وخميلنيتسكي وميكولاييف.

ومنذ بدأت روسيا غزو جارتها في فبراير/شباط 2022، تشنّ روسيا هجمات واسعة النطاق ومتكررة ضد أوكرانيا، بما في ذلك ضد منشآت الطاقة.

لكن يُنظر إلى الهجمات الأخيرة على أنها محاولة من جانب موسكو لإعادة تأكيد سيطرتها على الصراع بعد مكاسب أوكرانيا الأخيرة للأراضي في منطقة كورسك الروسية.