إيلاف من الرباط : يتجه المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي إلى فسخ عقده مع اللاعب الجزائري يسري بوزوق، مع تحميل اللاعب قيمة الشرط الجزائي المنصوص عليه في العقد، والمحدد بغرامة مالية تقدر بمليون درهم مغربي(100 الف دولار) تُحوَّل إلى خزينة الفريق.
هذا القرار أثار موجة من الجدل والسخط على اللاعب والفريق على حد سواء ، خاصة أن القضية تكشف عن تعقيدات تتجاوز حدود الرياضة إلى السياسة. حيث تسربت أنباء تفيد بأن المهاجم الجزائري طلب من إدارة الرجاء إعفاءه من خوض المباراة الحاسمة للفريق في دوري أبطال إفريقيا ضد الجيش الملكي المغربي، لتجنب تداعيات محتملة في بلده الجزائر، بسبب حمل قميص الرجاء لخريطة المملكة المغربية كاملة من طنجة إلى الكويرة.
وذكرت مصادر مطلعة أن اللاعب أبلغ مسؤولي فريق الرجاء رفضه اللعب بهذا القميص، خشية إثارة غضب النظام الجزائري والاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي لا يزال ينتظر قرار المحكمة الرياضية الدولية "طاس" بشأن انسحاب فريق اتحاد العاصمة الجزائري من مباراة ضد فريق نهضة بركان في أبريل الماضي، بسبب قمصان تحمل خريطة المملكة المغربية. ومع ذلك، نفت إدارة الرجاء هذه الادعاءات، مؤكدة أن استبعاد اللاعب كان لأسباب فنية بحتة.
جدل شعبي وإعلامي
انقسمت الآراء بين من يرى في بوزوق "ضحية لضغوط سياسية خارجية" ومن يعتبره لاعبًا خضع للتسييس على حساب الالتزام بعقده الرياضي. في المقابل، انتشر في الجزائر وسم يدعم موقف بوزوق ويصفه بـ"البطل القومي"، مما يعكس تصاعدًا في التوتر الإعلامي بين البلدين.
هذا التوتر، فتح الباب لنقاش أوسع حول استغلال الرموز الرياضية لأغراض سياسية، حيث تحوّل قميص رياضي بسيط إلى رمز لصراع سياسي متأجج.
في المغرب، عبّر الجمهور عن استيائه من الحادثة، مؤكدا أن خريطة المملكة المغربية ليست قابلة للمساومة. ويقول المغاربة بصوت واحد: "لا نقبل أن تُستغل رموزنا الوطنية في أي أجندة خارجية".
وتتضمن قضية بوزوق أبعادا قانونية ودبلوماسية، وتُعيد طرح تساؤلات حول مدى التزام اللاعبين المحترفين بعقودهم وسط ضغوط سياسية ودبلوماسية. حيث أن فسخ العقد مع تحميل اللاعب شرطًا جزائيًا يُبرز البعد القانوني للقضية، لكنه أيضًا قد يُعقّد العلاقات الرياضية بين المغرب والجزائر.
وتمثل حادثة بوزوق سابقة رياضية تكشف عن التداخل المعقد بين الرياضة والسياسة في المنطقة، وتحول ملاعب كرة القدم، التي كان يُفترض أن تكون ميدانًا للنزاهة الرياضية، إلى ساحة للصراعات السياسية.
ويبقى السؤال الأهم هو : هل أصبح الرياضيون رهائن للأنظمة السياسية في المنطقة؟ وكيف يمكن حماية روح الرياضة من التدخلات التي تُعكّر صفو المنافسات؟
في انتظار الإجابة على ذلك ، يواصل فريق الرجاء مشواره الإفريقي، بينما يبقى مستقبل يسري بوزوق غامضًا وسط أزمة قد تكون بداية لشرخ أعمق بين الرياضة والمواقف السياسية.
التعليقات