إيلاف من لندن: بدأ الملك عاهل بريطانيا جولته في أستراليا مع الملكة كاميلا بزيارة إلى كنيسة حيث رحب بالمهنئين الذين تفوقوا في الغالب على حفنة من المحتجين على الملكية.

وأعرب الملك تشارلز الثالث عن سعادته بالعودة إلى أستراليا أثناء مخاطبته للسياسيين في الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية للمجلس الأعلى لبرلمان مقاطعة نيو ساوث ويلز الاسترالية.

وقدم الملك ساعة رملية "مؤقت الخطاب" كما أسماها، وقال مازحًا: "مع رمل الزمن الذي يشجع على الإيجاز، لم يتبق لي سوى أن أقول كم هو عظيم الفرح أن آتي إلى أستراليا لأول مرة بصفتي ملكًا، وأن أجدد حبي لهذا البلد وشعبه الذي اعتززت به لفترة طويلة".

ويبدو أنه لم يستطع مقاومة تحريك رمال الساعة الرملية الناعمة عندما أهدى ساعة الوقت إلى البرلمان. وقال في خطابه "لابد أن تتطور الأنظمة الديمقراطية، بطبيعة الحال، لتظل صالحة للغرض، ولكنها مع ذلك أنظمة سليمة في الأساس، كما قلت في هذا المبنى قبل خمسين عاما".

الديموقراطية والحكمة

وأضاف الملك تشارلز الثالث: "عندما تكون الديمقراطية مدعومة بالحكمة وحسن النية، أعتقد أنها تتمتع بقدرة غير عادية على الابتكار والتسوية والتكيف، فضلا عن الاستقرار".

جاء حديث العاهل البريطاني بعد أن التقى هو والملكة بأفراد من الجمهور عندما بدأوا اليوم الأول الكامل من جولتهم الأسترالية بحضور قداس في إحدى ضواحي شمال سيدني.

وقبل القداس في كنيسة سانت توماس الأنجليكانية، أضحك القس مايكل مانتل الحاضرين عندما قال لهم: "قال يسوع إنكم لن تعرفوا اليوم ولا الساعة التي سيأتي فيها الملك".

وعندما وصل الزوجان الملكيان لأول مرة التقيا ببعض الأطفال عند باب الكنيسة حيث كان من الممكن سماع مجموعة من المحتجين يهتفون "ليس ملكي" لكنهم غرقوا في صيحات "هيب هيب هوراي".

وقد أحضرت زوجة القس إيلي مانتل كرة رجبي وكرة كريكيت وكوالا محشوًا، وهي هدايا للأحفاد الملكيين الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس.

وقالت: "إنه لشرف عظيم لنا لأنها الفرصة الأولى للجمهور لرؤية الملك والملكة".

لاعب البولو الصديق

بعد ذلك، قضى الملك والملكة بعض الوقت في مصافحة المهنئين بالخارج، حتى أن الملك رأى صديقًا قديمًا بين الوجوه - مدرس البولو السابق سينكلير هيل، الذي وصف بأنه أعظم لاعب في هذه الرياضة في أستراليا.

وانضمت إليه زوجته ويندي هيل التي قبلها تشارلز على خديها وقالت بعد ذلك: "إنه رجل رائع وحقيقة أنه لم يكن على ما يرام ومع ذلك جاء... الجهد الذي يبذله للتحدث إلى كل هؤلاء الناس. اعتقدت أنه كان رائعًا".

أنهوا الاستعمار

وعلى بعد حوالي 100 متر، رفعت مجموعة صغيرة من الناس، جميعهم من أنصار مقاومة الأمم الأولى للاستعمار، لافتة كبيرة عليها كلمة "انهوا الاستعمار".

وقال الناشط واين وارتون وهو من السكان الأصليين (الأوبرجينيز): "نحن نطلب من الملك تشارلز بكل احترام أن يبدأ عملية إنهاء الاستعمار، وأن ينضم إلى الحكومة الأسترالية ويتفاوض مع السكان الأصليين للحصول على تعويضات عن الاستيطان والاستعمار غير القانوني لما يسمى بأستراليا".